- ٢ - ماذا جرى للعيد، أو ماذا جرى لنا في العيد! أتغير العيد، فلم يعد هذا الذي كان يبعث فينا السعادة: أم تغيرنا نحن، فلم نعد نصلح مهبطاً للسعادة؟
لقد كنا نحيا في العيد حياة أهل الجنة في الجنة؛ وكنا نفرح بالثوب الجديد فرح الفاتح المنتصر، ونرى في الدريهمات التي يمنحنا إياها أهلونا ثروة وأي ثروة؛ وكنا بامتلاكها كأنما نملك الدنيا، وكنا نرى في العيد كل شئ ضاحكاً زاهياً، وكنا نشعر أن الأنهار والوديان والنبات والحيوان والأرض والسماء تشاركنا كلها في سعادتنا وفرحنا؛ ثم أصبح العيد يقبل كما تقبل سائر الأيام، ويذهب كما تذهب، لا يهزمنا عاطفة ولا نرى فيه معنى جهيداً
لقد صرنا نملك الضياع والدور فلا تستخرج منا من السرور ما كان يستخرجه ثوب جديد، وصرنا نملك المال فلا يسعدنا إسعاد هذه الدريهمات التي كنا نأخذها يوم العيد؛ ولقد كان هذا الفرح بما نملك من ثوب ودريهمات فيه معنى الرضا والقناعة، فصار هذا الوجوم وهدم الشعور بما نملك فيه عدم الرضا وعدم القناعة
الحق أننا كنا نفرح بالعيد صغاراً، لأننا كنا على الفطرة الطيبة التي خلق الله الناس عليها، فلما انحرفنا عن هذه الفطرة أخطأنا الفرح بالعيد بقدر هذا الانحراف، وكان علينا أن نحافظ على روح الطفولة البريئة فينا، لنسعد بالأيام، ولا نشقى بالعيش والحياة. كان علينا أن نحتفظ بسرورنا، لنحتفظ بنشاطنا، وتقوى على ملاقاة أحداث الحياة. فالسرور استجمام واستعداد، والقلب المسرور المغتبط المستبشر أقوى على تحمل الحوادث من القلب الحزين المنقبض المكتئب. وإن الأمم التي تفرح كثيراً أقوى على تحمل الشدائد وعلى النجاح في الحياة من الأمم التي يقل نصيبها من الفرح والبشر والمسرة
وإنكم لتجدون في هذه الأيام أمماً تحمل من الشدائد ما تنوء به الجبال، ولا تتململ ولا تضجر، ولا تهن ولا تستكين، لأنها قوت أعصابها بالسرور، فجعلها أقوى على الاحتمال.
وما أظن هذا الإخفاق الذي يصيب بعض أمم الشرق في عصرنا الحديث إلا من هذه الكآبة المستولية على نفوس الشرقيين، والتي تعم وديانه الضاحكة، وربوعه الجميلة
نعم، إنك تجد القوة حيث تجد الفرح والسرور، والأمم العظيمة تشعر بالقوة لأنها أشعرت قلبها المرح والسرور
أيها الناس، افرحوا بالعيد، واعتدوه عيد النصر على النفس وشهواتها، وأعظم بذلك من نصر في ميدان الجهاد
روى أن رسول الله (ص) قال وقد رجع من غزوة: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) ؛ يعني جهاد النفس، فإذا كان جهاد النفس أكبر الجهادين كان النصر عليها أكبر النصرين
ألا إن الإسلام يدعوكم إلى الفرح والسرور، ولذلك سن لكم الأعياد. إلا أن الإسلام يدعوكم إلى الفرح والسرور في يوم العيد بما يهديكم إليه نبي الإسلام من قول وعمل
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزأمير الشيطان في بيت رسول الله (ص) وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله: يا أبا بكر أن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا
