هذا الكتاب ديوان شعر. وعنوانه (الهيام) قد يخدع القارئ لأول وهلة، فيحسب أن الديوان أكثره أو كله نسيب. والحقيقة أن العنوان مقتبس من الآية (ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون) وقد هام هذا الشاعر فى أودية كثيرة، والكتاب الذى بين أيدينا هو ثمرة هذا (الهيام) ، وأشعار الكتاب مقسمة إلى خمسة أبواب: الأول: فى الدين والأخلاق؛ الثاني: فى الثقافة والاجتماع؛ الثالث: فى تهذيب المرأة ومحبتها؛ والرابع: فى الفكاهة؛ والخامس: وهو أطول الأبواب جميعا، فى الأناشيد. ومنه يتبين للقارئ أن المؤلف لم يدع هيأة من الهيئات فى بلده الا علها كيف تتغنى بأعمالها وشئونها، وكثير من هذه الأناشيد يصحبه توقيعه مكتوبا بالعلامات الموسيقية، وسيسر المصريون إذ يرون هذا الشاعر السورى الفاضل قد ختم الكتاب بنشيد جميل (دمعة على سعد) ومعه لحنه، ولم يتح لنا أن نسمع توقيعه.
وقد أعجبنا فى الكتاب كله تلك الروح الدينية والوطنية والخلقية العالية التي يحسها القارئ فى كل صفحة من صفحاته. وقد عالج المؤلف عدة مواضع من الأهمية مكان، ولكن يخيل إلينا أن الشاعر يكتب بسرعة وبكثرة هائلة لا تسمح له بتنقيح شعره واختيار عباراته وألفاظه. وليس من شك فى أنه لو تأنى وتريث لأتى بشعر جليل، وهو أحسن ما يكون حين يقص علينا قصة. وسيسر القارئ من القسم الفكاهى، وقد أعجبنا منه بنوع خاص قطعته البديعة (ليلة القدر) . ومن أجل هذه القطعة وحدها يستحق الكتاب أن يقتنى .
