الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 750الرجوع إلى "الرسالة"

العجول والأناسي:

Share

حضرة العلامة صاحب الرسالة أرجو أن تضيفوا إلى إمضاء  (الخفيف)  كاتب المقال بهذا  العنوان، لأني مشاطره في تأثره وانفعاله من تصرف البهيم الذي  كان يسوق بهائم هي أرأف منه وأعطف. وأني لشريكة أيضاً  في الأسى والأسف لبؤس الغلمان الذين كان النفر الشرطي يقودهم  كالأغنام ويجلدهم.

مثل هذه القسوة الفظيعة على البهائم نراها كل يوم في شوارع

العاصمة حتى في أهم شوارعها وأرقاها (ولا أقول أنظفها لأنها لم تعد نظيفة كما كانت من زمان ) ومثل هذه القسوة الشنيعه  التى   يقسوها الشرطة على الغلمان البائسين في سوقهم إلى دار الشحنة  نرى كل يوم.

فأين جمعية الرفق بالحيوان تثبت وجودها؟ أم أنها نفقت مع  الحيوانات الموبوءة وما بقى إلا ذكر اسمها لكي لا يقال أن مصر  خالي ة من معالم المدنية. وأين جمعية الشفقة على الإنسان؟ أم أنها  لم تولد حتى الآن.

إن هؤلاء الذين يزعم الجاويش أنهم من سارقي الجيوب  وخاطفي الحلي قد يكونون كما زعم. وهم مئات الألوف في البلد.  فماذا تفعل بهم دار الشرطة؟ هل تسجنهم؟ ترحمهم إذا سجنتهم.  ولكنها لا تسع جيشا من المتشردين والنشالين. تتهددهم ثم تطلق  سراحهم. ويعودون إلى جرائمهم

والله إنهم ليسوا مجرمين. إنما المجرم هذا النظام الذي حرمهم  أسباب الرزق وأسباب التربية والتعليم. علموهم وربوهم ثم اعتقلوهم  بذنوب إن أذنبوا.

اشترك في نشرتنا البريدية