يتحدث الناس كثيرا في هذه الآونة عن أزمة الكتب في مصر ، ويشفقون من أن تجتاح البيئات المثقفة تلك الفكرة الخطرة التى بدأت تغزو عقول الشباب المصرى ، وهي أن الكتب قد نزلت للشاشة البيضاء عن مرتبة الضرورة التى لا محيص عنها ، وانتقلت إلى مرتبة الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها في أكثر الأحوال . ولكن لا يدر بخلدك أيها القارئ أن هذه الأزمة ناشئة من قلة الإنتاج الأدبي ، أو ناجمة عن الإقحال العلمي ، وإنما هى ناشئة - على العكس - من وفرة ذلك الإنتاج وغمر السوق بالمؤلفات الخفيفة السريعة التى تحول موجة الغلاء الحاضرة دون استيعابها .
ولو أن السواد الأعظم من القراء كانوا في حالة من الرغد والنعيم تمكنهم من شراء أكثرية هذا الإنتاج غثه وسمينه لفعلوا ، على أمل أن يجدوا في كل أربعة مؤلفات
أو خمسة واحداً يخرجون منه ظافرين بفائدة تزيد معارفهم أو تنمي ثقافاتهم . أما والحالة المالية في الشعب على ما هي عليه الآن ؛ فإن أكثر الشباب يتردد في أن يخاطر بشيء من المال في سبيل كتب غير محققة النفع ، بل قد لا تستحق الوقت الذي صرف في مطالعتها . وإذا وازن الشباب بين هذه المؤلفات المجهولة بالنسبة إليه ، وبين روايات الشاشة البيضاء أيقن بأن هذه الأخيرة إن فقدت الفائدة ، فإنها مشتملة علي التسلية على أقل تقدير . ولا جرم أن هذه الحالة الأسيفة ستنتهي بصرف الشعب عن الكتب شيئاً فشيئاً حتى تهوى الامة في حضيض السطحية والجهل من جديد . ولو أن لدينا حركة نقد دقيق نزيه ذي سلطان مطاع للجأ إليه ذلك الشباب الحائر المتردد في الحكم على ما يقرأ وما ينبذ حكماً عادلاً لا يقصد به سوى وجه الحق والثقافة والوطنية ؛ وإذاً ، فمن حق هذا الشباب البرىء ، بل من حق جميع
القراء المتوسطين على كبار الكتاب الذين منحتهم السماء نعمة النقد الحازم الفاصل بين الجمال والدمامة أن يرشدوهم إلى الاول ، ويحذروهم من الثاني ، أستغفر الله ، بل أن يقوموا بإثارة قلوبهم وإشغاف نفوسهم بكل نافع ، وبحمايتهم من عبث العابثين ، وخطر الجراء والمتطفلين .
بيد أن هذه المهمة الجدية الشاقة لا تتيسر إلا لمن توافرت لديه شروط خمسة ، وهي : غزارة الثقافة ، واتزان المنطق ، والقدرة على اكتثاء النفوس ، والدراية الاجتماعية ، والنزاهة الخلقية ؛ وذلك لأن النقاد الحقيقيين هم الذين ينعشون في الأمة حب الحقيقة والحاجة إلى الضبط . ويشعرونها بمنزلة الصراحة . وهم الذين يكونون الذوق الأدبي لمعاصريهم ، ويحددون معاني الموضوعات ، وبعثون مرتبة كل منها بالنسبة إلى غيره . وهم الذين يدفعون القراء إلى مطالعة الكتب ، قديمها وحديثها ، ويعودونهم على الحكم الشخصى الذي قد ينتهى إلى تخليد الكتاب العبقريين ، وكشف القناع عن وجوه أولئك الأدعياء الذين رفعتهم ظروف خاصة إلى منزلة هم غير جديرين بها ، وفرضتهم على الشباب فرضاً قسرياً ، وهم كثيرون في كل بلد وفي كل عصر .
من أجل هذا كله كان النقاد في أوربا ذوى أثر بارز في الحياة الأدبية والعقلية في بلادهم . وكانت أسماؤهم في طليعة الخالدين بين معاصريهم . وهاك مثلا من أمثلة القرن السابع عشر ، وهو " بوالو " ذلك الناقد الفرنسي الدقيق النزيه المحايد الذى لم يكن يخشى في الحق لومة لأثم ، ولا يعرف في النقد مجاملة ولا مداهنة ، والذي كان يقسو على الأصدقاء قسوته على الأعداء . والذى بلغت به شجاعته النادرة المثال إلى حد أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا العظيم سأله يوما عن رأيه فى قطعة شعرية كان الملك قد انشأها ، وكانت ضعيفة ، فأجابه قائلًا : " مولاي " لا مستحيل على جلالتكم ، إذ اردتم ان تصنعوا شعراً رديئاً ، وقد نجحتم ".
