أيها السابح في بحر الحياة امض بالزورق في كل اتجاه
وإذا ما فغر التيار فاه أو طغى الموج ودوى كالرياح
فالتمس في الشط أسباب النجاة
لا تخف إن زار الموج وتار وامض ما شئت ولا تخش المنار
وإذا غابت عن العين الديار فوراء الأفني الشط النضير
وعلى الأمواج حضن لا تراه !
أصغ للمجداف وانظر للشراع واملأ الأسماع في كل البقاع
بأغاريد التلاقى والوداع كلما قبلت ثغرا باسما
عانق الموج إلى ثغر سواه
كيف نقضى العمر كالطير المهيض ؟ يدع الأوج ويهوى الحضيض !
بین آمال كآلام المريض فانطلق كالسهم في عرض الفضاة
واسبق النسر إلى صيد القطاة!
من كالعصفور واخطر كالنسم وابتسم كالطفل واخفق كالعلم
وائتلق كالبدر واصدح كالنغم أنت أقوى قوة بين الورى
فلم الضعف وقد شلت يداه ؟!
هذه القمة في أعلى الجبل تتعالى في رسوخ كالأمل
سوف لا يبلغها إلا بطل قارع الأهوال واجتاز الهضاب
لم تزعزعه أعاصير الفلاه
غن يا ملاح للشط البعيد واملأ الأقداح من خمر النشيد
كلما لاح سنا فجر جديد فارتشف من نبعه نور الأمل
واكتشف للكون أسرار الحياة
رقص الموج وغنى وابتهج فائض يا ملاح بي كل فج
ما علينا لو غرقنا في اللجج وطوانا الليل في جوف رجاه
لنعيش العمر في نور الإله
(الزيتون)
