طلعت علينا مجلة الثقافة الغراء في عددها الصادر بتاريخ ١٢ فبراير بمقال شائق عنوانه " الرجل الذي احترع لغة " دمجه يراع الكبير محمد بدران ، وقد شرح فيه باختصار حياة الدكتور لودونيك زامنهوف (L Zamenhof) واضع لغة الأسبرانتو ، هذا ولما كان موضوع اللغة العالمية من المواضيع الهامة في الوقت الحاضر لا سيما وأنه سوف بطرح على بساط البحث في هيئة الأمم المتحدة قريباً للنظر في تقرير تدريس الاسبرانتو بالمدارس واستعمالها بالتجارة وغير ذلك . . جئت بهذا المقال تعقيباً علي مقال الأستاذ بدران ، محاولا إعطاء القارئ فكرة عامة عن تقدم هذه اللغة في العالم وحالتها بمصر ، شارحاً بعض قواعدها .
إن النجاح الذي لاقته لغة الأسبرانتو رغم المدة الوجيزة التى مضت على ظهورها بما يشير بأن هذه اللغة ستلعب دورا هاما في سبيل التفاهم بين أبناء الشعوب المختلفة ، وأرجو ألا بتسرب إلي ذهن القارئ أن الشعوب سوف تضطر إلي إهمال لغتها القومية والاستعاضة عنها بلغة الإسبرانتو. كلا -والف مرة كلا - فالاسبرانو لا تعدو أن تكون كلغة ثانوية تستعمل إلي جانب اللغة الوطنية كواسطة لتفاهم الشعوب المختلفة اللغات ؛ فلغتنا في وطننا هي العربية ، ونستطيع الاتصال بالشعوب الأخرى التي تختلف عنا في اللغة بواسطة اللغة المحايدة ، ألا وهي الإسبرانتو . والاسبرانتو أيها القارئ العزيز ليست لغة نظرية خيالية ، ولكنها لغة حية يتكلم بها الملايين في الشرق والغرب ، وقد عقد لها حتى الآن واحد وثلاثون مؤتمرا عالميا ، كان أولها في مدينة بولون سورمير بفرنسا سنة ١٩٠٥ ، وآخرها في مدينة برن بسويسرا سنة ١٩٣٩ ، وكان معدل
من يحضر في هذه المؤتمرات ٥٠٠٠ شخص ينتمون إلي ٥٠ أمة مختلفة ولا يجدون أي صعوبة في التفاهم مع بعضهم، وقد ظهر حتى الآن ما لا يقل على ١٢٠٠٠ مجلد في مختلف العلوم والفنون والآداب أصلية أو مترجمة عن جميع اللغات ، كما ترجم أيضا إليها التوراة والإنجيل والقرآن . وتصدر بها ! كثر من مائتي جريدة ومجلة وقد اعترف ٤٠ عضوا من أعضاء الإيكاديمية الفرنسية للعلوم بأن الأسبرانتو أسمى اللغات في الفهم والسهولة . وقررت تدريسها بجميع أقسامها.
وكذلك تستعملها الغرف التجارية بفرنسا وتدرسها بالمدارس التابعة لها .
وفي سنة ١٩٢٢ قرر اتحاد التلغراف العالي قبول الإسبرانتو كلغة واضحة لاستعمالها بالمراسلات التلغرافية الدولية . وفي السنة الماضية عقد بالبرازيل المؤتمر العاشر لاسيرانتي البرازيل تحت رئاسة رئيس الجمهورية ، وألقى كلمة الافتتاح بالاسبرانتو وزير الخارجية ، كما أصدرت الحكومة طوابع بريد تذكارية بالأسبرانتو لهذه المناسبة .
ولا يخلو الآن أي قطر من أنصارها والجمعيات الداعية النشرها . غير أنه مما يؤسف له أن الحركة ببلادنا المصري ليست قوية . ولا تحوي الآداب الإسبرانتية كتباً منقولة عن العربية . إلا أنه قد كون بعض أنصار هذه اللغة من المصريين منذ عهد قريب " جمعية الأسيرانتو المصرية - بالقاهرة " للعمل على نشرها .