وقصارى القول أن يوالو كان ذا سلطان ذاهر لا يغالب ، إلى حد حمل مؤرخى الحركة الأدبية على مباحته في حياته والإقرار له بعد وفاته بالزعامة التى لا تنازع فى النقد ؛ ولقد دفعت منتجاته أولئك المؤرخين إلى إعلان أنه هو مؤسس الذوق الفني الأدبي في أوربا كلها في العصر الحديث .
والآن هناك نماذج من أسلوبه في النقد ، وقد أردنا أن نصوغ ترجمتها فى قوالب مسجوعة لتقترب من أصلها الشعرى بعض الاقتراب .
قال يصف الحالة الاجتماعية في باريس . ويبدو أنها كانت في ذلك العهد تشبه حالتنا الراهنة شبهاً قوياً :
" أى إنسان مهما كان مزاجه هادئاً وطباعه رزينة ، لا يمثلئ صدره بالأحقاد الظاهرة والدفينة ، من المظهر البشع الذي اتخذته الأخلاق في هذه المدينة ، حيث نشاهد الشرف والثروة في حرب طاحنة أبدية ، والعلم الحزين قد هجرته العقول الفنية ، والفن الوحيد الناجح هو فن اللصوصية " .
وقال في ذم نوعي الشعر الفرط والمفرط ، أي الغرق في التحمل . والمعن في الرخص والإسفاف ما يلى :
" لا يكاد معنى شعرك يتخلف عن الفهم ويتلكأ فى مطاوعته ، حتى يبتدىء عقلى في الحال التخلي عن متابعته ، ويكون مستعدا للتخلص من خطبك العابثة التى لا تغنيه . إذ هو لا يتابع مؤلفاً ينبغي البحث دائما عن معانيه ، وهناك عقول تلقى أفكارها الظفة . مرتبكة دائما بسحب كثيفة قائمة ، إلى حد أن ضوء العقل لا ينير منها الأرجاء ، وإذاً ، فينبغي أن تتعلم التفكير قبل الشروع في الإنشاء ، وأخيراً تجنب في الموضوع والصياغة كل تدن وإسفاف ، إذا أردت أن تفوز بحكم المستقبل الذي لا يعرف سوى الإنصاف ، والذي لا يجاري الحاضر في خداعه واخداعه . ولا ينزل إلى مجاملته واصطناعه " .
ومن قوله فى هجاء الكتاب الدين يحسبون أن صواب الفكرة يغنيهم عن اتقان الأسلوب ، وبعضهم من صحة العبارة ما موجزه :
" يجب أن تكون اللغة مبجلة في جميع كتاباتك ، بل مقدسة حتى في ساعات إفراطك ومقالاتك ، إذ لو أشبهت منتجات الكاتب وحى الي السماء ، ولكنه إلى اللغة قد أساء ، لكان رغم كل شئ في طليعة الكتاب الأدباء . . إذ أن الشعر الأكثر امتلاء بأنبل الأفكار ، لا يمكن أن يروق العقل ما دام السمع قد جرحه العثار " .
ومن قوله في ذم النفاق والزيف ما يأتي : " لا شئ أشد دمامة من الزيف والمراآة وهما دائماً مملان تافهان محرومان علائم الحياة ، ولكن الطبيعة دائماً حقيقة ، ولذا لا يلبث المرء أن ينفعل بمناظرها المؤثرة
القوية . . أجل أنا أحب العقل الحر الذي يبدو على صورته الذاتية ، وينفرج عن قطرته الحقيقية ، ولكن الفضيلة وحدها هي التي لا يضيرها الجلاء ، كما ان الرذية وهي دائما قائمة تنعطف نحو الظلماء ، ولكى تظهر تحت الأضواء . يجب أن تتزمل بالرياء ".
وقال في تصوير المؤلف الذي يحمل عليه الحاسدون المغرضون في غير حق ولا إنصاف . فتنقلب الآية ضدهم . إذ تحفزه حملتهم إلى الوثوب والإتقان فيسطع اسمه وتتألأ شهرته :
" لا تدهش إذا كان الحسد الشبيه بنار السموم . ملحقا باسمك صدأه السموم ، متعقباً اياك دون أى وازع من ضمير ، شاكيا ضدك سلاح التشنيع والتشهير ، ففى هذا كما في جميع الأشياء ، نشاهد ساطعاً حكمة السماء ، وهي التي تقتادنا أبدع اقتياد ، وتهدينا دائما إلى سبيل الرشار ، تنفذ ارادتها القوية شأنها في كل واد . إذ أن الهدوء يخمس للواهب في نوع من الركود . ولكن العبقرى إذا أثاره الحسود ، فإنه يضطره بنضاله غير المقصود . إلى اتقان فنه وسلوك وسائل الصعود . وهكذا كلما أراد إضعاف قوته وإنزال مراتبه ، ساهم في إنمائها بالعمل على إبراز مواهبه " .
