الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد الثاني عشرالرجوع إلى "الرسالة"

الورد الابيض، مجموعة أقاصيص مصرية

Share

الأستاذ محمد أمين حسونة كاتب من شباب الكتاب خصب  الخيال طبع القريحة لامع الذكاء جم النشاط كثير الحركة، عني على  الأخص بالجانب القصصي من الأدب المصري الحديث فعالجه فى  توفيق وإجادة، ومجموعة (الورد الأبيض) باكورة نظيرة من  ربيعه المونق جمع فيها ثلاث عشرة أقصوصة ثم سماها باسم  الأقصوصة الأولى، وتقرأ هذه الأقاصيص فترى أثر مواهبه  ظاهرا فى وصف الأشخاص وتصوير المناظر ورسم البيئة وسلسلة  الحوار، ومن خير الأمثلة على براعة فنه ودقة ملاحظته وصدق  شعوره الأقصوصة الثانية (في الواحة) . فلو أنه أوتي من سلامة  التعبير ما أوتي من سلامة التصوير والتفكير لكان له فى هذا الفن  شأن غير هذا الشأن، وخطر غير هذا الخطر، على أن أسلوبه  أحيانا يرتفع إلى درجة محمودة من البلاغة كقوله فى ختام (في الواحة) .

"ويعود عدنان فى صبيحة اليوم التالي بعد أن أصيب بجرح  عميق فى صدغه، فيفتش عن مأوى فلا يجدها، ويطوف  بالبادية نهارا وليلا، يسأل الرمال والحصى فلا تهديه، ويناجي  النجوم والسحاب فتمر فى طريقها ولا تجيبه. . . . ويعثر على  جوادها مصادفة ملقى إلى جانب الصخور وقد طمرت الرمال  نصفه الأدنى. . . . فيدرك لأول وهلة ما حدث لصاحبته، وأي  مصرع لقيت المسكينة؟ فيحاول أن يبكي فيستعصي عليه الدمع،  ويتحجر الأسى فى مآقيه، ويرجع ثانية إلى مقره شريد النفس  كاسف البال، تلوح على محياه إمارات اليأس والقنوط. .!!)

وعسى أن يتدارك الأستاذ فى الطبعة الثانية ما وقع فى هذه الطبعة  من أغلاط النحو والإملاء ومخالفة العروض فيما رواه من الأبيات،

اشترك في نشرتنا البريدية