نعم، فلتلتهموا السعادة التهاماً، ولتغتنموا المسرة البريئة اغتناماً، فلقد بينا لكم من معنى العيد ما يعينكم على جلب المسرة، وبينا لكم من تعاليم الإسلام ما ينفي عنكم الحرج في المسرة؛ ولتبتعدوا عن السرور بالإثم والباطل، فإنه مسرة تعقبها ندامة، وفرح تتلوه الكآبة، وبشر مصيره إلى يأس وقنوط وخذلان
إنما الفرح عنوان الأمل والرجاء، ومظهر الحياة والأقدام، ودليل الرجولة العاملة الفائزة
وما خلق الله النجوم المتلألئة بأنوارها لنشقى بل لنسعد وما خلق الله الرياض الضاحكة بأزهارها لنشقى بل لنسعد وما خلق الله الطيور المغردة بألحانها لنشقى بل لنسعد وما خلق الله الأشجار الراقصة بأغصانها لنشقى بل لنسعد وما خلق الله الأنهار المصفقة بأمواجها لنشقى بل لنسعد وما خلق الله هذا الكون البديع الجميل لنشقى بل لنسعد كل ما في الكون يوحي بالمسرة والسعادة فلماذا الكآبة والشقاء؟ ٩ - تغريق الرءوس في دجلة رأس علي بن محمد بن الفرات، رأس المحسن بن علي بن محمد الفرات كان بنو الفرات الوزراء، زينة الدولة العباسية خاصة في أيام المقتدر، فقد تقلد علي بن الفرات الوزارة ثلاث مرات، وكاد يتقلدها رابعة. وكان واسع الثروة حتى قال صولي في حقه وكان شاهداً ومشرقاً على أخباره: (ما سمعنا بوزير جلس في الوزارة، وهو يملك من العين والورق والضياع والأثاث ما يحيط بعشرة آلاف ألف عير ابن الفرات) ؛ ومع ذلك كله لم يكن ليتحرج أو يتهيب من مد يده إلى خزانة الدولة، حتى أفرط في الأمر هو وابنه المحسن وأخوه العباس، فأضافوا كثيراً من ضياع السلطان إلى أملاكهم. وقد ساق هلال الصابئي خبراً غريباً مؤداه أن علي بن الفرات (سرق في عشر خطوات سبعمائة ألف دينار) ، ففتحت هذه الأمور وغيرها عليه وعلى أهله وأصحابه باب الطن والضغينة من أعدائه وحساده، فحركوا قلب المقتدر عليه، حتى نكبه غير مرة، وفي النهاية قضى عليه وعلى ابنه المحسن، وشتت شمل عائلته، ونكب أصحابه وأعوانه. قال عريب في صفة مقتلهما: (. . . فأمر المقتدر بقتل ابن الفرات وابنه، وتقدم إلى نازوك بأن يضرب أعناقهما في الدار التي كانت لابن الفرات ويوجه إليه برأسيهما، فنفذ ذلك من وقته، وبعث بالرأسين في سفط، ثم رد السفط إلى شفيع اللؤلؤي، فوضع الرأسين في مخلاة وثقلهما بالرمل وغرقهما في دجلة) ١٠ - صيانة الرءوس من التلف كان الرسم عند إحضار الرأس إلى دار الخلافة، أن يسلم إلى الموكل، فيعمل هذا على غسله وتنظيفه وإصلاحه، فيفرغ منه المخ، ويستأصل كل الأعضاء القابلة للفساد، ثم يغسله ببعض الأدوية المعقمة المعروفة يومذاك، وكذلك بماء الطيب أو بماء الورد؛ حتى إذا فرغ من هذا كله، يحشيه بالقطن المخلوط بمواد مختلفة من شأنها إطالة بقاء الرأس، ثم يطليه من خارجه ببعض الأطلية الماسكة لأجزائه. ودنك رأي طبيب بهذا الشأن، كان عائشاً في حدود سنة ٣٠٥هـ، وهو المعروف بابن حمدان الطبيب الذي حكى: (أدخلت على أبي الفضل، فوجدت بين يديه أطباقاً عليها رءوس جماعة؛ فسجدت له كعادتهم والناس حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إن الملوك لم تزل تعد الرءوس في خزائنها فسلوه - وأشار إلي - كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير، فسألني أبو طاهر فقلت: إلهنا أعلم ويعلم إن هذا الأمر ما علمته؛ ولكن أقول على