الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 49الرجوع إلى "الثقافة"

بلفاجور، قصة لمكيافللي - مترجمة عن الانجليزية

Share

قال الرجل الصالح يروى قصة ما رآه فى إحدى الليالى حين كان مستغرقاً فى العبادة :

أبدى فريق كبير من الأرواح المعذبة التى حكم عليها أن تهبط الجحيم تضرره من هذا الحكم ، وراح يجأر بالشكوى مما ناله من ظلم ، مدعياً أن المسئول عن خطاياه وما هو فيه من حال سيء نساؤهم اللاتى خلفنهم على الأرض ينعمن ويمرحن .

ولما كان مينوس ورادامانتوس وغيرهما من قضاة الجحيم أحرص من أن يأخذوا هذا الاتهام الموجه إلى النساء على علاته دون تحقيق ، وكانت تلك الارواح فى الوقت نفسه لا تفتأ تثير الضجة وتقلق بشكايتها نزعة العدالة فى نفوسهم ، فقد رفعوا الأمر إلى بلوتو إله الجحيم ، الذى رأى بدوره أن يدعو ذوى الأمر فى مملكته لبحث هذه الشكاية وتدبير الوسائل الكفيلة بإظهار ما فيها من حق أو باطل . فأقبل الجميع إلى دعوته ، حتى إذا اكتمل عقدهم وقف يحدثهم عن هذا الأمر قائلا :

- أيها الشياطين من ذوى الأمر فى الجحيم ، لقد دعوتكم لأستعين بآرائكم فى مشكلة قد تسبب - لو لم تعالج - بعض الاضطراب فى حكومتى ؛ ولم أشأ وأنا صاحب الأمر فى مملكتى ، ولى حق التصرف فيها بما أراه ، أن أنفرد بالرأى دونكم ؛ إن هؤلاء الرجال الذين تلقى إلينا بهم الحياة يوماً بعد يوم لا يزالون دائمين على الشكوى من جور الحكم عليهم ملقين تبعة ما ارتكبوا فى الحياة من أوزار على زوجاتهم ، زاعمين أنهن أحق منهم بهذا النصيب من الآخرة ، وتلك شكاية لا نستطيع - إرضاءً للعدالة التى يمتاز بها عالمنا - أن نقطع برأى فيها دون تحرٍ أو

بحث ، فان ذلك يعرضنا لتهمتى الإهمال والظلم ، وكلتاهما من أسوأ عيوب الحكومات .

لذلك دعوتكم لنتشاور فى الوسائل التى نستطيع بها أن نعرف حقيقة ما يشكو منه هؤلاء الرجال حتى نستطيع أن نتجنب كل ظلم .

وبدأ المجلس بعد سماع هذا الخطاب يفكر فى الأمر ، فكان من رأى فريق أن يرسل وفد إلى الحياة الدنيا على صور آدمية ، ليتحقق من هذه الاتهامات بنفسه ؛ ورأى فريق آخر أن الأمر لا يستدعى هذا المجهود ؛ وما على المجلس إلا أن يرغم بعض هذه الأرواح التى تشتكى على الاعتراف بالحقيقة بوسائل التعذيب والترغيب .

ولما كان الرأى الثانى ينافى العدالة والرأفة ، فقد مال المجلس إلى الرأى الأول ، وسرعان ما اتخذ قراراً بتنفيده . واقتصادا فى النفقات والجهد رؤى أن يتألف هذا الوفد من شيطان واحد ينتخب بالاقتراع .

وأجريت القرعة ، فكان من نصيب بلفاجور ، أحد الشياطين الذين كانوا إلى أمد قصير ملائكة أطهارا ثم حلت عليهم اللعنة ، أن يقوم بهذه المهمة ؛ فامتثل الشيطان لما قسم له ، وتلقى التعليمات اللازمة ، وزود بما يكفيه من المال . ونصت التعليمات على أن يصعد إلى الحياة الدنيا ، فيتخذ سيرة أهلها ، ويندمج فيهم ، فيعيش كما يعيشون ، ويتصرف كما يتصرفون ، ويتزوج كما يتزوجون ، ويقضى عشرة أعوام على هذه الحال يدرس فيها حال الناس ، حتى إذا أمضى هذا الأجل ، عاد إلى الجحيم ، فقدم تقريرا بنتيجة بحثه مبينا فيه ما وجد فى الحياة - وما فى الزوجية بنوع خاص - من متاعب وآلام ، أو مسرات ومباهج .

