يمتنع عند البصريين ان يكون الفاعل متقدما على فعله . وفى الصبان ج ٢ ص ٣٢ جاء " وفي كلام الدمامينى ما يفيد ان من المانعين للتقدم من يخص منعه بالاختيار حيث قال نص الأعلم
وابن عصفور فى قول الشاعر : صددت فأطولت الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم على رفع وصال بيدوم وقدم للضرورة وهو ظاهر كلام سيبويه "
فأنت ترى ان من المانعين للتقدم من يخص المنع بالاختيار مستدلا بهذا البيت . ولو انهم فروه تفسيرا آخر غير التفسير الدى فروه به لما جروا علينا خلافا كنا فى غنية عنه . .
والتفسير المقبول هو : قل وصال يدوم على طول الصدود . فيلون قل فعل ماص وما زائدة ووصال فاعل قل . يبرر ذلك عندى :
( ١ ) ان قلما تستعمل فى وجهين : تستعمل للنفي المحض فيمكن ان تكون حرفا نافيا " كما " فلا تطلب فاعلا . وقد قرر البصرون إعرابهم على هذا الوجه " ب " وتستعمل لإثبات الشئ القليل كما قال الرضى . وقد قررت إعرابي على هذا الوجه .
( ٢ ) ان الفعل وفاعله كجزأى كلمة ولا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها ج ٢ ص ٣٢ صيان . على ان هذا البيت الوحيد الذى يحتج به قد اخطأ فى اللغة قبل ان يخطئ فى النحو . فصحة اطولت اطلت . ولكن الشاعر اضطر إلى هذا لضرورة الوزن . فيجوز ان يكون فى البيت ضروران . ولعل هذا الوجه من الاعراب يسنده ما رايته " للقاني " فى المعنى فى بحث " ما الزائدة " : " إن البصريين لا يجيزون تقديم الفاعل في نثر ولا شعر " .
فهل آن لنا - ونحن فى دور تبسيط النحو - أن يحذف من كتبنا أمثال تلك الخلافات التى لا تجدى ولا تفيد ؟
