الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 633الرجوع إلى "الثقافة"

بجوار الموت، فصل من مسرحية

Share

( الجد الأعمى ، والأب ، والعم ، والبنات الثلاث ، في الحجرة المجاورة لمرقد الأم المحتضرة . . )

الجد : ما هذا الذي أسمعه ؟ . إحدي البنات : إنه الصباح مختلج يا جداه . الجد : يبدو لي أنه مصباح مضطرب ، مضطرب جدا . البنت : إنها الريح الباردة تهزه . العم : لكن النوافذ مقفلة ، وليست هنا ريح باردة . .

البنت : أظن المصباح أوشك أن ينطفئ  الأب : أجل ، لقد نفذ رؤيته . البنت : لقد انطفا تماما الآن . .

( صمت ) الأب : إننا لا نستطيع أن نمكث هكذا في الظلام العم : ولم لا ؟ .

( صمت ) الأب : إن في عرفة زوجتي نورا . العم : سوف تقتبس منه حينما يأتي اللهيب . الأب : الواقع أنا لسنا في ظلمة مطبقة ؟ فبعض الضوء .الخارجي ينفذ إلى حجرتنا هذه

الجد : وهل خارج البيت ضوء ؟ . الأب : الضوء خارج البيت أكثر من الضوء داخله . العم : إنني أفضل الحديث في الظلام . الأب : وأنا أيضا . .

( صمت ) الجد : كأني بساعة الحائط تضطرب في دقاتها .

إحدي البنات : إنك نسمع دقات الساعة لأننا قد توقفنا عن الحديث ياجداء .

الجد : ولماذا لا تتحدثون ؟ . العم : وفيم كنا نتكلم يا تري ؟ . إنك لست روينا اليوم يا رجل .

الجد : هل الظلام شديد في الغرفة ؟ . العم : بل الضوء ضعيف جدا . .

( صمت ) الجد : إني لست مرتاحا إلى هذا الجو . افتحي النافذة قليلا يا فتاتي . الأب : أجل ، افتحها ؛ فنحن في حاجة إلى الهواء .

( إحدي البنات تفتح الشباك ) العم : اعتقد أن انحباسنا هاهنا قد طال . . الجد : هل النافذة مفتوحة ؟ . البنت : إنها مفتوحة ياجداء . الجد : عجبا لكأنها لم تفتح . . فلست أسمع ضوضاء الخارج .

البنت : ذلك لأنه ليست في الخارج أية حركة يا جداه . الأب : هذا السكون المطبق عجيب . البنت ؛ لو مر ملاك بيننا الآن لسمعناه

( صمت ) الجد : في أي ساعة من الليل نحن الآن ؟ . إحدي البنات : لقد قارينا منتصف اليل .

( يقوم العم ، ويذوع الغرفة ، جيئة وذهابا ، في ضيق )

الجد : من الذي يمشي في الغرفة هكذا ؟ . العم : لا تخف . إني أحس بالرغبة في التحرك . . ولكي سوف أجل أجلس . . فلست أري موضع قدمي . .

( صمت ) الجد : وددت أو كنت في مكان آخر غير هذا . إحدي البنات : وأين تحب أن تكون يا جداء ؟ .

( البقية على صفحة ٣٠ )

اشترك في نشرتنا البريدية