روى الأستاذ أحمد أمين في كتابه فى الاسلام (۳ : ١٠٦) في سياق ترجمته للنظام - عن ماء كتاب ، سرح العيون - أن النظام دخل على الخليل بن أحمد وهو صغير ، ثم ساق محاورة جزت ينهما لا يعنينا أمرها ، وإنما يعنينا أن هذه الرواية مدخولة ظاهرة الدخل من حيث إمكان التلاقي بين الخليل والنظام . فأما النظام فقد ذكر الأستاذ في الصفحة نفسها أنه مات سنة ٢٢١ في نحو السادسة والثلاثين من عمره. ومعنى هذا أنه ولد في تحوسنة ١٨٥ وأما الخليل فقد ذكر الأستاذ أيضا في ضحى الاسلام (۲) : ٨٤ : أنه مات سنة ١٧٥ ، كما ذكر ابن النديم أنه مات سنة ١٧٠ ، يعنى أن بين موته وبين ميلاد النظام عشر سنوات على الأقل .
فرواية سرح العيون لم يكن من اللائق علميا أن يعتمد عليها وخصوصا إذا كانت هذه الرواية قد أوردها الجاحظ في الحيوان (٣: ١٤٦) بصورة أخرى لم يذكر فيها اسم الخليل . لعل الذي حمل الأستاذ على الاحتفاء برواية صرح العيون ، وإغفال رواية الحيوان ، هو أن الأولى مفصلة والأخرى مجملة ، وليس هذا بمرجح فى التحقيق العلى ، فلمل ذلك التفصيل هو من قبيل الحمل والتزيد . إن مما يحمل على العجب أن تفضل رواية ابن نباتة فى القرن الثامن عن النظام على رواية معاصره الجاحظ ما بال الأستاذ إذا كانت رواية ابن نباتة على ما رأينا من فساد ظاهر ؟
