شقيت نفسه فضلت هداها وتجلى الهها فى هواها زعمت أن طينها أزلى كذبتنا وحق من سواها ولئام النفوس أن تلف مولا ها حفيا بها عصت مولاها ضلة للعقول لم تك شيئا ثم كانت فأنكرت من براها! قف حيال السماء ليلا وسائل سفن النيرات من أجراها! سفن موجها الأثير ولا يع لم الا ربانها مرساها جاوزت فى العيون حد التقصى فتراها ولا تكاد تراها
ان تطالع أبصارنا مبتداها فالى الله ربها منتهاها
واسأل الوردة اكتست كل لون من كساها ومن حباها شذاها؟ ألبستها الأوراق كف قدير فأرتنا لثم الشفاه الشفاها أبرزتها عذراء من خدركم فى حياء توردت وجنتاها ودعتها مليكة الزهر لما ألبستها الرياض تاج نداها فأصغ للجواب منها تجدها باسم من حاكها تحرك فاها
شجرات فى الروض مشتبهات شهوة الآكلين فاطعم جناها ذقت هذى فما أمر جناها ثم هذى فقلت ما أحلاها! ما اختلاف الطعوم والماء فيها واحد، والتراب أصل غذاها؟ صاغها مثلما أراد بديع قد نفينا عن ذاته الأشاها
ثم سائل بلابل الأيك تشدو فيهز الأملاك لحن غناها وتناجى القلوب وهى تغنى فتذيب القلوب فى نجواها من بري هذه الحناجر عيدا نا وأنشأ قيثارة فى لهاها؟ أنه مبدع كسا الطير ريشا وحباها فى الجو ملكا وجاها
هذه النملة الدقيقة خلقا كيف تسعى وكيف تبنى قراها؟ هذه النحلة اكتست حبرات من طهى شهدها وسل حماها؟ قل لشمس النهار من جلاها واسأل الأرض من أدار رحاها؟ واسأل الريح كيف تزجى سحابا واسأل السحب كيف يهمى حياها ثم سائل بروقها مشرعات هل تضج الرعود خوف أذاها واسأل الدوح كيف شب لظاه واسأل الراسيات من أرساها مدها فى الثرى وأعلى ذراها قادر فى غد يحل حباها
ضل فى التيه من أبى الرشد تيها يا أخا العقل لا تكن تياها يجهل العقل كنهه وهو عقل وجدير أن يدرك الا كناها قل له ما الأثير وهو فضاء أن يحمل رسالة أداها؟ ثم ما الكهرباء وهى قريب منه وهو البعيد عن معناها؟ قل له ما ارتباط جسم بروح ظل فيها دراسة واكتناها؟ هل أعنا الأعصاب حين أصاخت أذناها واذ رنت مقلتاها؟ أو أعنا للقلب نبضا ضعيفا تستمد الأبدان منه قواها أو أعنا الأنفاس مطردات وهى فى النوم لا تنى رئتاها ان خلف العقول ربا حكيما أودع الكائنات سر بقاها
