هذه ألف سنه طوتها يد الدهر على أقدم جامعة باقية في العالم كما يطوي الخيال أغشية النور على كوكب النهار. وكان المقدر أن يحتفل العالم الإسلامي كله بالذكرى الألفية للجامع الأزهر في يوم السابع من شهر رمضان لولا أن الحرب التي لا تزال تزلزل الأرض قد أذهلت الناس عن كل شيء وأعجزتهم عن كل أمر، فانتهى العزم بالقائمين على إعداد هذا الاحتفال أن يفعلوا مأدبة الخليفة الفاطمي يوم افتتاحه. وعلى ذلك تقرر أن يؤدي صلاة الجمعة فيه صاحب الجلالة المعز لدين الله فاروق الأول يتبعه كبار حاشيته ورجال دولته، وان يستمع إلى درس ديني يلقيه الأستاذ الأكبر عقب الصلاة، وأن يتفضل جلالته فيشرف العلماء والطلاب بدعوتهم إلى الإفطار على موائده الكريمة، وأن تصدر لجنة من كبار العلماء مختصراً في تاريخ الأزهر يوزع على الناس. وقد نشرنا في هذا العدد كلمة قيمة للأستاذ المدني تعبر أصدق التعبير عما يعتلج من الآلام والآمال في نفوس المصلحين البررة من أبناء الأزهر الحديث. وفي العدد القادم سنصف هذا الاحتفال وما قيل فيه (1).
