- ٣ -
وفي كلام المؤلف عن امتداد (نفوذ الأساليب القبطية الإسلامية في التجليد إلى إيران) بقول في (ص ١٣٣) : (بل أن ذلك النفوذ امتد أيضاً إلى بلاد منغوليا في أواسط آسيا حيث عثر في أطلال مدينة كانت عامرة في العصور الوسطى على جلد كتاب ينسب إلى القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) ، وعليه زخارف من إطار ذي فروع نباتية عربية، وفي وسطه جامة أو صرة من جرابل، وفي كل من الأركان الأربعة ربع جامة)
ولم يذكر المؤلف المرجع الذي اقتبس منه عبارته هذه، وقد كان يهمنا أن نعرف اسم هذه المدينة التي - كانت عامرة في العصور الوسطى - وكذلك المكان الحالي المحفوظ فيه جلد الكتاب المشار إليه بما عليه من (فروع نباتية عربية)
وفي (ص ١٣٤) يقول المؤلف: (وقد عرف المسلمون التجليد في إيران وغيرها من الأقاليم الإسلامية في القرون الأولى بعد الهجرة. وذكر ابن النديم في كتابه الفهرست أسماء بعض المجلدين، كان الحريش الذي كان يجلد في خزانة الحكمة للمأمون)
ولم يذكر المؤلف هنا أيضاً المرجع الذي اقتبس منه في كتاب الفهرست لابن النديم، وبالنسبة لطرافة الموضوع رأيت أن أنقل هنا عبارة مماثلة لعبارة المؤلف كتبها الأستاذ (بوب في حاشية يعلق بها على ما كتبه الدكتور(جراتزل) عن التجليد (21)، وأورد ابن النديم أسماء المجلدين في ترتيب تاريخي حتى وقته (القرن العاشر الميلادي) وذكر منهم ابن
أبى الحريش الذي كان يجلد في خزانة الحكمة (مكتبة المأمون) والمجراز العييبي، وأبي عيسى وابن شيران ودميانة الأعسر والحسين بن الصفار.
وقد أعطى الأستاذ بوب كمرجع لعبارته هذه،
كتاب الفهرست لابن النديم طبعة فليجل ص ١٠
وإني أستغرب كيف أن الدكتور زكي لم يشر في أية ناحية من الفصل الذي كتبه عن التجليد (ص ١٣٢ - ١٣٨) إلى البحث الذي كتبه الدكتور أميل جراتزل في نفس هذا الموضوع مع أن هذا البحث بعد أحدث بحث علمي واف عن تجليد الكتب في إيران. هذا فضلاً عن أن الدكتور جراتزل - وإن كان قد توسع في كتابة بحثه عن المؤلف - قد أورد نفس الحقائق بنفس تسلل الأفكار الذي سار عليه للدكتور زكي محمد حسن في هذا الفصل من كتابه.
فإننا نرى أن ما كتبه الدكتور جراتزل في الفقرة الأولى (ص ١٩٧٥) مفصلاً عن ميزات جلود الكتب الإسلامية، قد أورده الدكتور زكي محمد حسن، مجملاً في العبارة الأولى من الفقرة الثانية (ص١٣٢) ، وفي الفقرة الثانية (ص١٩٧٥) ما جاء في العبارة الثانية من الفقرة الثانية (ص١٣٢) عن استعمال الخشب والجلد والورق المضغوط في التجليد. وفي الفقرة الثالثة (ص١٩٧٥) والفقرة الأولى (ص١٩٧٦) تفصيل ما جاء في الفقرة الثالثة (ص١٣٢) وبداية (ص١٣٣) عن أساليب التجليد القبطية. وبين مراجع الحاشية رقم ١ (ص١٩٧٥) نجد المرجع المذكور في الحاشية رقم ١ (ص١٣٣)؛ وفي الحاشية رقم ١ (ص١٩٧٦) ما جاء في العبارة الأولى من الفقرة الأولى (ص١٣٤) عن أسماء بعض المجلدين؛ وفي الفقرة الثانية (ص١٩٧٦) ما جاء في العبارة الثالثة من الفقرة الأولى (ص١٣٤) عن جلد كتاب عثر عليه الأستاذ بوب؛ وفي الفقرة الثالثة (ص١٩٧٦) ما جاء بالعبارة الرابعة من الفقرة الأولى (ص١٣٤) عن الجلود المحفوظة بمتحف الفنون الإسلامية والتركية في استامبول، بما في ذلك "جلد مصحف للسلطان الجابتو" (هكذا أيضاً في جراتزل) ، وهو كما نعلم السلطان
محمد خدا بنده. وبين مراجع الحاشية رقم ٣ ص١٩٧٦ نجد المرجع المذكور في الحاشية رقم ١ ص١٣٤. وفي الفقرة الأولى ص١٩٧٧ ما جاء في الفقرة الثانية ص١٣٤ من أن تيمورلنك استقدم إلى بلاطه مهرة المجلدين في مصر والشام. وفي الحاشية رقم ١ ص١٩٧٧ نجد المرجعين المذكورين في الحاشية رقم ٢ ص١٣٤. وفي الفقرة الأولى ص١٩٧٧ أيضاً ما جاء في الفقرة الأخيرة ص١٣٤. وبداية ص١٣٥ عن المجامع التي أنشأها شاء رخ لفنون الكتاب. وفي الحاشية رقم ٢ ص١٩٧٧ نجد المرجعين المذكورين في الحاشية رقم ١ ص١٣٥. وهكذا. .
