خلا ميدان الشعر فجأة من قائديه العظيمين فحدث فى صفوف الشعراء اضطراب وفوضى! وقام فى (السقيفة) المقلدون والمجددون يقولون: منا أمير ومنكم أمير! وهناك أرسل الدكتور طه حسين حكمه المعروف فزاد الخلاف شدة والجدال حدة! قضى للعراق بامارة الشعر التقليدى. فغضبت مصر! وكان الأستاذ الهراوى أشد المصريين حنقا واعنفهم خصومة. فهو يقول فى استنكار وانفة. انه بايع الشاعرين، مبايعة على للشيخين! ثم ينشد فى ذلك أبياتا فيها معارضة وفيها شدة وفيها جمال، وينتهى الى أن هذا الحكم قد أخزى مصر وقضى على نهضة الشعر!! ثم يعود فيستطرد الى لوم الناقدين والمجددين، وينعى على وزارة المعارف انصرافها عن تعضيد الشعر، ويقترح عليها، والله أن تنشئ فى ديوانها قلما يسمى قلم الشعراء تحمل عنهم فيه اكلاف العيش، وتغلق عليهم باب الغرفة، ثم تقول لهم: قولوا شعرا! ونسى صديقنا الهراوى أن يطلب الى الوزارة أن تزود كل شاعر بسبحة يعد عليها أبيات الشعر، كما يعد صوفيو التكية كلمات الذكر!!
أما شعراء الشباب الذين لا يجرون على أسلوب الهراوى والزين والكاشف ومحرم ونسيم؛ فهم راضون ببراءة مصر من معرة التقليد ماضون كل المضى الى التفوق والتميز من طريق الانتاج والتنافس.
