لم يعدم فن الانسان أنصاره . ولعل هؤلاء أشد حماسة وأكثر مبالغة في تمجيده ، من المعجبين بالطبيعة وممجديها ، لأن الانسان ، كما ذكرنا في مقالنا السابق ، أكثر إدراكا لفنون بني جنسه وائتلافا بها . ويحسن بنا بعد أن أشدنا في المقال السابق بمحاسن الطبيعة وسعيها في تثقيف الانسان ، وتوفير النماذج لفنونه ، ان نعرض للرأي المعارض ، وبدل ان نحشد هنا خواطر من نعرفهم من المتشيعين لذلك الرأي مما لا يتسع له المجال ، نكتفي بعرض بعض من آراء واحد منهم ير سائرهم في تعصبه لما ارتآه ، وفي مضيه الحثيث في تحقير الطبيعة ، والاستهانة بروائعها ، وإنكار قيمة الحياة كلها إلا ما تعتز به من آيات فن الانسان ؛ هذا الكاتب هو " أوسكار وايلد " الذي لج في الجدل حتى شط فزعم ان الطبيعة هي التي تحاكي فنون البشر لتصل إلي الكمال . وإلى القارئ شذرات مختارة مما كتب في هذا الصدد .
قال عن أشخاص روايات " بلزاك " : " مواصلة درس هذا القصصى تمسخ أصدقاءنا الأحياء فتبدلهم أشباحا ، ومعارفنا فتحيلهم إلى ظلال اشباح ، ولاشخاصه حياة متأججة متوهجة الألوان ، وهم يهيمنون علينا ، ويتحدون كل من يجحد وجودهم ؛ وماموت ((روبيميري)) إلا مأساة من افجع مآسي حياتي ، ولم استطع أن انجو كل النجاة من ملاحقة اساها ، فهو يطيف بي في اوقات مرحي ، وتصدمني ذكراه كلما ضحكت . إن بلزاك يخلق الحياة خلقا ولا ينسخها "
ومما جاء في مقاله " الكذب يدول " قوله " يبدأ الفن في أول مراحله زخرفا مجردا ، وصنعا بهيجا
من نسج الخيال ، يتناول ما لم يعرف له كنه أو وجود ؛ هذه مرحلته الأولى ، ثم تتشبث به الحياة ، وتطلب الأذن لتدخل دولته الطلية ، فيبثها في مواده الأولية ، بعد ان يبعثها ثانيا ، ويعيد صبها في قوالب جديدة ، ثم يبقى بعيدا عن الواقع ، فيبتدع ويتصور ويحلم ، ويقيم بينه وبين الحقيقة حاجز الأسلوب الجميل ، والزخارف المنمقة البديعة ؛ ثم تأتي المرحلة الثالثة التي تفوز الحياة فيها بالمقام الأول ، فتخرج بالفن إلي فضاء الله ، ويبدأ بذلك الانحطاط الجدي ، الانحطاط الذي نعانيه الآن .
