الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 561الرجوع إلى "الرسالة"

النسب إلى أم وأمهة

Share

اطلعت في عدد الرسالة (٥٥٩) على رد للكاتب الكبير  الأستاذ العقاد يرديه على من انتقده في استعمال لفظ (الأموية)   نسبة إلى الأم. وخلاصة الرد أن النسبة الصحيحة، وأن أصل أم أمة  وأمهة، فقلبت الهاء واواً، كما تقلب في سنة وسنوي وشفة  وشفوي وعضة وعضوي للدلالة على عواطف الأمومة والنسبة  إلى أحد الأبوين فرقاً بين هذا المعنى وبين معنى أمي،

للدلالة على الجاهل بالقراءة والكتابة وأقول: ورد في اللغة عن الأثبات الثقات، أن في لفظ  الأم أربع لغات، هي؛ أم بضم الهمزة وكسرها، وأمة وأمهة.  وجمع الكل أمات وأمهات. قال: إذا الأمهات فبحن الوجو ... هَ فرجت الظلام بأماتكا والنسبة إلى أم (أمي)  وإلى أمهة (أمهى)  وهذا هو  القياس الصرفي ثم إن قياس أم من أمهة على سنة ونحوها في النسب ليس  بصحيح لوجهين: الأول: أن الهاء من سنة لم تقلب واوا في النسب - كما قد  يتوهم - لأن هذه الهاء مبدلة من تاء التعويض المشوب بالتأنيث  وهي تحذف من المنسوب إليه ألبتة، والواو في سنوي ونحوه أصل  من أصول الكلمة كانت حذفت وعوض عنها التاء (الهاء) ؛  ولما كان النسب يرد المحذوف في مثل هذا الموضع حتما ردت  الواو كما ردت في الجمع فقيل سنوات. ويقال في النسب  سنهى بالهاء، لأن (لام سنة) المحذوفة ذات وجهين عند  العرب، كما هو مبين في متن اللغة. وإذا ثبت بالدليل أن الواو في  سنوي غير مبدلة من الهاء في سنة ثبت أن الهاء في أمهة لا يصح  قلبها واوا؛ إذ لا يعرف هذا النوع من الإبدال في لغة العرب

الثاني: أن الداعي إلى عودة الواو في النسب هو تكميل  اللفظ برد ما حذف من أصوله إليه؛ ليكون ذلك جبراً لما فاته  من تاء التعويض التي تحذف وجوباً عند النسب. فكان  - لولا الرد - يبقى من الكلمة حرفان فقط، وهذا إجحاف  ببنيتها من غير داع إليه. وكلمة (أم)  ليست كذلك؛ لأنها  لفظ ثلاثي تام غير محتاج في النسب إلى تكميل. فكما يقال  في النسب إلى در درى، يقال في النسب إلى أم أمي، ولا التباس  حينئذ؛ لأن التمييز بين المعاني المختلفة يكون بقرائن الأحوال.

اشترك في نشرتنا البريدية