في فجر يوم الخميس الماضي استأثر الله بابن من أبناء العربية، وجندي مخلص من جنود الأدب، وهو المغفور له الأستاذ عبد العزيز البشري؛ فكان لنعيه المفاجئ موجة من الحزن الشديد غشيت أندية الأدب لما امتاز به الفقيد من حسن المحاضرة، وحلاوة الفكاهة، وطلاوة الأسلوب، ودقة الوصف، والإطلاع الواسع على أخلاق الناس وأحوال المجتمع، والعلم الشامل بأسرار الجيل الأدبي المنصرم، تهيأ له بطول الملابسة وحسن المداخلة؛ فكان أعلم من يتحدث عن الأدب والأدباء في العصر الحديث
نشأ رحمه الله في بيت رفيع من بيوت العلم والدين؛ فكان والده الشيخ سليم البشرى شيخاً للأزهر، واخوته طلاباً أو علماء فيه؛ فدرس هو كذلك في الأزهر حتى نال شهادة العالمية، ثم ولى القضاء الشرعي حيناً من الدهر، ثم تقلب في بعض المناصب المدنية حتى أتاه اليقين، وهو المراقب الإداري لمجمع فؤاد الأول للغة العربية
نكتفي اليوم بنعي الفقيد الكريم، وسنعود للكلام عن أدبه وعلمه في فرصة مناسبة. نسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يعوض الأمة العربية من أدبه وفضله خير العوض