التقدير إن جملة الإنسان إذا مات يحتاج إلى كذا وكذا صبر وكافور والرأس جزء من الإنسان فيؤخذ بحسابه فقال أبو الفضل ما أحسن ما قال) وبهذه المواد والأطلية، كان طُلي جسم وصيف الخادم حيث بقي مدة طويلة دون أن يعتريه الفساد والبلى. قال المسعودي: (وفي أول يوم من المحرم وهو يوم الثلاثاء من سنة تسع وثمانين ومائتين توفي وصيف الخادم وأُخرج وصلب على الجسر بدناً بلا رأس. . . وطلي بدنه بالصبر وغيره من الأطلية القابضة الماسكة لأجزاء جسمه، فأقام مصلوباً على الجسر لا يبلى إلى سنة ثلاثمائة في خلافة المقتدر بالله أو نحو هذه السنة. . .) الخاتمة يبدو لنا من تتبع هذا الموضوع أن اتخاذ خزانة الرءوس في دار الخلافة ببغداد، كان في صدر الدولة العباسية، غير أننا لم نتحقق من السنة التي بدأوا فيها بحفظ الرءوس. وما قلناه عن بدء أمر الخزانة؛ نقوله في تعيين زوال ظلها، فإن التاريخ يحيلنا إلى سقوط بغداد في سنة ٦٥٦ للهجرة؛ أفلا تكون خزانة الرءوس هذه ذهبت بذهاب بغداد ودار خلافتها؟ (بغداد) ميخائيل عواد ألحان الشاطئ (إلى ضفاف النوبة الساخرة) أَيْنَ مِنَّا يا حبيبي أين منَّا ... شَاطئٌ طاف به الحبُّ وغنَّى أتراهُ في النوى يسألُ عنَّا ... أم سَلاَنا بعدَ ما كان وكنَّا؟ آهِ لو نسرِي عليهِ من جديد فيعودَ الحبُّ والماضِي السَّعيدْ وَنُغَنِّى الشَّطَّ أحلامَ اللَّيالِي ... كُلَّمَا فَاضَ علينا بالجمالِ آهِ من سحرٍ بواديهِ حَلالِ ... بْينَ عَزْفِ النُّورِ أو صَمْتِ الظِّلاَل آهِ لو نسرِي عليهِ من جديد فيعودَ الحبُّ والماضي السَّعيدْ أينَ منَّا ذلك الأفْقُ الجميلْ ... تَتَدَانَى في مجاليِه النَّخيلْ راقصاتٍ طَوْعَ أَنْسَامِ الأصِيلْ ... هامساتٍ بالهوى حيثُ تَمِيلْ آهِ لو نسرِي عليه من جديد فيعودَ الحبُّ والماضي السعيدْ ذلك الزورقُ ينسابُ وَيَجْرِي ... فيهِ آمالِي وأحلامِي وفِكْرِي كُلمَا أذكُرُ مَسْرَاهُ بِنَهْرِ ... وَدَتْ الأشْجانُ أن تفضَحَ سِرِّي آهِ لو نسرِي عليهِ من جديد فيعودَ الحبُّ والماضي السَّعيدْ يا شِراعاً وَدَّ تقبيلَ المِياهْ ... أنت أغْريتَ شِفَاهاً بِشِفاَهْ يا حبيبي، آه هل أظمأ آهْ ... وعَلَى لمغرِك ينبُوعُ الْحَياةْ؟! آهِ لو نسرِي عليهِ من جديد فيعودَ الحبُّ والماضي السَّعيدْ أين يا ملاحُ ألحانُ الهوَى ... تملأُ الشطَّ حَيَاةً وجَوَى أتُرَى جَارَتْ عَلَى سَمْعِي النَّوَى ... بعدما عبَّ الأغانِي وارتوَى؟ آه ِلو نسرِي عليهِ من جديد فيعودَ الحبُّ والماضي السَّعيدْ أترى تبسمُ حيناَ يا زَمَاني ... فنرَى الشَّطَّ وهاتيك المغانِي ونغني للهوى عذبَ الأغانِي ... كلما هاجَ هَوانَا الشاطِئانِ آهِ لو نسرِي عليهِ من جديدْ فيعودَ الحبُّ والماضي السَّعيدْ محمد عبد الرحيم أدريس (شاعر النوبة) البريد الأدبي حول التلباثي قرأت بإعجاب كبير مقال الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد عن (التلباثي) وأنا أورد هنا - تأييداً لما جاء في مقال لأستاذ الكبير - حادثة ذكرها المرحوم الشيخ رشيد رضا صاحب المنار في تعليقاته القيمة على رسالة التوحيد للإمام محمد عبده قال الشيخ: (. . . ثبت