" خذ الدراما الإنجليزية مثلا لما تقول . فقد بدا فيها على أيدي الرهبان زخرفيا خرافيا . ثم أفسحت صدرها للحياة ، واستعارت منها مناظرها الظاهرة ، وابتدعت جنسا جديدا من البشر ؛ أحزانه أفجع من كل ما عاناه الناس ، وأفراحه أعمق أثرا من فرحة العشاق . يثور في غضبه ثورة " التييتونيين " . ويهدأ هدوء الآلهة ، وله ذنوب ذميمة طريفة ، وفضائل كذلك طريفة ذميمة . ثم اجرت على لسان أشخاصها لغة تختلف عن اللهجات المتداولة ، لغة لها رنات موسيقية وأوزان عذبة . تستمد جلالها من النغم العميق الهادئ، ورقتها من القوافي المبتكرة ، وتنتظم في سلكها الألفاظ اللؤلؤية ويجل قدرها بديباجتها الفخمة ، ثم خلعت " الدراما " على أشخاصها أردية غريبة ، ولثمت وجوههم . وما أهابت بالدنيا القديمة حتى هبت من قبرها المرمري . فإذا بقيصر جديد يخطر في شوارع روما بعد بعثها ، وإذا بكليوبترا أخري تمخر النيل في مركب ذي شراع أرجواني ، ومجاذيف توقع ألحان الناي ؛ وإذا بالأساطير والقصص
القديمة والأوهام تتجسم وتتميز ، وإذا بالتاريخ يعاد تدوينه من جديد ؛ ولم يبق كاتب من كتاب (( الدراما)) يجهل أن الفن لا يري إلي جلاء الحقيقة . بل يرمي إلي جلاء الجمال الوشج . هذا هو الرأي الصائب ، فما الفن إلا ضرب من المبالغة ، وما الاختيار الدقيق - وهو روح الفن الصحيح - إلا الإفراط في الإيضاح والتجسيم .
" ولكن الحياة لم تلبث أن شوهت كمال الأسلوب ، وبدات مقدمات النهاية تظهر حتي في شيكسبير . فإن انصرافه التدريجي في رواياته الأخيرة عن شعره غير المقفي إلي النثر الذي غلب عليه ، والعناية الكبرى التى أولاها الوصف المفصل ، يؤيد ما ذهبنا إليه . فليس شيكسبير فنانا مبرءا من كل عيب ، وإنما هو مولع بالإنحدار إلي الحياة ، واستعارة لغتها الطبيعية ، ناسيا ان الفن متى ما يفرط في أسلوبه الخيالي ، يفرط في كل شئ . "
وذكر في هذا المقال ذاته أن سيدات لندن ، في نواديهن ومجتمعاتهن ، يجهدن انفسهن في احتذاء صور الفنانين النوابغ ، فيسدلن شعورهن ، ويسبلن أهدابهن ، ويعطين مثل الصورة المحتذاة ؛ ويري أن الطبيعة تحاكي بذلك فن الإنسان ، ومضي على هذه الوتيرة إلى أن قال : " وقد أدرك الإغريق هذه الحقيقة بسليقتهم الفنية . فدرجوا على وضع تماثيل هرميس وأبولو في غرفة كل عروس ، لتديم النظر إلي هذه التحف الفنية في ساعات أوجاهها وساعات مرحها ، فتنجب أبناء لهم جمالها ، وقد فهموا أيضا أن الحياة لم تقتصر على جني فوائد روحية من الفن ، ولم تستفد منه عمق تفكير وشعور ورخاء بال او قلق فكر فحسب ؛ ولكنها عرفت كيف تتشكل وفق ظلال الفن وألوانه ؛ ومن هنا بدأوا يرفضون الواقع ، وينفرون منه لدوافع اجتماعية ؛ إذ وجدوه بنشر القبح بين الناس . والحق كل الحق فيما ارتأوا ؛ ونحن في هذا العصر نسعى إلي تحسين حال الناس ، بتشييد المنازل