والإسبرانتو أيها القارئ لا تضارعها أي لغة بالعالم في سهولتها ؛ فقواعدها لا تتجاوز ١٦ قاعدة خالية من الشواذ ، يمكن استذكارها في مدة ربع ساعة . وبواسطة مقاطع مبدئية أو نهائية يمكن أن نحصل من الكلمة الواحدة على مفردات عديدة كما يتضح مما يلي : الأسماء في الأسبرانتو تنتهي دائما بالحرفO فتقول : كتاب Libro علينا رجل vitro صديق Amiko والمؤنث
يصاغ من المذكر بإضافة المقطع اليهابي ino فنقول : امرأة Virino صديقة Amikino والصفة تنتهي دائما بالحرف A مثل : جيد Bona ساخن Varma وإذا أضفنا إلي أول الكلمة المقطع MAL فأننا تحصل على المعنى العكسي ، فنقول : رديء Malbona بارد Maivarma.
وإذا أضفنا المقطع النهائي في ETA فإننا يحصل علي التصغير مثل : Maivarmeta والمقطع ega نحصل علي التهويل أو التعظيم : مثل ساخن جدا ( غالي ) Maivamega أما تصريف الأفعال الذي يقضي الإنسان سنيناً عديدة لاستذكاره باللغة الفرنسية مثلا فيمكن حفظه في الأسيراتو في دقائق معدودات ، وإليك الدليل :
الأصل في كلمة الحب هوAM والقراءة LEQ فكلما فاذا أردت الحصول على الفعل المضارع أضفت القطع AS مثل : أنا أحب Mi amas هو يقرأ Li iegas وبالمقطع is نحصل على الماضي : نحن أحببنا NI amis أنت قرأت Vi legis أما المستقبل فيأخذ اليهاية OS سيحبون Lli amos سأقرأ Mi legosوالأمر u للمفرد والجمع مثل : اقرأ Legu
وهذه النهابات تسري علي جميع الأفعال ولجميع الأشخاص ، مذكرا ومؤنثا ، مفردا وجمعا دون استثناء . وبسرني أن أضع للقارئ فقرة من الخطبة التي ألقاها الدكتور زامنهوف في المؤتمر الأول للأسيرانتو ، ومنها يتبين القارئ عذوبة اللغة ( إنما أرجو ملاحظة نطقي الحرف j مثل الحرف )ي) في العربية والنيرة تقع وإنما على المقطع السابق للأخير من الكلمة. وهذه النهايات تسرى فى جميع الأعمال والجميع الأشخاص، مذكراً ومؤنثاً ، مفرداً وجمعاً دون استثناء .. ويسرني أن أضع للقارى، فقرة من الخطبة التي ألقاها الدكتور زامنهوف في المؤتمر الأول للاسبرانتو، ومنها يقيين القارى عذوبة اللغة (إنما أرجو ملاحظة نطق الحرف ا مثل الحرف (ى) في العربية والديرة تقع دائماً على المقطع السابق للأخير من الكلمة La unuan fojon en la homara historio ni Esperantistoj, menbroj de la plej malsamaj popoloj, staras unu apud alia ne kiel fremduloj. sed kiel fratoj, kiuj, ne altrudante unu al la alia sian nacian lingvon kombrenas sin reciproke fratoj, kiuj amas sin reciproke kaj premas al si la manojn ne hipokrite, sed sincere, keil homo al homo
الترجمة لأول مرة في تاريخ البشرية نقف نحن الإسبرانتين بجانب بعضنا ، ليس كأجانب ولكن كأخوة ، لا يفرض أحدنا علي الأخر لغته القومية ، بل يسودنا التفاهم . نحن إخوة نحب بعضنا ، وبهز بعضنا بد البعض ، ليس عن رياء ، ولكن بإخلاص كما ينبغي بين رجل وآخر.
ولعل الغرض الأساسي الذي وضعت من أجله لغة الإسيرانتو هو العمل على شر لواء السلام والمحبة والإخاء بن جميع الشعوب دون التفريق بين المذهب أو الجنسية أو الدين ، وهذا هو سبب انتشارها في جميع بقاع الأرض والإسبرانتو أيها القارئ تعد وسيلة للدعاية لبلادنا ؛ فقد تعلمت هذه اللغة من أكثر من ستة عشر عاما وراسلت زملاء في أكثر من ٦٠ دولة فوجدت أن الكثيرين لديهم فكرة خاطئة عن مصر والمصريين ، فكنت أحاول إزالة ما علق بأذهانهم . فالفرصة أمامكم ، أيها المصريون تعلموا الأسبرانتو - تخدموا بلادكم أجل خدمة