وحرص ذوو الأمر فى الجحيم على أن يبينوا فى ختام هذه التعليمات أن الشيطان الموفد إلى الأرض عليه أن يخضع خلال هذه المدة لكل ما يجرى على الجنس البشرى من صروف الأقدار من أمراض ومصائب وأفراح وأحزان ، غير مستعين بأى سلاح من الأسلحة التى يحتمى بها الشياطين .

وأمضى بلفاجور تعهداً باتباع هذه التعليمات ، ثم صعد إلى الأرض ؛ وما لبث بما لديه من المال أن استطاع تأليف حاشية ضخمة من الأتباع والخدم تحيط به فى مظهر من البذخ والفخامة ، هبط بها فلورنسا التى اختارها لما سمع عنها من توفر أسباب السعادة والحياة فيها ، فاستقبله أهلها احسن استقبال ورحبوا به أجمل ترحيب .

ولما كان لا يقدر على إذاعة سر قدومه إلى الأرض ، فقد زعم للأهلين أنه تاجر عظيم أثرى من تجارته فى سوريا ، وأقبل إلى فلورنسا ليتزوج من نسائها ويستقر بين أهلها ناشدا الراحة والهدوء .

ولم يطل الوقت على بلفاجور فى فلورنسا حتى استطاع بما وصل إليه من مكانة ممتازة أن يتعرف إلى الأسر الكريمة فى فلورنسا ؛ وما لبث إلا قليلا حتى تزوج من أونستا ابنة السيد أميريجو دوناتى أحد أشراف الفلورنسيين الذى كان رغم فقره  وكثرة أولاده يعيش عيشة يبدو عليها سمة من الترف والثراء فى مسكن صغير أنيق .

وأقام بلفاجور عرسا فاخرا يتناسب مع ما يتظاهر به من الثراء ؛ وسمح لنفسه - طبقا للتعليمات - أن يحس بمختلف الاحساسات التى يحس بها البشر من سرور وفرح ؛ وخاض غمار الحياة الزوجية كأى إنسان؛ وما لبث حتى شعر فعلاً بالحب نحو تلك الزوجة الجميلة ، فلم يدخر وسعاً فى إرضائها وتقديم كل ما تحتاج إليه من جواهر وملابس وطعام ؛ وأضحى منزل السيد رودريجو ( وهو الاسم الذى اختاره فى الحياة الأرضية ) مضرب الأمثال فى الفخامة والرواه والترف ، وأصبحت السيدة أونستا حديث

الناس من أهل فلورنسا لما تتحلى به من جواهر وما تقيم من سهرات رائعات .

وتوالت الأيام « ورودريجو » ينفق عن سعة ، وطلبات « أونستا » تنهال عليه فيحققها جميعها ، من مطالب خاصة لها ، إلى مساعدات يقدمها لأسرتها التى كانت تعانى إذ ذاك أشد الضيق ، ولم يبق لها من مصدر للحياة إلا ما يقدمه رود ريجو لها من عون إرضاء لزوجته ، حتى لقد جهز أكبر أبناء حميه بتجارة واسعة ليسافر بها إلى ليفانت ، وجهز الثانى برأس مال كبير ليتاجر فى الحرير فى الغرب .

         كان يفعل كل ذلك راضيا مرتاحا مادام فيه رضا زوجته وراحتها . ولكنه أحس بعد قليل بأن زوجته تزداد تمردا وجفاء ، ولمس ذلك الحب الذى أظهرته أول الأمر يفتر يوما بعد يوم ، ويتحول إلى كراهية وضيق  يدفعانها إلى خلق المشاجرات لأتفه الأسباب ، ولمجرد تنغيص حياته ، حتى لقد استحال المنزل إلى جحيم لا يطاق ولا تهدأ فيه الأصوات الصاخبة .