الصحية لسكناهم ، وتزويدهم بالماء النقي ؛ ولكن هذا السعي لا يوفر لهم إلا الصحة ، ولا يحبوهم الجمال بحال ؛ إذ الفن وحده هو الذي يحبوه ؛ وما تلاميذ الفنان واتباعه الحقيقيون من ينسجون على منواله ، ولكنهم أولئك الذين يتشكلون وفق فنونه ، سواء كانت هذه الفنون تماثيل من صلصال كتماثيل الإغريق ، أو صورا عصرية ، ومجمل القول : ان الحياة آية الفن الكبرى ، وهي تلميذه ونابغة"
وقد عزا إعراض العرب عن رسم طلعة الإنسان ، وأشكال الحيوان ، وصور الطبيعة ، واكتفاءهم بتخطيط الأشكال الهندسية وتلوينها ، إلي استهانتهم بالطبيعة . وفي ذلك يقول : " وما يصدق قوله عن الدراما والقصة . يصدق كذلك على الفنون التي تدعوها الفنون الزخرفية ؛ وما تاريخ هذه الفنون إلا سجل الصراع بين الشرق وإعراضه عن المحاكاة ، وتعلقه بالأساليب الفنية ، ونفوره من تصوير الكائنات ، وبين روحنا المحتذي المقلد ؛ وأينما كان لفن الشرق تأثير غالب - كتأثيره في الفن البيزنطي والاشبيلي والأندلسى إبان اتصاله المباشر به ، أو تأثيره في نواحي أوربا الآخري أيام الحروب الصليبية - فقد ازدهرت لنا فنون جميلة تصورية ، تحركت فيها ظواهر الطبيعة المرئية إلي نظريات فنية ، وتم ابتداع كل نقص في الحياة وتهذيبه في سبيل توفير بهجتها . ولكنا متي نكصنا إلي الحياة الطبيعية ، انقلب فننا تافها دارجا غير ذي بال . وقد أبدي لنا أحد المسلمين مرة الملاحظة الآتية : " أنتم المسيحيين شغلتم أنفسكم بتفسير الوصية الرابعة ذلك التفسير الخاطئ فغفلتم بذلك عن تطبيق الوصية الثانية تطبيقا فنيا " . وبيده الحق فيما لاحظ . ونستخلص مما تقدم " أن الحياة ليست أفضل مدرسة لتعلم الفن ، ولكنه الفن نفسه " .
وقال في موضع آخر من الفصل المذكور : " ما هي الطبيعة ؟ لا أقول إنها الأم الكبيرة التي فطرتنا ، ولكنا نحن الذين ابتدعناها . هي لا تخطو إلي الوجود إلا في
أذهاننا ؛ فكائناتها موجودة لأنا نراها . وما نراه منها ، والحالة التي نراه عليها ، متوقف على الفن الذي يؤثر فينا . والنظر إلي الشئ يختلف عن رؤية الشئ اختلافا بيننا . ولا يستطيع أحد أن يري شئ قبل أن يري موضع جماله ، فعند ذلك يصير للشئ وجود ؛ وها هو الضباب الهابط على شوار لندن لم يره الناس لأنه موجود فعلا ، وإنما رأوه في هذه الأيام لأن الشعراء والرسامين كشفوا لهم جماله الخفي ؛ وربما كان يخيم على لندن منذ أجيال ، أو كان يخيم فعلا ؛ ولكن لم يره أحد ، ولذلك لم نعلم عنه شيئا حتى أتيح له الفن الذي خلقه ، وبينما الرجل المثقف يصاب بتأثير جماله ، إذا بغير المثقف يصاب بتأثير وده . " ومتي أحدث الفن تأثيره الفريد ، نقض يده من الموضوع وانتقل لغيره . أما الطبيعة فلاتني تحدث نفس التأثير وتكرره حتى تمله ؟ ولا يوجد في هذه الآيام إنسان مثقف حقا يتحدث عن جمال غروب الشمس ، فإن التغني بغروبها طراز قديم يرجع إلي العهد الذي كان ((تورنر)) يعد فيه رساما من الطراز الأول إن تمجيد الغروب يتم عن ذوق ريقى .
