ظهرت منذ أيام مكتبة الآداب بالجماميز بالقاهرة كتاب القضايا الكبرى في الإسلام للأستاذ عبد المتعال الصعيدي في ٤٠٤ صفحات من القطع الكبير، وصاحب الكتاب معروف لقراء الرسالة، وقد نشر فيها نحو خمس عشرة قضية. فأذاع بعضها عنها بعض محطات الإذاعة الشرقية، ونقل بعضها عنها عن بعض المجلات في الأقطار الشقيقة، وقد كانت اللغة العربية تنقصها هذه الدراسة الجديدة،وهي دراسة لاتكاد تخلو منها لغه من اللغة الاوربية ، فسد هذا الكتاب فى اللغة العربية هذا النقص ،وابتكر فيها هذه الدراسة الجديدة.
ولم يدون صاحب الكتاب هذه القضايا كما يدونها من لا يعنى بالنقل، ومن يعوزه الرأي المجتهد والفكر المجدد بل اظهر فيها من التجديد في تصويرها ونقد أحكامها ما اظهر، وأحيا فيها من الاجتهاد ما أماتته سبعة قرون أو أكثر وهي ما هي في اختلاف القدامى من القضاة والفقهاء في أمرها واضطرب رأيهم فيها
فحل هذا الكتاب منها ما أشكل، واتى فيها بالفهم الصحيح والقول الفصل.
وقد اشتمل الكتاب على ستين قضية في مختلف العصور والدول والأقطار، ورتبها من اعصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحديث، ليعطى القارئ فكرة عن خال القضاء في هذه العصور، ويعرف أمره في مختلف الدول والأقطار، فيظهر تاريخ القضاء الإسلامي أمامه واضحاً جلياً، ويعرف الأسباب التي أدت إلى نهوضه، والأسباب التي أدت إلى انحطاطه، ول تقف فائدته من الكتاب عند دراسته القضائية، بل تتناول معها الناحية التاريخية.
