الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 961الرجوع إلى "الرسالة"

الشعور المكبوت

Share

الشعور المكبوت في مصر ثارا ... فانفثي يا جوانب الأرض نارا

واقذفي بالطغاة في كل صوب ... واجعليهم حول اللهيب شرارا

دأب مصر من عهد نشأتها ... الأولى توالى سكينة وانفجارا

الشياطين والملائك منا ... واختيارا سلوكنا لا اضطرارا

أخرجوا الآن لا اصطبار عليكم ... وابتغوا غير هذه الدار دارا

أخرجوا الآن لا مكان بمصر ... لغير يسطو جهارا نهارا

مستخفا بكل ما قدس الناس ... خسيسا في فعله استهتارا

أخرجوا الآن ما دام الناس ماء ... حسبنا منكمو جنون السكارى

إن عهدا ما بيننا خنتموه ... ليس يحمي مخادعين حيارى

استندتم إليه من بعد أن ... أصبح ظلا وخلتموه جدارا

فهوى الظل والذي أتخذ ...  الظل وقاء لظهره منهارا

وتحركتمو كأن حياة ... بقيت فيكمو تعاني احتضارا

رمق خافت بنفس الذي يقتل ... طفلا ولا يرى ذاك عارا

قتلت   (أم صابر)  بيد أضعف ... نفسا من أن تواجه نارا

أو يحمي القنال أمثال هذا؟ ... حسبكم ذلة ويكفي صغارا

خطر ما أثرتموه عظيم ... خطر أن تواجهوا الأخطارا

بنفوس تظن في قتلها المرأة ... فوزا لجيشها وانتصارا

ألجأتم إلى السكينة والمسجد ... خوفا من مثلها وفرارا

أرأيتم عجائزا في الطريق؟ ... هن أمثالكم فخوضوا الغمارا!

أم تبولون في المساجد ذعرا ... أم أردنا للأرذلين اعتذارا

أيها الحمر اوجها ستزيدون ... بما قد سفكتموه احمرارا

ضرجوا هذه الخدود بأرض ... قد قتلتم صبيانها والعذارى

يا بني البحر في السفين نجاة ... لكمو اليوم من رمال الصحارى

وإلى حيث شئتمو من قرار ... فابتغوا غير رمل مصر قرارا

زعموا مصر جنة قلت كانت ... فانظروا الآن تبصروا وأمصر نارا

بالحديد المحمي نرمي ونرمي ... أتريدون للحديد انصهارا

صهرته عداوة هجتموها ... وعلى مستثيرها ما استثارا

ما البراكين تغتلي النار فيها ... كقلوب حرى تحاول ثارا

كان نورا ما أسفرت مصر عنه ... فكساه مقت الأراذل قارا

حمم فوق أرؤس القوم تهوي ... ليس تبقى من العدى ديارا

لعنة في ضمائر القوم أودت ... بعظيمين يصرعان انتحارا

رأيا مسلك اللصوص عجيبا ... فأثارا من الجوى ما أثارا

أبيا أن يكون قوتهما المسروق ... من مصر قوة واقتدارا

أبيا أن يطوف جيشهما الباسل ... في السوق خائفا يتوارى

ألهب القائدان رأسيهما يأسا فكانا ... عن الطغاة اعتذارا

ذهب اثنان من ربابنة ... الأسطول في أمة تسود البحارا

وتلا الهالكين منهما ثالث ... جن فهل رد عقله المستعارا

ليس يخلو من الضمائر شعب ... يشمل الصالحين والفجارا

جيش إنجلترا بمصر تخير ... إجلاء أردته أم بدارا

فيكمو الصالحون قد آثروا ... الموت وفيكم وقاحة لا تبارى

كل باق بمصر منكم فلص ... فليحاسب ضميره كيف صارا

قيل أخلاق لندن قلت مرحى! ... قد رأينا جيشا لها جرارا

يسرق الزاد تحت راية ملك ... كان فيما مضى يتيه افتخارا

خادع العالمين عصرا طويلا ... وأزاح الزمان عنه الستارا

يا بني مصر أن في مسلك ... الحمر ازدراء لشأننا واحتقارا

وبدأنا فلا رجوع فأنا ... قد ملأنا الأسماع والأبصار

ولغتنا العيون في الشرق والغرب ... إلينا فهل نطيق اعتذارا

ابذلوا المال قبل أن تبذلوا النفس ... ففي المال فتنة لا تمارى

عبد اللطيف النشار

اشترك في نشرتنا البريدية