الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 719الرجوع إلى "الرسالة"

السادهانا أو كنه الحياة!

Share

حفلت المكتبة العربية في أذيال الحرب الأخيرة بثروة عظيمة  من ثمار الفكر والمعرفة، وأخذت تضم إليها من فنون الأدب والفن  ما يبشر بنهضة فكرية عالية. ونحن مع اغتباطنا بهذه النهضة  الحديثة نود أن تسير في طريقها الواضح السليم نحو تحقيق غايتها  المنشودة. ولا يتيسر ذلك إلا بالنقد الصحيح.

فسفينة الأدب تسير في فجاج بعيدة الأغوار وتجتاز عوالم  عديدة الألوان والناقد البصير يجلس على سكانها يريها الطريق  الرشيد، ويجبنها الانحراف عن جادة الطريق المستقيم.

ومن الكتب التي تخرجها المطابع ما يمر عليه الناقد مر  الكرام، ولا يسمح لقلمه بأن يعرض له بخير أو بشر، ولا لوم  عليه في ذلك ولا تثريب؛ ولكن أمهات الكتب ومنها كتاب  السادهانا الذي أتكلم عنه لها على الناقد حق يجب أن يقضيه.  وإلا بطلت مهمة النقد.

وقد أطلعت على ترجمة لهذا الكتاب أخرجتها لجنة النشر  للجامعيين تحت عنوان السادهانا أو كنه الحياة للأستاذ محمد محمد علي  فراعني ما في عنوان الكتاب من التحريف الذي يدل على تقصير  عجيب عن فهم معناه، فالكتاب عنوانه في الإنجليزية The Realisation of Life ومعناه تحقيق الحياة أي جعل الحياة  حقيقة. وليس في الكتاب أي بحث في كنه الحياة، ولكن هذا  الخطأ في عنوان الكتاب قد يكون شيئاً بسيطاً بالنسبة لترجمة  الكلمات الآتية:

جاء في صفحة ١٠٩ من الكتاب: في الليلة الأخيرة، ترجمة  لكلمة Lsatnight وصحتها البارحة. وفي صفحة ١٢١ هناك قول  ملاحظة ترجمة Remarkable saying وصحتها قول مأثور، وفي  صفحة ٦٧ لعب الحياة والموت ترجمة لكلمة  I lsy of life and

death وصحتها رواية الحياة والموت، وفي صفحة ٩٤ عن القارة  الأوربية، إن جزئيتها في إنها مشغولة تماماً وجزئيتها هنا ترجمة  لكلمة its part  وصحتها ودورها، وفي صفحة ٢١ معرفة الروح  ترجمة لكلمة  Saul Consciausness وصحتها الوعي الروحي.

وفي صفحة ٨٨ الإدراك في العمل. ترجمة لكلمة  Realisation in action  وصحتها تحقيق الحياة بالعمل، ولا تخلو صفحة من  صفحات من الكتاب كانت أمثال قوله: الذين ضعفت أفكارهم لا غيرهم  الذين ينالون الفرح ص ٣٠ أو قوله: يا عامل الكون بدلاً من  يا باري الكون ص١٠١ اقوله: إن خلاص طبيعتنا العضوية  في نيل الصحة.

وبعد فإذا كانت القوانين لا تعاقب من يرتكب مثل هذه  الأخطاء، للأدب حكومة يجب أن لا تغضى عن حقها في  الضرب على أيدي العابثين في مملكة الفن والجمال.

محمد طاهر الجيلاوي

اشترك في نشرتنا البريدية