الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 332الرجوع إلى "الرسالة"

العيد الألفي لمولد الشريف الرضي

Share

أخي الأستاذ الزيات: كنت تفضلت فأطلعتني على بعض ما نشر في جرائد العراق  عن الاستعداد لأقامة حفلة كبيرة في الكاظمية بمناسبة العيد الألفي  للشريف الرضي.

ومنذ أيام قرأت في مجلة الصباح كلمة قال كاتبها   (الفائق) :  إن سعادة السيد إبراهيم صالح شكر قائم مقام الكاظمية يهتم  بتوسيع ضريح الشريف تمهيداً لتلك الحفلة الكبيرة.

فهل أستطيع أن أقول إن الشريف الرضي يستحق أن تقام له  حفلة رسمية في العراق كالحفلة التي أقيمت لأبي الطيب المتنبي؟

إن المجد الأدبي للشريف الرضي لم يعد ميراثاً لأتباعه من  الشيعة، مع الاحترام لصدقهم في الحرص على إحياء ذكراه،  وإنما مجد الشريف الرضي تراث للعراق أولاً، وللأمم العربية ثانياً؛  ومن أجل ذلك أرجو أن يأخذ الاحتفال بذكراه في العراق صبغة  قومية لا صبغة طائفية، فيكون من الخطباء والشعراء من يفهمون  أنه من رجال الأدب قبل أن يكون من رجال الدين.

وأنت تعرف يا صديقي أن الشريف الرضي تحرر من دنياه  من الصبغة المذهبية فدرس كتب الشافعية ليعرف ما عند أهل  السنة من أفكار وآراء، فمن الظلم لهذا الرجل العظيم أن يحتفل  بذكراه فريق دون فريق.

وفي نيتي - إن شاء الله - أن أحضر تلك الحفلة على شرط  أن تصدر الدعوة إليها من وزارة المعارف العراقية، وإلا فسأقترح  على كلية الآداب بالجامعة المصرية أن تقيم أسبوعاً لذكرى الشريف  كما أقامت أسبوعاً لذكرى المتنبي، فنؤدي حق الشريف في القاهرة  قبل أن يؤدى في بغداد.

فإن قيل إن الحالة الدولية قد تمنع من إقامة تلك الحفلة بصفة  رسمية، فإني أجيب بأن الأوربيين يحتفلون بذكريات رجالهم العظماء  في ميادين الحروب، ونريد أن نكون أعرف منهم بالواجب  وأحفظ للجميل.

وحين يتفضل وزير المعارف في العراق باستماع هذا القول فإني  أرجو أن نزور بغداد معاً في آذار المقبل لنشترك في إحياء ذكرى  الشريف، ولنشهد تفتُّح الأزهار حول دجلة والفرات، ولنطوف  بدار ليلى ودار ظمياء. . . والله يحفظك للصديق الموكَّل برعاية  العهود.

اشترك في نشرتنا البريدية