غربت بالنساء شمس النهار في عمام أديمه جمر نار
وغدا يقبل المساء ويأتي بعده الليل في سواد الإزار
ثم يبدو الصباح محتجب الضو عمودا تخاله من بخار
قصة الليل والنهار قديما ما الوقت في نظمها من فرار
كل هذي تمر مجتمعات
تتهادي على جبين البحار
وعلى الراسيات يذهبن في الأف
ق وفوق الغابات أو بالصحاري
مشبهات النشيد مرتبك اللحـ
ـن لموتي تحبهم باد كار (١)
لم تفارق شبابها فهي منه
صورة الخلد في حفاظ الإطار
ليس فيها من مظهر الشيب إلا
روعة الصمت في جلال الوقار
فجباه الجبال صارعها الدهـ
ـر فأحرزن راية الإنتصار
كلما مزقت من الدهر خلوا
شيعته على الدموع الغزار
وركاب الأمواج في النهر تسعى
رحلة ركبها لغير قرار
وأرى الغاية الفتية تزهى
بثياب من فتنة واخضرار
كلما ودعت شباب ربيع
فهي - منه لوافد - في انتظار
وأراني أصبر حالا لحال
رب ساع في حلبة لعثار
كل يوم يعبئه أخفض الرأ
س رويدا ، في رعشة وانكسار
أطلب الدفء في الضحى ولعمري
كان دفء الشباب خير دثار
سوف أمضي في زحمة العيد يغني
في رنين السرور نزع احتضاري
دون أن ينقص الفسيح من الكو
ن فهل للمقيم فضل اعتبار ؟