وقال أيضا : " لا يوجد فنان عظيم يري الأشياء على حقيقتها ، فإذا راها كذلك قصر عن أن يكون فنانا عظيما . وهاك مثلا نقتبسه من عصرنا الحاضر . أنا أعلم أنك مغرم بكل ما هو ياباني . فهل تحسب اليابانيين الذين تستعرض صورهم الفنية كائنين حقا ؟ إذا حسبت ذلك جهلت الفن الياباني كل الجهل ؛ فهذه الأشكال المرسومة من صنع فنانين مبدعين متقنين . ومتي قارنت بين صورة من رسم (( هو كوزي)) او رسم " هوكي " أو من رسم أي فنان ياباني آخر موهوب ، وبين طلعة أى رجل أو سيدة من أهل اليابان ، افتقدت كل شبه بين الشكلين ؛ فالشعب الذي يعيش في اليابان لا يختلف في شيء عن شعبنا الدارج ، أي أنه عادي لا يمتاز بطرافة أو صفة خارقة ؛
وما اليابان التي نعرفها إلا من محض الخيال وقد رحل أحد فنانينا الظرفاء أخيرا إلي بلاد الاقحوان بأمل رؤية اليابان ، فلم يجد شيئا جديرا بالتصوير إلا بضعة مصابيح ملونة ومراوح مزركشة ، وفاته ما قلناه من ان اليابان ليست إلا نمطا جديدا من نتاج الخيال الفني
" وهاك مثلا آخر نستقيه من عهد قدماء اليونان . أتخال أن الفن اليوناني يبدي لنا حقيقة ما كان عليه اليونانيون ؟ أتعتقد أن المرأة اليونانية كانت كتماثيل إلهاتهم البديعة ؟ إنك لا شك تعتقد ذلك مني بنيت حكمك على ماتراه من فنونهم . ولكنك متي تقرأ مثل أريسطوفان ، وهو حجة فيما يقول ، تعلم ان الاثينيات كن يشددن ارديتهن على أجسامهن ، ويلبسن أحذية ذات نعال طويلة ، وبصبغن شعورهن بالصبغة الصفراء ، وخدودهن وشفاههن بالحمراء ، مثل أي فتاة سخيفة متصنعة ، أو فتاة ساقطة من فتيات هذا العصر . إننا في الواقع لا نري العصور السالفة إلا بواسطة الفن . ومن حسن الحظ أن الفن لم يصدق في مرة من المرات))
ومقارنة آراء " وايلد " البادية في هذه الشذرات ، بآرائنا المفصلة في مقالنا السابق ، يظهر وجه اختلافنا ! فهو يزعم أن الفن لا يتصل في مرحلته الأولى بالطبيعة وإنما يبتدي زخرفة مخططة ملونة ، كان التخطيط الزخرفي ليس منقولا من الطبيعة ، أما للدوائر والزوايا والأضلاع والآلوان نظائر في قبة السماء وقوس قزح ، وفي جلود الأفاعي والحمير الوحشية ! وفي ذيول الطواويس وأجنحة الفراش ، وفي اكمام الورود والزهور ، وفي الاهلة والبدور والأملاح المتبلورة وغيرها من بدائع فنون الله التى يعجز الانسان عن إحصائها ، ويقصر الفنان عن إبرازها في جمالها الأصيل ؟
وقال ايضا : إن الحياة تتسرب إلى الفن في مرحلته
الثانية ؛ ولكن الفنان يصبها في قوالب فنية ، ويحيلها إلي نوع جديد من الجمال لا عهد للطبيعة ، وردنا على هذا الزعم أن الفنان أصدق نظرا وأصوب رأيا وأرهف احساسا من سائر الناس ؛ فهو لذلك يري من معاني الحياة وصورها ، ومن أسرار الغرائز وألوان الشعور ما لا يراه غيره ؛ ويبدو كانه يبدع الحسن من العدم ، وهو انما يتصيد الجمال الخافي علي عامة الناس . ولم يأت كتاب الروايات والملاحم الشعرية بأشخاص مؤلفاتهم من عالم الخيال كما يقول " وابلد ، وليست افراحهم واراحهم مما لم يمل الانسان نظيره ؛ فصدور الناس جياشة بأمثال هذه المشاعر ، وليس للفنان إلا فضل اقتفائها في مسارب نفسه ، وهناك ستورها الكنيفة ، وبذل الجهد في تفهم معانيها الدقيقة ، ثم إبرازها للناس جلية مفهومة ، فالفنان يخاطب الناس على قدر عقولهم ، وينظم لهم العاني المكنونة في نفوسهم ، وإلا لما تجاوب صداها في صدور منقبي أثاره ومريديها