ومن قوله في الجملة على الكتاب الدين يروجون للرذيلة أو يتعلقون الغرائز الجنسية ما يأتى :
" لا ينبغى أن أرواحكم وأخلاقكم المرسومة فى مؤلفاتكم ، تقدم منكم إلا أنبل صوركم وأكمل صفاتكم فانا لا أستطيع أن أحترم أولئك المؤلفين الخطرين الأنذال " الذين يفرون في مؤلفاتهم من الشرف قرار الجندى من حومة القتال ويخونون الفضيلة على صفحاتهم الآثمة . ويزينون الرذيلة في اعين قرائهم بتلك الجرأة المجرمة . . . وإذاً " كلموا بالفضيلة وغذوا بها النفوس نصر عالية . وإلا كان عبثاً أن يمنع الكتاب المواهب السامية ، وإذا لم يظهروا أرواحهم من شرورهم وعيوبهم ، الحكمت على منتجاتهم وضاعة قلوبهم " .
وقال في هجر الكتاب الذين تتغلب أحقادهم على نزاهتهم أو تقتادهم أهواؤهم إلى الدس للأبرياء لكى يرتفعوا أو يقتنعوا على حساب الحق :
" فروا فروا من هذه الأحقاد المهينة ، التي هي من خصائص النفوس السكينة ، أما الكاتب الرفيع فلا تصيبه
عدواها ، لأنها لا تلحق بلواها ، إلا بمن انحط إلى مستواها ، ويجب الا نهوي إلى هذه المؤامرات الوضيعة ، وألا تصعد عن طريق الدسائس المنجلة الشنيعة ، واعملوا للمجد ولا يكن الربح المدنى اللميم ، أبدأ غاية للكاتب العظيم " .
ولقد قال له يوما أحد محدثيه : إن هذه الصراحة في الهجاء قد أسخطت عليك اكثر معاصريك . فأجابه قائلا :
" هل يريدون أن يكونوا مضحكين دون أن أجرؤ على الابتسام وان أنفرد بالصمت حين يجب الكلام ؟ وماذا انتج شعرى من الأضرار والشرور ، حتى يتسلح ضدى من المؤلفين كل هذا الجيش الساخط للوتور ؛ إنني فضلا عن أنى أضرهم قد أظهرتهم ، ومن المحتمل أنه لولا هذا الشعر الذي به قد شهرتهم ، لبقيت مواهبهم من المطمورات ، إذ من كان يعرف لولاي أن كونان ( ١ ) قد ألفى بعض العظات ! . قال محمدته : وهل كان من الضروري ذكر الأسماء . ومهاجمة الشخصيات بهذا القدر من الجلاء ؟ . قال : ليست هذه الملاحظة بنت اليوم ، بل قد وجه إلى الكثيرون بسببها وافر اللوم ، فقال بعضهم إنه مخطئ إذ لماذا هو يذكر الأسماء ؟ وكيف يهجو شايلان ( ٢ ) وهو خبر لا يستحق الهجاء فهل بتصوييبي سهام النقد إلى منتجاته ، أصب قطرات السم الخطر على حياته ؟ كلا ، لأن ملهمتي الفطينة الحيرة ، تعرف كيف تميز بين الرجل الشريف وشخصيته الشاعرة "
وعن قوله في وصف الذين جهاوا أقدارهم . وافتتنوا بذواتهم . وحسبوا ان لهم مواهب تبيح لهم التحكك بالتأليف في العلم والأدب ما يأتي :
" ثم إن من خصائص الجهل المركب الغرور والافتتان بالذات ، وإن صاحبه متعطف إلى الإعجاب بنفسه في جميع الأوقات . وإن أولئك النفر يكلفون بالكتابة على أى نسق من الأنساق ، وهنا هو جنونهم الجدير بالإشفاق " . وأخيرا قال في وصف عدالته ونزاهة قلمه ما يلى :
" أتدري لماذا راقت مؤلفاتي الأمراء والدهماء ؛ لأن الخير والشر قد قدرا فيها بعدالة لا تعرف الأهواء ، ولأن من المستحيل على الكتاب الأدعياء ، أن يظفروا منها بمراتب الأذكاء بل هم لا ينالون فيها أدنى ثناء ، ولأن قلبي وهو لعقلي المرشد المنير ، يأبى أن يحدث القارئ بغير ما يحتاج في الضمير ، إذ لا أثر للجمال في غير الحقيقة ، وهي وحدها المحبوبة الفاتنة الرشيفة " .