بتجارب الأطباء حتى الماديين منهم أن بعض هؤلاء المرضى - يعني المرضى بأمراض خاصة - يخبر ببعض المغيبات وبالأمور قبل وقوعها فيصدق. قال مريض منهم كثرت أخباره في ذلك وكان بمصر: إن فلاناً من أقربائه في الإسكندرية خرج من داره إلى محطتها قاصداً السفر إلى مصر لعيادتي. . . ثم أخبر أنه وصل إلى محطتها ودخل القطار؛ ثم شغله الطبيب بأمور تهمه، حتى إذا ما جاء موعد وصول قطار الإسكندرية إلى مصر قال المريض: قد وصل القطار ونزل فلان منه. هاهو ذا خرج من المحطة وركب مركبة تحمله إلى هنا. ثم قال: هاهو ذا قد وصل، فإذا هو بالباب وقد دخل، فالروح التي تدرك مثل هذا وهو غائب عنها تعطينا دليلاً حسياً على إمكان إدراك روح أكمل منها لعلوم من الغيب أعلى مما أدركته هي) وللأستاذ الكبير إعجابي الكبير، وتحيتي الخالصة. إبراهيم محمد نجا حول كتاب ديكارت ١ - أورد الأستاذ صفاء خلوصي في العدد ٤٣٩ من (الرسالة) فقرات من كتابي (ديكارت) زعم أنها منقولة عن كتاب (آراء غربية في مسائل شرقية) تعريب الأستاذ عمر فاخوري. والحقيقة أنني لم أنقل شيئاً عن ذلك التعريب إذ لم يكن لي علم بوجوده - وإنما اقتبست عن الأصل وهو بحث كتبه شارل سومان، وكنت قرأته في باريس منذ عهد بعيد، فأعجبني واستنسخته واحتفظت به في لغته الأصلية التي كتب بها. وبقي في أوراقي، إلى أن عدت إلى ديكارت فتذكرته واقتبست منه، وأحببت الإشارة إليه في المراجع، تبعا للخطة التي رسمتها في كتابي كله. ولكن حال دون القيام بهذا الواجب، أنه كان قد فاتني حين احتفظت بالبحث أن أقيد على وجه التدقيق عنوانه الكامل والموضع الذي نشر فيه وتاريخ نشره وترقيم صفحاته وما إلى ذلك مما ينبغي استيفاؤه في كل عمل من هذا القبيل يتم وفقاً للطريقة العلمية في سرد المظان وبيان المراجع. فكان لابد أذن من إغفال اسم ذلك المصدر والاكتفاء بإيراد النصوص والشواهد من الغزالي ومن ديكارت، مع ذكر مواقعها من مؤلفات هذين الفيلسوفين. ولم أشك في أن ما صنعت من الإحالة إلى الفيلسوفين مباشرة أقوى حجة وأجدى على القراء من الإشارة - دون تثبيت ويقين - إلى ذكرياتي عما كتب عنهما هذا ولست أدري ما مراد الأستاذ خلوصي من قوله - بعد أن أورد بعض الفقرات المتشابهة في كتابي وفي البحث الذي كتبه سومان: (وقد أخذ الأستاذ عثمان أمين كذلك مقارنة بين فقرة من كتاب المنقذ من الضلال للغزالي وفقرة من كتاب التأملات لديكارت) . وإني أتساءل ما وجه الغرابة في هذا؟ وأي عيب فيه؟ أليس الأجدر بنا في مثل هذه الشؤون أن تعمد إلى النصوص الواضحة نستفتيها، بدلاً من الالتجاء إلى الأقوال المبهمة والفروض العامة؟ أما كون الفقرتين اللتين أوردتهما في كتابي (هما نفس الفقرتين اللتين أوردهما شرل سومان) فهذا أمر طبيعي، ما دمت - كما قلت - قد اقتبست من البحث المشار إليه ما احتجت إليه في المقارنة بين الغزالي وديكارت؛ ولقد كان بمقدوري أن أورد في المقارنة بينهما أقوالاً وفقرات أخرى كثيرة ذكرها سومان و (ليون جوتييه) وغيرهما من المستشرقين. ولكني لم أرد أن يتشعب البحث فيخرج عما كنت بسبيله، فاقتصرت على إيراد هاتين الفقرتين في الهامش مشيراً