جاء في الرسالة الغراء بعدد ٣٣٦ من مقال الأستاذ أبي الوفا بعنوان: (شمال أفريقيا والأستاذ الحصري) العبارة التالية: (أما الوحدة المذهبية فالمغرب من أقصاه لأقصاه على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس وليس فيه طوائف دينية كالرافضة والأباضية وغيرهما (كذا) من بقية الفرق الدينية التي توجد كثيراً في بلدان الشرق العربي والإسلامي
إن مقال الأستاذ يشعر أن الأباضية ليسوا من الفرق الإسلامية. والذي يلفت النظر أن مقاله هذا جاء عقب قوله: (وليس في المغرب أقليات دينية سوى أقلية ضئيلة من اليهود)
كان الأولى بالأستاذ أن يقول بدل جملة الطوائف الدينية: وليس فيه (أي شمال أفريقيا) مذاهب إسلامية أخرى كالمذهب التي توجد كثيراً. . . الخ. أما نحن فلسنا الآن بصدد الرد على الأستاذ أبي الوفا لقوله بعدم وجود أباضية بشمال أفريقيا، لأني أعتقد أن العلامة الأستاذ أبا إسحاق اطفيش نزيل القاهرة الآن، وهو من جلة علماء الأباضية بشمال أفريقيا لن يسكت عن الجواب وإيضاح الحقيقة لمن يتجاهل أو يجهل وجود الأباضية المسلمين بشمال أفريقيا بأهم مدنه من طرابلس الغرب وتونس والجزائر ووادي ميزاب وغيرهن من المدن المشهورة، من أقدم التاريخ حتى الآن وإلى ما شاء الله من الزمن، وحسبهم مفخرة تمسكهم بالعروة الوثقى من الدين الإسلامي الصحيح
الحق أن النزعة الإسلامية المتأصلة في قرار نفوسنا تضطرنا لإصلاح أغلاط إخواننا فينا. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
والسلام عليكم

