-٢- سياسة الباب المفتوح :
لقد شعرت الحكومة الهولندية باليقظة الأسيوبة في الشعوب المستوطنة في الشرق الأقصى بعد انتصار اليابان على الروسيا في عام ١٩٠٥ . رخشيت ان تمتد يد الإنقاد الأسيوبة إلى اندونيسيا وتحررها من الحكم الهولندي ففتحت أبواب إدونيسيا لرؤوس الأموال الامريكية والإنكليزية وغيرهما ، فتدفقت إليها ، واستغلت في شراء الأراضي ، واستخراج المعادن ، وإنشاء المصانع والمعامل فقدت إندونيسيا سوقا عالميا ! بل مستعمرة دولية ! . وقد بلغ عدد العمال الفلبنين الأدونيسيين في المصانع والعامل الأوربية والأمريكية في عام ١٩٣٦(١,٥٠٠,٠٠٠ ( عامل ، منهم )١٢٠,٠٠٠ ( عامل ، كانو يشتغلون في أكبر المصانع الأوربية.
إن الرأسمالية الغربية العالمية استغلت الثروة الزراعية والمعدنية الإندونيسية . وضيقت المجال الاقتصادي علي الشعب الإندونيسي . وقد بلغ رأس مالها (ستة مليارات روبية ) ! وكان التعدين ، والملاحة ، والكهرباء ، والسكك الحديدية ، والمطاط ، والسكر ، والتبغ ، اكثر الأعمال التي اشتغلتها الراسمالية الغربية ، منذ عام ١٩٠٥ - ١٩٤٢ ، ونضع في البيان الآني ، رؤوس الأموال الغربية التي اشتغلت في زراعة المطاط وصناعته حسب إحصائيات عام ١٩٢٩.
مقدار الرأسمال البلد التابع له ٢٩٢.٠٠٠,٠٠٠ روبية هولندا ١٩٣,٠٠٠,٠٠٠ انكلترا ٥٣٠٠٠٠٠٠ امريكا ٢٨٠٠٠٠٠٠ بلجيكا ٢٥٠٠٠٠٠٠ فرنسا ١٢٠٠٠٠٠٠ سويسرا ------------------- ٦٠٣,٠٠٠,٠٠٠ روبيه الجملة مبلغ ضخم ، استغل لنوع واحد من المواد الإندونيسية فما معناه ؟ ! . .
انتزاع الثروة الاقتصادية الاندونيسية من الإندويسيين ، لرفاهية الرأسماليين الغربيين ، واستغلال جهود الإندويسيين لنماء الثروة الغربية !
وفي عام ١٩٢٧ بلغت قيمة الإنتاج الإندونيسي المصدر إلي خارج إندونيسيا ١٧٠٠ مليون روبية ، والوارد إليها ٩٠٠ مليون روبية . اي ان الصادر ضعف الوارد ! ومعنى هذا في منطق الاقتصاد الحديث ، الاستغلال الفاحش الذي يؤدي إلي ضعف الإنتاج.
وفي عام ١٩٣٠ صدرت إلى خارج اندونيسيا مواد زراعية ومعدنية وبعض جلود الحيوانات ، نوضحها فيها يلى :
النوع القيمة جلود ٢٥,١٦٢,٠٠٠ روبيه مطاط ١٧٢,٧٩٥٠٠٠ توابل ٦٦,١٩٨,٠٠٠ بن ٢٥,٦٦٥,٠٠٠ زيوت نباتية ١٠٠,٩٦٦,٠٠٠ سكر ٢٤٥,٢٧٦,٠٠٠ فلفل ١٣,٨٨١,٠٠٠ شاي ٦٩,٥٣٠,٠٠٠
النوع القيمة خيوط أناناس ٣٩.٣٥٠,٠٠٠ روبية حاصلات زراعية ٥٩,٤٧٤,٠٠٠ بترول ١٩٠,٠٥٦,٠٠٠ حاصلات مناجم ٦٢,٦٣١,٠٠٠ حاصلات أخرى ٨,١١٥,٠٠٠ ------------------------ الجملة ١,١٤٧,٧٤٧,٠٠٠
وليست هذه الصادرات وحدها ، هي الصادرات الإندونيسية التى تصدرها الشركات الغربية ، بل هناك صادرات اخرى ، بلغت قيمها اضاف هذه الصادرات ، لا نستطيع ذكرها في هذا البحث الموجز . لأننا توخينا في هذا الموضوع عرض الثروة الاقتصادية الإندونيسية ، واستغلال الرأسمالية العالمية لها ولم نتعرض لنقدها ، ويكفى للقارئ ان ينتقدها ويظهر محاسنها ومساوئها ، ومدى اثرها في حياة الشعب الإندونيسي ، السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية.
