الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 38الرجوع إلى "الرسالة"

الصوفى المعذب

Share

هذه الذرة كم تح    مل فى العالم سرا

قف لديها وامتزج فى    ذاتها عمقا وغبورا

وانطلق فى جوها المم    لوء أيمانا وبرا

وتنقل بين كبرى    فى الذرارى وصغرى

تر كل الكون لا يف    تر تسبيحا وذكرى

وانتش الزهرة والزه   رة كم تحمل عطرا

نديت واستوثقت    فى الأرض أعراقا وجذرا

وتعرت عن طرير    خضل يفتأ نضرا

سل هزار الحقل من أن    بته وردا وزهرا

وسل الوردة من أو    دعها طيبا ونشرا

تنظر الروح وتسمع    بين أعماقك أمرا

الوجود الحق ما أو    سع فى النفس مداه

والسكون المحض ما أو    ثق بالروح عراه

كل ما فى الكون يمشى    فى حناياه الأله

هذه النملة فى رق    تها رجع صداه

هو يحيا فى حواش    يها وتحيا فى ثراه

وهى  إن أسلمت الرو    ح تلقتها يداه

لم تمت فيها حياة ال    ـــله إن كنت تراه

أنا وحدى كنت أس    تجلى من العالم همسه

أسمع الخطرة فى الذ   ر واستبطئ حسه

واضطراب النورفى خف    قته أسمع جرسه

وأرى عيد فتى الور    د وأستقبل عرسه

وانفعال الكرم فى قف    صته أشهد غرسه

رب سبحانك إن ال    سكون لا يقدر نفسه

صغت من نارك جنىـــ    ـه ومن نورك إنسه

رب فى الأشراقة الأ    ولى على طينة آدم

أمم تزخر فى الغي    ب وفى الطينة عالم

ونفوس تزحم الما    ء وأرواح تحاوم

سبح الخلق وسبح    ت وآمنت وآمن

وتسللت من الغي    ب وآذنت وآذن

ومشى الدهر دراكا    ربذ الخطو الى من ..؟

في تجلياتك الكب    رى وفى مظهر ذاتك

والجلال الزاخر الفي    اض من بعض صفاتك

والحنان المشرق الوض    اح من فيض حياتك

والكمال الأعظم الأع    لى وأسمى سبحاتك

قد تعبدتك زلفى   ذائدا عن حرماتك

فنيت نفسى وأف    رغت بها فى صلواتك

ثم ماذا جد من    بعد خلوصى وصفائى

أظلمت روحى. . ما عد    ت أرى ما أنا راء

أيهذا العثير القا    ئم فى صحو سمائى

للمنايا السود آما    لى وللموت رجائى

آه يا موت جفونى    آه يا يوم قضائى

قف تزود أيها الجب    ار من زادى ومائى

واقترب إن فؤادى    مثقل بالبرجاء

يا نعيما مشرق الصف    حة يساقط دونى

نضرت فى قربه نف   سى وزايلت غضونى

فمشت غائلة (الش ك) إلى فجر يقينى

قضت اللذة فاستر    جعها لمح ظنونى

واسترد النعمة الكب    رى من الدهر حنينى

من ترى استأثر باللذ    ذة واستبقى جنونى؟

أذنى. . . لا ينفد اليو    م بها غير العويل

نظرى. . . يقصر عن كل   ل دقيق وجليل

غاب عن نفسى إشر    اقك والفجر الجميل

واستحال الماء فاستح    جر فى كل مسيل

رجع اللحن الى أو    تاره بعد قليل

واختفى بين ظلام ال    مزهر الكل القليل

أم درمان

اشترك في نشرتنا البريدية