الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 40الرجوع إلى "الثقافة"

بدائع الفن المصرى القديم فى متحف اللوفر بباريس، لمحرر"الثقافة" الفنى

Share

حصل الفرنسيون أثناء حملة نابليون في مصر على عنيمة وافرة من الآثار الفرعونية ؛ ولكن فشل تلك الحملة وتسليم الجنرال مينو حرمهم تلك الكنوز ، وعلى رأسها حجر رشيد .  على أن قناصل الدول الأوربية بمصر في بداية القرن الماضي كانوا يعنون بجمع التحف والآثار المصرية ، وأشتهر من بينهم دروفيتى Drovetti الذي كان قنصل فرنسا العام في الإسكندرية ، والذي حصل علي مجموعة ثمينة اشتراها ملك بيسمونت ، وأصبحت نواة المتحف المصري في مدينة تورينو ؛ كما ذاع صيت سالت Salt قنصل انجلترا العام في مصر ؛ فقد جمع عددا وافرا ( ٤٠١٤ قطعة )من التحف المصرية القديمة ، اشترتها الحكومة الفرنسية سنة ١٨٢٦ بمائتين وخمسين ألفا من الفرنكات الذهبية ، واشترت مجموعة أخرى حصل عليها دروفيتى سالف الذكر . وأتيح للعالم الفرنسى شامبليون أن يقضى في مصر ستة عشر شهرا  (من أغسطس سنة ١٨٢٨ إلي نوفمبر سنة ١٨٢٩) جمع فيها زهاه مائتي تحفة نقية ، تزين اليوم قاعات القسم المصري من متحف اللوفر . وفي سنتى ١٨٥٢ و ١٨٥٣ أرسل العالم الفرنسى ماربيت باشا إلي اللوفر ٥٩٨٤ تحفة عثر على معظمها في حفائره بمصر ، ومنها تمثال الكاتب المتربع ، الذي طبقت شهرته عالم الفنون ، والذي تحدثنا عنه في عدد سابق من أعداد الثقافة ؛ كما حصل اللوفر في الوقت نفسه على ٢٥٠٠ تحفة جمعها كلوت بك الطبيب الفرنسى الذي استدعاه محمد على باشا لتنظيم الطب والصحة في مصر .  ثم جري أمناء متحف اللوفر بعد ذلك على سنة القدوم إلي مصر من فترة إلى أخري لشراء أعظم التحف شأنا . فضلا عن أنهم وغيرهم

من رجال الهيآت العلمية الفرنسية ، بدأوا القيام بحفائر لحسابهم فى الأرض المصرية ، وحصلوا منها لدور الآثار الفرنسية على عدد وافر من التحف ، لأنهم كانوا يفلحون في الحصول من الحكومة المصرية على نصف ما يجدونه . وهكذا نجد أن متحف اللوفر في فرنسا حصل على كمية عظيمة من نفائس الآثار المصرية قبل أن تنتبه الحكومة إلى تقييد تصدير الآثار ، وإلى أن نحتفظ مبدئا بكل ما تعثر عليه البعثات العلمية في حفائرها ؛ فلا نسمح لها بأن تأخذ من التحف إلا ما تقرر مصلحة الآثار أنها في غني عنه لضآلة شأنه ، أو لأن المتاحف المصرية تحتفظ من نوعه بعدد وافر .

والصور التي تأتى بها اليوم ، وفي العدد القادم من " الثقافة " نبين بعض التحف المصرية البديعة في هذا المتحف الذي أسدي رجاله إلي علم الآثار المصرية خدمات جليلة بنفك الكتابة الهيروغليفية ، وبما ألفوه عن الآثار المصرية فى متاحفهم وفى المتحف المصرى بالقاهرة .

اشترك في نشرتنا البريدية