ومما تقدم نرى أن الدكتور اميل جراتزل قد سبق الدكتور زكي محمد حسن في سرد الحقائق العلمية عن تجليد الكتب في إيران ولقد كان من الواجب على الدكتور زكي أن يشير في الفصل الذي كتبه عن التجليد إلى هذا البحث لاسيما وإن البيانات والحواشي التي أوردها في هذا الفصل، قد جاءت - كما رأينا - بنفس التسلسل الذي جاءت به ضمن البيانات والحواشي التي كتبها الدكتور جراتزل.
وإني أود أن أكتفي بهذا القدر من ملاحظاتي على هذا القسم من متن كتاب الدكتور زكي محمد حسن وطريقة تأليفه، ولو شئت أن أسترسل في استعراض باقي فصول الكتاب لتبين لنا أن طريقته في هذا القسم لا تختلف عنها في القسم الأول
والآن ألقى نظرة سريعة على لوحات الكتاب. فأذكر للمؤلف بالثناء، أنه أورد صوراً لبعض التحف الإسلامية الأثرية التي لم يسبق نشرها - أو نشرت، ولكن ليس في كتاب شامل عن الفنون الإيرانية مثل كتاب -A Survey of persian Hrt بعضها من مجموعة معالي الدكتور إبراهيم باشا، وهي الأشكال ٥٥ و٥٦ و٥٧ وتمثل ثلاث صور لتزيين الجدران، والأشكال ٦٩ و٧١ و٧٣ لثلاث سجاجيد، والأشكال ٨٥ و٨٩ و٩١ و٩٩ و١٠٠ و١٠١ و١٠٦ و١٠٧ و١٠٩ لتحف مصنوعة من الخزف. والبعض الآخر من مقتنيات دار الآثار العربية وهي شكل ١١١ لطائر من الخزف، وشكل ١٣٢ لحزام من الحرير، وشكل ١٣٦ لإبريق من البرونز مع رسمين توضيحين له في شكلي ١٣٧ و١٣٨ وشكل ١٧٢ لحشوة من الخشب.
ولكن المؤلف لم يشر في متن الكتاب إلا إلى سبعة وثمانين شكلاً من المائة والسبعة وسبعين شكلاً التي تتضمنها اللوحات
ولم يصف التحف المصورة في اللوحات ويوضحها توضيحاً كافياً يوفر على القارئ البحث عن وصفها في متن الكتاب، بل ولم يذكر المؤلف مقاسات التحف المختلفة - لا في المتن ولا في اللوحات - لكي يتمكن القارئ من تصوير هذه التحف في مخيلته بهيئتها وحجمها الطبيعي.
فمثلاً يقول في وصف شكل ٩٧ في اللوحة ٨٧: (صحن من الخزف، مؤرخ سنة ٦٠٧ هجرية - ١٢١٠ ميلادية، في مجموعة يومور فوبولوس) .
وإني أعطي هنا وصف هذا الصحن نفسه S.P.A (23) في للمقارنة،صحن من الخزف ذي البريق المعدني، عليه رسم خسرو يكتشف شيرين مؤرخ سنة ١٢١٠ (جمادي الآخرة سنة ٦٠٧هـ) مكتوب عليه : صنعه السيد شمس الدين الحسنى ، فى مجموعة يومور فوبولوس، مقاس القطر ١٣ و8/3 بوصة (٣٤سم)
هذا الوصف غير الوصف الذي أعطاه الأستاذ بوب في متن الكتاب (24) في أثناء كلامه عن الخزف من صناعة مدينة قاشان، كما فعل الدكتور زكي، ذلك في ص١٩٦.
وقد وصف المؤلف شكل ٧٥ من اللوحة ٧١ بقوله: (صحن خزفي القرن (٣هـ - ٩م) ، في المتحف الأهلي بطهران) بدون ذكر نوع الصناعة، وتكلم المؤلف في متن الكتاب (ص١٦٧) عن هذا (الصحن) ونسبه إلى نوع (خزف بلاد ما وراء النهر) ، ثم تكلم عنه ثانية في ص١٦٨ وسماه (سلطانية) ونسبه هنا إلى نوع آخر من الخزف وهو (الخزف الأبيض ذو النقوش الزرقاء والخضراء، بينما يسميه الأستاذ بوب (25) "صحن" وينسبه إلى هذا النوع الأخير فقط.
ويظهر لي أيضاً أن المؤلف لم يدقق في ترتيب بعض لوحات الكتاب، فمثلاً رسم الصحن في شكل ٨١ كان يجب أن يوضع إلى جانب الصحن في شكل ٧٦ لأنهما - كما يقول بنفسه - من نوع خزف بلاد ما وراء النهر. لكي يستطيع القارئ أن يقارنهما معاً، وإن يوضع شكل ٧٥ فيما يليهما حسب تقسيم كلام المؤلف عن الخزف.