     ومرت الأيام وأونستا تزداد وقاحة وتمردا ، وهو يمعن فى الصبر والتجلد ، وبلغ من قحها أن الخدم لم يطيقوا البقاء فى المنزل ، فهربوا واحدا بعد الآخر ، وتركوه وحيدا تحت رحمة قلبها الذى لا يعرف الرحمة ، وبين خدم جدد لا يعرفهم ولا يميل إليهم ، اختارتهم أونستا على مزاجها ووفق هواها .

    وتهاوت صروح ماله واحدا بعد آخر ، وأقبل عيد من أعياد فلورنسا يقام تكريما للقديس يوحنا ، ورغبت أونستا أن تحتفل بهذا العيد احتفالا لم تر فلورنسا مثله ، وأدلت برغبتها إلى رودريجو الذى كان قد نفد كل ذهبه ؛ فلم يجد منفذا  إلا أن يستدين ارتكانا على ماله من نصيب فى تجارة أخويها فى الشرق والغرب ؛ وما لبث أن استمرا سبيل الدين ، وزينه له المرابون طامعين فى أرباح تجارته الواسعة ؛ ولم تشعر أونستا يوما بما جرته على زوجها من

الدمار ، فتتلطف فى معاملته وتترفق به ، بل كانت على العكس لا تترك فرصة تمر دون أن ترهقه بطلباتها وتؤذيه بسبابها وبذائتها ؛ حتى لقد فكر جديا أكثر من مرة أن يفر عن الأرض ويعود إلى الحجيم متخليا عن المهمة الملقاة على عاتقه ، وليكن عقابه كائنا ما كان ، فهو أخف بكثير مما يعانيه من أونستا .

      ولكن تفكيره لم يطل ، فقد حلت الكارثة أخيرا ، وترامت الأخبار بأن أخوى أونستا قد أضاعا التجارة التى يعملان فيها لحسابه ، وخسرا كل ما كان قد زودهما به . وما شعر المرابون بذلك حتى جمعوا أمرهم وهجموا على منزل رودريجو ليأخذوا لحمه مقابل الدين تبعا لشريعة فلورنسا فى ذلك العهد .

   لم يكن أمام رودريجو إلا الفرار ، فامتطى صهوة أحد الجياد وفر من المرابين الذين اقتفوا أثره حتى أوشكوا أن يدركوه ، فاضطر لترك جواده وتوغل فى الأدراج المحيطة بالمدينة ، حتى وجد منزلا صغيرا يملكه أحد العمال الطيبين « ماتيو دل بريكا » .

   دخل رودريجو إلى المنزل ، فوجد ماتيو جالسا ، فطلب إليه أن يخفيه عن أعين مطارديه واعدا إياه أن يجعله من اغنى أغنياء فلورنسا ، وقدم له ضمانا لذلك حياته نفسها ، وإذا لم يبر بوعده فعليه أن يعود إلى المدينة فيسلمه إلى مطارديه .

       كان ماتيو رجلا شجاعا رغم فقره ، فوضع رودريجو تحت حزمة من القش ، وضلل مطارديه حتى عادوا بالفشل . وعند ما اطمأن إلى انصرافهم نادى رود ريجو ، وهدأ من روعه ، حتى إذا هدأ هذا قص عليه قصته كلها وسر قدومه إلى الأرض ، وختم حديثه بقوله :

     - ولما كنت لا أملك ما أعطيه لك ، فاننى سألجأ إلى سبيل تضمن فيه الربح ، وذلك بأن اتسلل بروحى الشيطانية إلى جسد إحدى فتيات فلورنسا ، حتى إذا سمعت بذلك تقدمت إلى أهل هذه الفتاة مدعيا أنك تستطيع

إخراج الأرواح الشريرة وتطلب الأجر الذى يرضيك ، فاذا ما اتفقت مع أهلها تقترب من أذنها وتنادينى فأغادر جسدها وتنال أنت أجرك .