إلى موضعهما من (المنقذ) و (التأملات) وأما قول الكاتب إن (ترجمة الفقرة عن ديكارت هي نفس ترجمة الأستاذ فاخوري) فهو قول لا يخلو من إسراف. ولو كان الكاتب الفاضل موقناً منه لأورد نص الترجمتين ليرى القراء مصداق ما قال. أما أنا فإن كنت لا استبعد مبدئيا أن يكون قد وقع بين الترجمتين بعض شبابه، إلا أنني أستطيع أن اجزم منذ الساعة (أي قبل الاطلاع على كتاب (آراء غريبة) . . .) باستحالة انطباق الترجمتين انطباقاً تاماً بحيث تكون الواحدة منهما هي (نفس) الأخرى كما زعم الكاتب. ويحملني على الجزم بهذه الاستحالة ثقتي من أنني إنما قرأت البحث الأصلي دون غيره، وأنني توخيت المنهج العلمي في كتابي، فلم أورد شيئاً إلا ذكرت مظانه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. ولعل الكاتب نفسه لا ينازع في هذا إن كان من المنصفين. عثمان أمين ٢ - ومن كلمة في هذا الموضوع للفاضل زكريا إبراهيم هذه الفقرة: الواقع أن الأستاذ (عثمان أمين) لم يأخذ هذه العبارة من ترجمة الأستاذ عمر فاخوري، وإنما أورد نصاً لديكارت نفسه، وهو نص معروف يجده قارئ كتاب (مبادئ الفلسفة) لديكارت. واليك هذا النص في الترجمة الفرنسية للكتاب: . . .) ,. . ' ' , ' '. .) , ١ , ٤.) وترجمة هذا النص هي كما يلي: (إن حواسنا قد خدعتنا في كثير من الأحيان، ومن قلة الحزم أن نثق تمام الثقة في أولئك الذين خدعونا ولو مرة واحدة) فالأستاذ عثمان أمين لم يأخذ هذه العبارة إلا عن ديكارت نفسه، ولم يكن بوسعه أن يتصرف في النص الأصلي، لأن واحداً سبقه إلى ترجمته! (مصر الجديدة) زكريا إبراهيم في أزهار الرياض ١ - قصدت في مبحث لي إلى الجزءين المطبوعين حديثاً من (أزهار الرياض) الذي ينشره المعهد الخليفي للأبحاث المغربية فقرأت فيهما بضع صفحات فرأيت أخطاء يجدر بمصححي الكتاب أن ينبهوا عليها، منها في الجزء الأول ص٢ في التعليق (وقد ذكر المؤلف هنا على سبيل التورية أسماء طائفة من الكتب للقاضي عياض وغيره وهي. . . الخ) . والصواب أن يقولوا: (منها) بدل (وهي) لأنهم لم يذكروا جميع أسماء الكتب التي ذكرت في المقدمة كالإلماع بأصول الرواية والسماع للقاضي عياض، وغيره. وفي ص١٠٩: سلامٌ على مولاي مِنْ دار ملكه ... قُسنطينةٍ أكرم بها من مدينة الصواب: سلام على مولاي من دارُ ملكه ... قُسنطينةٍ أكرم بها من مدينة لأن السلام من الأندلس على السلطان أبي يزيد العثماني في القسطنطينة. وفي ص١١٣ (وجنسهم المغلوب في حفظ ديننا) والصواب (وحبسهم المغلوب) . وفي ص١١٤: وساقوا عقود الزور ممن أطاعهم ... ووالله ما نرضى بتلك الشهادة الصواب (وساقوا شهور الزور) . وفي الجزء الثاني ص١٦٠: (مرثيته) بتشديد الياء. والصواب (مرثيته) بالتخفيف. وفي ص٣٥٩: (ولا تعد عيناك عنهم) بضم الياء، وصوابها (عيناك) . وفي ص٤١٤ في الفهرس (الديباج المذهب في علماء المذهب لابن فرون) الصواب (لابن فرجون) ولم يذكروا رقم الصفحة الموجود فيها اسم هذا الكتاب. وفي ص٤٠٣ (السلفي ٣٥٤) وفي ص٣٩٩: (أبو الطاهر السلفي الأصبهاني ٣٥٤، ٣٧٢) وكلا الاسمين لرجل واحد. ولم يذكروا في الفهرس (تاريخ ابن حيان) وقد ورد في هذا الجزء