وأعجب ما قال وايلد ((أن الطبيعة تحاكى فن الانسان)) كيف تحاكيه وهو ما زال عاجزا عن كشف أسرار فنونها كلها ؟ اليست لديه نماذج تماثيل أبولو وغيره من التماثيل واللوحات الفنية الممتازة ؟ فإذا حاول النساء المتأنقات ان يبصرن على غرار تلك الصور والتماثيل ، فإنهن إما يحاكين الطبيعة لأن الأصول كلها عندها
ويري وايلد أن المبالغة والتفخيم من روح الفن الصحيح . والحق أن أجمل الفنون أصدقها . والفنان الصادق هو الجدير بالتقدير . وما البالغة إلا خدعة كاذبة لا يلبث أن ينكشف بهرجها وتفتضح خساستها . وقد تحوم شبهتها حول الفنون لأن عمق شعور الفنان وتوقد ذهنه يفخمان له ما يراه ، فيصوره بصدق وأمانة فيحيا جليلا ، أو علي الأصح ان قصور ذهن الرجل العادي وتفاهة إدراكه يصغران له الواقع في نظره ، فيري في
أعمال الفنان جلالا وفخامة غير طبيعين .
أما الزعم بأن اقتصار العرب علي الفن الزخرفي دون فن النحت والتصوير الطبيعي دليل على إعراض فنانيهم عن الطبيعة ونفورهم منها ، فغير موفق ايضا ، لان عدم رواج فن النحت عندهم يرجع إلي شعورهم الديني الذي ظل على نفوره من التماثيل بعد تحطيم أصنام الكعبة . وقد أعرضت الفنون الاسلامية عن مجاراة الدول الغربية في مضمار التصوير الطبيعي ، لأن المرأة كانت دعامة هذا الفن إذ ذاك وكانت طلعتها الجميلة السافرة وجسمها العاري مادتها الرئيسية ، فلم يكن عجيبا أن يهمله العرب ومن تقاليدهم الغيرة على المرأة ورعاية حرمتها
ولكن الذي فاتهم في فن التصوير المادي المكشوف لم يفتهم في الشعر المعنوي المتسع للكتابة والتورية ؛ فقد صوروا في شعرهم كل ما وقعت عليه اعينهم وما تفتحت له بصائرهم من مرئيات الطبيعة ؛ فلم يتركوا الابل والذئاب والأفاعي دون وصف أشكالها وأجزاء جسمها وطباعها ؛ ولم يترفعوا كذلك عن المرأة ووصف جمال طلعتها و ودقائق جسمها ، ولم يغفلوا عن تمجيد الطبيعة ضاحكه في وضح النهار أو متجهمة في عيش الليل ، وعن التغني بجمال الربيع ، وعن مناجاة البدر والنجوم ، وعن البكاء على العالم والرسوم ؛ فليس لديهم قصيدة من الشعر لم تتقمص فيها الطبيعة ؛ فكيف يصح بعد ذلك القول بأنهم ازدروها وأعرضوا عنها ؟ !
ومهما تكن لباقة ((وايلد)) في التدليل علي صحة رأيه ، ومهما يكن دهاؤه في صوغ منطقه والتدرج به في مهارة إلي تدعيم وجهة نظر ، التي لا يقصد من ورائها إلا الإغراب ، فانه لا يستطيع أن يغير الواقع ؛ فالإنسان من الطبيعة وإليها ، وهي التي تغذي جسمه وروحه وثقافته ، وهي التي تحافظ على بقاء جنسه ، وتحفزه بوسائلها إلي المثل الأعلى ؟