والصادرات الاندونيسية تصدر إلي كافة القارات بنسب معينة ، كانت تضمها الحكومة الهولندية ، فتعمل بموجبها الشركات الأوربية والأمريكية . وفيما يلي بيان مفصل عن حصة كل قارة من الصادرات الإندونيسية ، مستقي من أوثق المصادر الإندونيسية :
نسبة توزيع الصادرات الإندونيسية إلى العالم في عام ١٩٣٥ و ١٩٣٦ و ١٩٣٧ . السنة السنة السنة ١٩٣٠ ١٩٣٦ ١٩٣٧ ============================== % ٤٠,٢٧ % ٣٨,٦٨ ٣٦,٣٦ حصة أوربا % ١٤,٩٢ % ١٩,٠٢ % ١٩,٠٧ امريكا % ٣٢,١٨ % ٢٧,٤٩ % ٢١,٢٨ آسيا % ٣,١٣ % ٣,٧١ ٤,١٢ افريقيا % ٤,٨٧ ٤,٧٧ % ٣,٩٦ استراليا ٤,٤٨% ٦,٣٣ / ٤,٧١ بلاد اخرى الجملة
وتصدر هذه القارات منتجاتها إلى إندونيسها بنسب معينة أيضا ، تحت إشراف الحكومة الهولندية . وفيما يلي بيان نسبة الواردات المالية إلى إندونيسيا :
نسبة الواردات المالية إلي إندونيسيا في عام ١٩٣٥ و ١٩٣٦ و ١٩٣٧ :
السنة السنة السنة ١٩٣٠ ١٩٣٦ ١٩٣٧ ----------------------------------------------- ٣١,١٩ ٤٠,٧٠ ٤٤,٨٦ الوارد من اروربا ٧,٦٦ ٨,٦٠ ١٠,٦ امريكا ٥١,٦٦ ٤٦,٤ ٤٠,٦٢ آسيا ٣,٣٣ ٢,٩٦ ٢,٤٨ استراليا ٠,٧٢ ٠,٣٠ ٠,٣٦ فرنسا ------- ------- --------- ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ الجملة
ويظهر من موازنة البيانين مع بعضهما ، ان الصادرات الإندونيسية اكثر من الواردات ، أي أن إندونيسيا نهر لاينضب ، يجب عليها ان تقدم للعالم الرأسمالي ثروتها الفياضة . وقد خصصت هولندا لنفسها نسبة مالية من الصادرات الإندونيسية الخاصة بأوربا ، لأنها كانت صاحبة النفوذ والسلطان في إندونيسيا ! وفيما يلي بيان نسبتها المئوية التي اختصت بها من حصة أوربا :
النسبة السنة ١٩٣٥ ٤٨ و ٢٠ % ١٩٣٦ % ٢٣,٦٢ ١٩٣٧ % ٢٠,٠٩
أي أن نصف الصادرات الإدونيسية الخاصة بأوربا اختصت به هولندا . واختصت لنفسها ايضا من الواردات الأوربية بنسبة عالية ، وهي كما يلى :
السنة النسبة ١٩٣٥ % ١٣,٣٧ ١٩٣٦ ١٦,٧٣ % ١٩٣٧ % ١٥,١٤
أي أن ثلث الواردات الأوربية اختصت به هولندا ، فتبعت إلي إندونيسها منتوجاتها بأثمان عالية ، ولا رقيب عليها ! . .
وإذا كانت إندونيسيا غنية بمواردها الزراعية والمعدنية فان العالم الرأسمالي قد نرزح هذه الثروة إلي أوربا وأمريكا منذ عام ١٦٠٠ ، ولم يبق للشعب الإندونيسي الحر إلا العزر منها . وتفتح التربة الإندونيسية مواد زراعية ومعدنيه تضارع الإنتاج العالمي ونضع هنا بها بيانا بذلك :
بيان مستوي الإنتاج الإندونيسي إلي الإنتاج العالي : النوع النسبة المئوية النوع النسبة المئوية الكينا ٩٢ النارجيل ٢٨ الفلفل الاسود ٨٣ الشاي ١٧ البردى ٧٨ السكر ٥ القصدير ٥٩ البترول ٥ المطاط ٧٥ كورا ٦١
وتحتل إندونيسيا الدرجة الخامسة بين البلدان المنتجة للبترول ، والدرجة الأولى للسكر في العالم وفي عام ١٩٢٧ بلغ عدد مصانع السكر في جزيرة جاوا وحدها مائتي مصنع تابعة للشركات الغربية
وعند عام ١٩٢٨ بدأت التجارة الخارجية الاندونيسية في النقص والهبوط ، ويلاحظ ذلك من الارقام الآتية :
بيان قيمة الصادرات الإندونيسية في عام ١٩٢٨ و ١٩٤٠ السنه القيمة ١٩٢٨ ١,٥٨٠,٤٨,٠٠٠ روبيه ١٩٤٠ ٨٨١,٩١٣,٠٠٠ روبيه بيان قيمة الواردات العالمية إلى إندونيسية في عام ١٩٢٨ و ١٩٤٠ : السنة القيمة ١٩٢٨ ١,٠٠٣,٤٩٢,٠٠٠ ١٩٤٠ ٤٣٧,٦٧٨,٠٠٠
وهكذا فقدت إندونيسها ثروتها حتى مجيء اليابانين إليها في عام ١٩٤٢ واليوم تستعيد حياتها الاقتصادية الأولى . بعد أن تحررت من السيطرة الاستعمارية الهولندية التى جعلتها بلاد تصدو ، وقد شرعت الحكومة الإندونيسية في بناء حياتها الاقتصادية الجديدة على اسس ثابتة مدعمة بالمعلم والفن الحديث وستجعل إندونيسيا بلدا صناعيا وزراعيا ، بما يملكه من المواد الخام اللازمة للحياة الصناعية الحديثة . كم ذكرناها في معرض هذا البحث .