في الصفحة ٢٥٨ وغيرها ابن الفتح ٢ - ومما أخذه على التصحيح الأديب عبد الله الصادق قوله: (١) في صفحة ١٦س٩ (ومن تنديداته على أبي الحسن) الصواب (تنديراته) كما في نفح الطيب الذي يرجعون إليه ويصححون عليه وهو من قولهم: فلان يتنادر علينا (الأساس) ولو كان من التنديد لعديت بالباء إذ يقال ندد به، لا عليه (القاموس) (٢) في ص٣٩ س٢ إن لوحقوا في المعلوات فإنهم ... طلعوا بآفاق العلاء بدورا قالوا في الهامش: المعلوات جمع معلوة كمكرمة يريد بها المعالي، ولم نجد المعلوة بوزن المكرمة في المعاجم التي بين أيدينا. أقول: هي جمع معلاة وهي كسب الشرف كما في القاموس، وأصل المعلاة معلوة تحركت الواو وانفتح ما قبلها قبلت ألفاً. وقد أرجعها الشاعر إلى الأصل ضرورة. فعدم ورودها في المعاجم ليس تقصيراً لأنها من القواعد المشهورة (٣) في ص٢٠٧ س٣ وكان المخترع لها - أي الموشحات - بجزيرة الأندلس مقدم بن معافى القبري). وأطالوا في الهامش ليصححوا تحريفاتهم فضلوا الصواب لأن (معافى) محرفة عن (معافر) أنظر مقدمة ابن خلدون ص٣٠٥ طبع بولاق. و (القبري) محرفة أيضاً عن (الفريري) نسبة إلى فريرة قرية بالأندلس كما في معجم البلدان لياقوت. وقد غلط مصحح مقدمة ابن خلدون فرسمها (الفريري) بالباء، والصواب بالياء. بنو أمية وحلم الشورى والعدل كتب الأديب أحمد البديني سطوراً في العدد الماضي من الرسالة قال فيها عني: (إنه قد غالى كثيراً في قوله إن البناء الإسلامي قد تصدع، وإن اليأس اخذ يدب في جسم الدول الإسلامية في عهد بني أمية) . وإني أنتهز هذه الفرصة لأصحح لفظة من كلمتي التي نشرتها عن كتاب (عبقرية عمر) قد حرفتها المطبعة فجاءت على غير حقيقتها وقراها الأديب البديني على تحريفها ثم كتب ما كتب على ما أخذه فهمه منها ذكرت في هذه الكلمة، أنه لما استحوذ بنو أمية على الملك (قام الأمر منذ يومئذ على قوة العصبية والغلب وتصدع البناء الإسلامي الذي كان قد أقيم على (الشورى والعدل) ، وكذلك أخذ داء التفرق الديني والسياسي (لا اليأس كما نشر خطأ) يدب في جسم الأمة الإسلامية حتى أنهك قواها وأذهب ريحها). ولقد كنا سكتنا عن تصحيح هذه اللفظة لأن السياق كما ترى يدل عليها، وفطنة قارئ الرسالة المثقف لا تلبث أن تلمحها وتنفذ إليها محمود أبو ريه هل الأنصار من قريش؟ ستشغل المكتبة العربية حيناً من الدهر بالكتابين الكريمين اللذين أخرجهما أخيراً الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد. ففي كليهما اتجاهات فذة تفصح عن نواحي العظمة في أستاذنا الجليل ولقد أجمع النقاد على إكبار عبقرية محمد، ولم يكن حظ عبقرية عمر من الإجلال والتقدير بأقل من حظ الأول على أننا في قراءتنا لعبقرية عمر بالصفحة ٣١٩ استوقف نظرنا قول المؤلف في صدد النزاع الذي نجم على الخلافة عقب موت الرسول ما نصه: (فالأنصار يقولون انهم أحق بالخلافة من المهاجرين لأنهم كثرة والمهاجرون قلة، ولأنهم في ديارهم والمهاجرون طارئون عليهم، ولأنهم جميعاً من قريش ولهم فضل التأييد والإيواء) والعبارة على هذه الصورة توهم أن الأنصار من قريش وهم بالطبع ليسوا كذلك (المنصورة) خالد عبد المنعم