     وصدق رودريجو وعده ، فلم تمض أيام حتى أذيع أن ابنة أحد الأشراف السيد (( اميريجو أميدى )) قد تقمصتها روح شريرة ، فتقدم ماتيو إلى أهلها عارضا استعداده لشفائها ، ولكنه طلب أجرا قليلا . فلما اقترب من أذنها ونادى رودريحو أجابه هذا :

     - سأخرج . ولكنك طلبت مبلغا تافها أيها الأبله . لذلك سأحل فى جسد آخر بعد خروجى من هنا . فاذا سمعت بذلك ، فاطلب لإخراجى ثمنا كبيرا يحقق لك الثروة التى وعدتك بها .

    عندئذ خرج الشيطان من جسد الفتاة ، ونال ماتيو الأجر المتفق عليه ، ولم تمض أيام حتى أذيع أن روحا شريرة قد تقمصت جسد ابنة الملك شارلس ملك نابولى . ولما عرف عن ماتيو من القدرة على طرد الشياطين ، فقد استدعى بعد أن عجز الطب والكهانة عن شفاء الأميرة . وبر (( رود ريجو )) بوعده ، فما إن همس ماتيو فى أذن الفتاة حتي أجابه بأنه سيخرج على شريطة ألا يتعرض بعد هذه المرة لاخراجه من أى جسد يحل به ، وهدده بأنه لن يطيعه بعد هذه المرة ما دام قد وفى له بوعده وحقق له من الثروة ما يريد . *

    مرت ايام طويلة غادر فيها « رودريجو » إيطاليا إلى فرنسا ، فحل فى جسد الأميرة الصغيرة ابنة الملك لويس ملك فرنسا ، ولم يكن ذلك حبا فى الشر ، وإنما لأنه كان لا يستطيع أن يظهر بمظهره البشرى خوفا من مطاردة الدائنين .

       حار الأطباء فى ابنة الملك ، فلم يتركوا وسيلة من وسائل العلاج إلا اتبعوها ، وأرسل الملك فى طلب السحرة والكهان ، حتى ترامت آخر الأمر إلى أسماع رسله قصة

شفاء ابنة ملك نابولى وابنة السيد اميريجو أميدى ، وما فعله ماتيو من الخوارق فى الحالتين ؛ فبعثوا فى طلبه ، ورفض ماتيو الحضور متعللا بشتى المعاذير ، حتى اضطر ملك فرنسا أخيرا ان يلجأ إلى مجلس الحكم فى فلورنسا طالبا إليه أن يرغم ماتيو على الحضور لمعالجة ابنته ؛ فلبى المجلس الطلب مراعاة لما بين البلدين من صداقة ، وأرغم ماتيو على السفر . فلما وصل إلى باريس وقابل الملك أخبره بأن هناك أرواحا لا تخضع لأمره ، ولا يستطيع إقناعها بالخروج من الجسد الذى تحل فيه ، وطلب من الملك أن يلتمس له العذر إذا عجز عن علاج الأميرة .

    ولكن الملك ، وقد كان يحب ابنته حبا بالغا ، صمم فى أن يزاول ماتيو علاج الأميرة ، ويبذل قصارى جهده ، وهدده بالشنق إن لم يوفق ؛ ووعده بجزيل العطاء إن نجح فى رسالته ؛ فلم يكن بد من أن يذعن ماتيو للأمر ويتوسل إلى رودريجو مذكرا إياه بما بينهما من صداقة ، وبما قدم له من يد حين أنقذه من مطارديه .

   ورفض رودريجو الخروج فى حزم وأجاب صاحبه قائلا :     - لقد أنقذت حياتى حقا يا سيدى ، ولكنى وفيت لك دينك وقمت بما وعدت به . فلم تحاول الآن إقلاقى ومطاردتى ؟ إننى لن أخرج مهما فعلت ، وسوف يطيح رأسك جزاء مخالفتك لأمرى وجشعك .

