في ادارة الرعاية
جاء في الخطاب الذي بسط فيه الأستاذ توفيق الحكيم مدير الدعاية بوزارة الشئون الاجتماعية للصحفيين مهمة إدارته ، جملة جديرة بالنظر والاهتمام ، فقد قال : " ولسوف نستخدم ما لدينا من وسائل في بث الفضائل وتدعيم الروح القوي النبيل ، وفي تهذيب الذوق العام بتشجيع الفن الصحيح والدنو به من الكمال وتعويد الناس فهم الجمال . وعند ذلك ترقي النفوس والعقول ويتم للشعب بلوغ ما نصبو إليه من مرتبة عالية بين الشعوب الراقية المجيدة " .
وهذه عبارة تسترعي الانتباه حقا ، لأن الحياة الفنية في مصر جديرة بالعناية والتوجيه الصحيح ، وهي إن كانت تسير في إحدي نواحيها بتقدم فإنها تتخبط في النواحي الآخرى لسبب واحد هو عدم وجود اليد القوية التي توجهها التوجيه الصحيح . وما من شك أن الأستاذ توفيق الحكيم كرجل فنان يتذوق الجمال يستطيع أن يؤدي الرسالة إن توفر عليها وخصص لها نفسه ، وإننا لنحس من نفس هذا الخطاب أنه يدرك تماما مواطن التخبط في الحياة الفنية في مصر ، حين اشار إلى الأغاني وأشرطة السينما والروايات المسرحية التى تتسرب خلال كثير منها اشد الجراثيم الخلقية فتكا بكيان هذا الشعب والتي تبعد كل البعد عن الفن الصحيح .
مجلة العمارة
أهدت إلينا مجلة العمارة الأعداد الأخيرة التى أصدرتها
وبينها عدد خاص عن " الفيلا " وأخر عن " الفن " وكلاهما جدير بالعناية والتقدير ، فقد حوي عدد الفيلا مقالات قيمة عن إنشاء الفيلا وبيانات فنية عن أنواعها المختلفة في شتى الأمم ، إلي جانب صور رائعة لنماذج من الفيلات المصرية الآنيقة التي بنيت في السنوات الأخيرة ، ولطرز البناء المختلفة في كثير من البلدان الأوربية
أما عدد الفن فقد ضم مجموعة من آثار الفنانين المصريين المختلفين مع مقالات رائعة عن كثير منهم بقلم فريق من المشتغلين بالفن والنقد الفني ، وصفحة ممتازة ضمت مجموعة من صور تماثيل الفنان النابغ المرحوم مختار مع دراسة عن فنه وتاريخه .
ونحب هنا أن نشير إلى ما يلحظه المتصفح لأعداد هذه المجلة من اثر الجهد الذي يبذل فيها والعناية التي تراعي في إعدادها ، ذلك الاثر الذي يبدو في الأناقة والتبويب والفخامة وحسن اختيار الموضوعات في كل عدد من اعدادها ؛ وإنه لجدير بالمثقفين ان يتلقوا مثل هذا الجهد الذي يكمل ناحية من نواحي الثقافة كانت من غير شك تنقص صحافتنا ، ناحية هندسة البناء ؛ فمجلة العمارة تملأ فراغا في الصحافة الفنية ، وهي من هذا الوجه حقيقة بالتشجيع جديرة بأن توفق في حياتها بتعضيدها في هذا النهج الذي تنهجه ، لاسيما وان المشرفين عليها من خيرة الشبان المصريين الذين تثقفوا ثقافة فنية عالية فيما خصصوا أنفسهم لأدائه ، وتنطق بهذه الثقافة كل صفحة من صفحات مجلتهم .
