الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 182الرجوع إلى "الثقافة"

المثل الصالح

Share

ومن أحق من المليك أن يكون المثل الصالح لشعبه الوفي ؟

يرى المصريون في كل يوم آية جديدة من آيات هذا المثل الذي يضربه الفاروق في الإخلاص للمصلحة العامة والتضحية في سبيلها . فكان جلالته أول من أخذ نفسه بقصر ألوان الطعام في المآدب الملكية ، نزولا على ضرورة الحياة ، وأول من التزم قيود القوانين - وهو فوقها - في أيام الإمساك والاقتصاد .

وما يزال كلما طلع يوم جديد يضرب المثل السامي ويلتفت اللفتة الكريمة ، يدفعه قلبه الكبير إلي المكارم ، وتتجه به نفسه الطاهرة إلي المجد والعلا ، ماداً يديه إلي شعبه دائماً ليسمو به . وقد سمع المصريون بالأمس القريب أن جلالة المليك قد نزل لحكومته عن كل ما أنتجته المزارع الخاصة من القمح لتكون عونا لها على تفريج كربة الأهلين في أفوائهم ؛ فكان بذلك حافزا للمصريين على أن يقتدوا ويتبعوا مثله الكريم ، ويتساموا بجهدهم نحوه . ولعلنا نسمع في القريب صيحات التلبية تتجاوب من أنحاء البلاد كلها . فلا يبقى من أصحاب المزارع الكبري قاعد لا يلبي . ونحن موقنون أنه ليس في كبار المصريين من يؤثر الشح والمنفعة على المسارعة إلي احتذاء المثل الكريم الذي ضربه المليك .

وإذا كانت المسارعة إلي الخير فضيلة قد استحقت من جلالة المليك العطف والإتمام ، فإن القعود عن الخير إساءة تستحق بغير شك أن يحرم القاعدون من عطفه السامي وإنعامه . فليس القاعد عن تلبية نداء المليك إلي الخير جديرا بأن يكون سيدا بين المصريين .

اشترك في نشرتنا البريدية