    وأسقط فى يد ماتيو وشعر بأن حياته وشيكة الانتهاء ، فأخذ يفكر فى الأمر وفى موقفه التعس ، حتى لاحت له بارقة أمل ، فالتفت إلى الملك بعد أن أمر بإخراج الفتاة من الغرفة وقال :

      - لقد رفض الشيطان الخروج يا مولاي ، وليس أمامى غير طريقة واحدة ، هى أن تجمع كل عظماء المملكة وقوادها ، وتدعو الشعب كله إلى الحضور غدا إلى أوسع ساحة فى المدينة ، ثم تأمر بجمع كل حملة الطبول ليكونوا تحت أمرى فى صباح الغد ، وعندئذ سأحاول آخر محاولة ؛ فتجلسون جلالتكم والقواد على مرتفع ، وتقف الاميرة

يحيط بها كاهنان ، ويقف الشعب فى الساحة تتقدمه الطبول وفرق الموسيقى ، وكل ما يستعمل فى الحرب من آلات ، حتى إذا ما أشرت إلى الجنود إشارة خفية دقوا الطبول بأقوى ما يكون من الشدة ، واصطنع الموسيقيون أبشع الألحان وأشدها بعثا للرعب فى النفوس .

        بكرت جموع الشعب فاحتلت أماكنها فى الساحة وتقدمتها الجنود وحملة الطبول والموسيقيون ، وأقبل الملك فى حاشيته ، وسكت الجمع حين تقدمت الأميرة الصغيرة يحيط بها الكهان ورجال الدين .

     وفى الموعد المحدد قدم ماتيو وصعد إلى المرتفع حيث تقف القتاة ، فاقترب من أذنها وهمس مخاطباً (( رودريجو )) :

        - أيها الصديق . ألا تنقذ حياتى فتغادر جسد هذه الفتاة ، وأعدك بألا أتعرض لك بعد هذه المرة ؟

         وأجاب رودريجو ضاحكاً :         - لقد نفذ السهم . من قال لك أن تعصانى . وما هذه الجموع التى تقف على هذا المرتفع ؟

     - هم الملك وأتباعه ينتظرون أن أوفق إلى إخراجك أو يأمرون بشنقى .

      - إذا دعهم يشنقوك ، فسأرى فى رأسك المعلق منظرا بديعا .

        . . . . عندئذ أدار ماتيو ظهره وسار حتى شارف نهاية المرتفع فأشار إلى الجند ورجال الموسيقى المختفين في الساحة المنخفضة أن يبدأوا . . .

       ودوت الطبول بشدة رهيبة ، وعلا صوت الموسيقى مزعجا يصم الآذان ، فارتعد رودريجو فى مخبئه من جسد الفتاة ، واضطرب اضطرابا شديدا ، ولم يدر من أين يصدر هذا الصوت ، إذ رأى الملك والحاشية فى مكانهم لا يتحركون فصاح بماتيو :

- ما هذه الضجة أيها الصديق ؟ . وأجاب ماتيو فى خبث متظاهرا بالدهشة :

- أوه . يا للحظ السئ ! إنها زوجتك آتية من بعيد ، ومعها أهلها وأقاربها ، ترى من دلهم على مكانك ؟ .

ومضت فترة سكون بعد أن هدأت الضجة ، دهش الجمع الحاشد بعدها حين رأوا الأميرة الصغيرة تتقدم إلى والدها وقد استردت صوابها وعادت إلى حالتها الطبيعية . وما كان أشد فرح الملك بذلك حتى لقد أمر لماتيو بالعطاء الجزيل والهدايا النفيسة !

أما رود ريجو فقد عاد إلى جهنم قبل أن تمضى المهلة التى منحها لكى يقدم تقريره ؛ ولكنه مع ذلك قدم تقريرا وافيا ثبت منه أن ما يقوله الرجال المساكين هو عين الصواب .

اشترك في نشرتنا البريدية