الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 668الرجوع إلى "الثقافة"

المصير

Share

أتاك الخريف . فلا تزعجى  إذا شاع في وجنتيك الذبول

ورف عليك رفيف الردى     يؤذن ناقوسه . . بالأفول

فذلك ما تقتضيه الحياه

وتلك تصاريفها في البشر

فلا تجزعى واخضعى يا فتاه

لحكم الإله وسوط القدر !

وخلي دموعك . . لا تأبهى    فتاتي . إذا ما اعتراك النحول

أتاك الخريف فلا تنظرى    إلى مامضى من ربيع الوجود

فإن التأمل فيما . مضي      من العمر يضفي عليك الشرود

فلا تأملي في ربيع سعيد

ولا تفزعي من شتاء قريب

وقري بذاك الخريف الوليد

إلي أن يحين المصير الرهيب

وإن طاف بالذهن ذكر الربيع   كحلم . . فلا تحسبي أن يعود

بربك قولى إذا ما شدا     على الغصن طير بلحن الخريف

وران على ناظريك الأسى  وخف  إليك المصير المخيف

أنا ! ! من أنا ؟ ؟ غير نبت جميل

نما في ظلال الضنى والألم

مضى بعد ذاك الصراع الطويل

إلى حيث وادى الردى والعدم

تعالى . . تعالى إلي مضجع  هنالك حيث الضباب الكثيف

بربك إن تلمحى  . . زهرة  يرف عليها الجفا والهزال

تطيل التأمل . . في ذلة   إلى السحب تبغى قليل الزلال

ولكن يمر عليها . . الغمام

فيرنو إليها بطرف خفي

ويمضى  بعيدا بغير اهتمام

يردد لحن الحياة . الشجي

قفى واسكبي عندها دمعة  ولكن.. أنجدى لرد الجمال

أتاك الخريف فلا تسألي  عن الزهر كيف احتواه الفناء

ولا تسألي عن زهور ذوت  وفيها من الحسن كل البهاء

فذلك لو تعلمين . المصير

وتلك نهاية هذا البشر

فهيا فتاتي وحتي المسير

إلي حيث شاءت صروف القدر

عجيب !! أتلك نهاياتنا  أتينا هباء . . ورحنا هباء

اشترك في نشرتنا البريدية