على أن النقد في عهد هذا العبقري المنار - على الرغم من نجاحة في إعلاء الأذواق وتقويم الأساليب - لم يكن بعد قد ظهر بالمكانة الهامة التي وصل إليها في القرن التاسع عشر حين غزا الكتب والصحف والمجلات ، ولم يكن قد تحدد على النهج العلمي الذي هو عليه الآن ، ولا ظهر فى هذه الصور التي تجلى فيها في هذا الزمان ، ولكن الذي لا سبيل إلى الشك فيه هو أننا نشاهد أن جميع الذين اشتغلوا به في أوربا بعد " بوالو " وبرزوا فيه قد امتازوا بالشجاعة والشرف وسمو الأخلاق ، وحب الحقيقة ، وحسن الذوق . وبعد النظر ، وسعة الاطلاع . ووفرة الدكاء وذلك هي المميزات التي لا يوجد بدونها نقد سديد يكتب له الخلود .
ومن أبرز أفذاذ هؤلاء النقاد الفنيين المتأخرين وأكثرهم خطراً ، وأبعدهم أثراً ، وأخذهم على الزمن ، هو " سانت بوق " الذي لم يدخر أي وسع في سبيل المعرفة ، ولم يترك أي طريق معبد أو وعر ينتهي إلى الفن إلا سلكه ، ولم يدع باباً من أبواب التحقيق إلا ولجه . ولا نهجاً من أنهاج التحليل إلا انتهجه ، فقد كان ينيب عنه من ينسخون له النصوص والمستندات مني دور الكتب المتباينة ، ويندب من يستمعون المناقشات في المنتديات وشهدون التمثيليات في المسارح ليقيدوا ما سمعوه . وبسجلوا ما شهدوه ، ويعودوا إليه فيتناوله بعبقريته . وبسلط عليه أدوات استنباطه الأمين الذي لا يضل ، ويرسل إليه أشعة تحدسه الصادق الذي لا يخيب .
ومما يزيد في إعجابنا بهذا الناقد الموهوب أنه كان في طليعة الدين سلكوا بالنقد الأدبي هذا السلك الذي هو عليه الآن . والدين وضعوا له المنهج العلمي الجدي المؤسس على دعائم متينة ، بعد أن كان في الماضي يحاكي قواعد القدماء ،
أو يعتمد على عقلية الناقدين ، وأنه كان في مقدمة الذين ساروا به نحو الكمال ، إذ هو الذي وضع قاعدة أنه لا يمكن فهم المنتجات الأدبية بدون الإحاطة بحياة مؤلفها ، وبالمؤثرات التي ساهمت في تكوين نفوسهم وعقولهم وملكاتهم . كالعوامل السياسية والاجتماعية والدينية والفلسفية ، وهو في هذا يقول :
" إنني استطيع أن أتذوق كتابًا من الكتب ، ولكنه من العسير علي أن أحكم على هذا الكتاب دون الدراية التامة بمؤلفه ، إذ أنني أقرر - مطمئا إلي رأيي - أنه كما تكون الشجرة تكون الثمرة ، كما أني موقن بأن الدراسة الأدبية تقتادني حتما إلى الدراسة الخلقية . . وفي الحق ما دام أن الناقد لا يستطيع أن يوجه - ولو إلى نفسه - عدداً من الأسئلة عن المؤلف ويحيط بالإجابة عليها ، فإنه يظل غير موقن بفهمه إياه . ولو كانت هذه الأسئلة تبدو له أبعد ما تكون عن موضوعات مؤلفاته ، بل عن طبيعتها ". ومن نماذج تلك الأسئلة ما يلي :
" ما رأي المؤلف في الدين ؟ - ما هو شعوره نحو مناظر الطبيعة ؟ ما هو سلوكه بإيزاء المرأة ؟ ما هو موقفه من فتنة المال ؟ هل هو ثري أو فقير ؟ ما هو منهجه تجاء المجتمع ؟ ما هي حياته اليومية ؟ ما هي رزائله أو نواحي الضعف فيه ؟ وما إلى ذلك .
ومما لا شك فيه أنه لا يمكن استبعاد أي سؤال من هذه الأسئلة ، بل لا بد من وضوح أجوبتها لدى الناقد قبل شروعه في النقد ليتيسر له فهم المؤلف الذي هو ضروري للحكم على الكتاب ، ولا يمكن أن يشذ عن هذه القاعدة إلا كتب الرياضة البحتة ، أما المؤلفات الأدبية فمن طبيعتها أن تقسم بكل سمات المؤلف " .
من هذا يتبين أن " سانت بوف " يعتبر أن النقد الصادر من غير ذوي الإحاطة بصفات المؤلف نوع من أنواع الجهل بأساليب النقد وقواعده . بل بفن القراءة نفسه ، وهو لهذا يعرف الناقد الفنان الدقيق المثمر فيقول :
" إنه هو الرجل الذي يعرف كيف يقرأ . ويعلم الآخرين كيف يقرءون . .
( يتبع )

