ماذا تركت من الهوى لفؤادى... من بعد تسهادى وطول ودادى
خل التواصل للأحبة كلهم ... كان الهوى أقوى على الأبعاد
خالفت فى أهل الصبابة حكمهم ... فهمو أرادوا الحب فى الآحاد
لكننى أبغى الغرام شراكة ... فاحمل معى عبء الهوى المنآد
كل يحب الشمس فاسكب ضوءها ... فى العين والأضلاع والأكباد
إنا نزلنا مصر، لا فى زورة ... محسوبة الأيام والميعاد
فسل الزمان يجبك: هذى دا ... رنا أيام كان الفتح بالأجداد
فإذا عشقنا أرضها وسمائها ... وهفا النخيل بنا على الآباد
فلقد رأيناها مرايا عزنا ... عكست دمشق وملتقى بغداد
فأعذر حبيبك إن أتاك مكاثرا ... يحدوه نحوك باشتياق حادى
خلق الجميل لكى يحب ويشتهى ... ويقول من يلقاه ذاك مرادى
يا مصر يا بنت الخلود جديدة ... وقديمة، يا كعبة القصاد
هذى وفود الشام أقبل جمعها ... ليراك بين مطارف الأبراد
مهد الكنانة أنت بل دار الندى ... شهد الوفاء عليك هذا النادى
فأعجب بكل معلم من أهله ... نذر الحياة لحكمه وسداد
وأشرب كؤوسك من رحيق نيله ... يشفى من الأدواء والأحقاد
وإذا رجعت إليه يوما مثلما ... رجع الطيور صدى إلى الأوراد
فقل الذى أسكرتموه بنيلكم ... أنتم كتبتم عوده لمعاد
