الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد التاسع عشرالرجوع إلى "الرسالة"

بلياس ومليزاند

Share

( تابع )

مليزاند - خل سبيله ... قد يباغتنا أحد ... بلياس - كلا .كلا . لن أطلق سراحك الليلة . أنت سجينتى ، وستظلين كذلك الليل كله ... مليزاند - بلياس ! بلياس ! بلياس - لن تستطيعى الفكاك بعد ذلك ... إنى أربط شعرك حول الأغصان 0٠٠ لم أعد أتالم وسطه .. .أتسمعين قبلاتى ترقص على امتداده ؟ إنها تتسلقه ، ويجب أن تحمل كل شعرة إليك قبلة ... أنظرى .. أستطيع الآن أن أفتح يدى ..٠ أترين ؟ هاتان يداى مفتوحتين طليقتين ، ومع ذلك تعجزين عن هجرى والابتعاد عنى! ( يخرج من البرج يمام ويطير حولهما ) مليزاند - أوه ! آلمتنى ... ما هذه الطير التى تحوم فى الفضاء حولي ؟ بلياس - اليمام خرج من البرج .. لقد أفزعته فطار مليزاند - أنه يمامى يابلياس ! اذهب من هنا ودعنى وحدى .. لن يعود إلى يمامى ! بلياس - ولماذا ؟ مليزاند - سيضل فى الظلام ... دعني أرفع رأسى ...إنى، اسمع وقع أقدام ... اتركنى بربك ... إن ( جولو ) مقبل علينا ! أعتقد أنه هو ! لقد سمع حديثنا ..

بلياس - انتظرى ! انتظرى ! شعرك عالق بالاغصان00 وقد إشتبك فى سواد الليل 0 انتظرى ! انتظرى!000 التف الكون بالظلام 000 ( يدخل جولو من الطريق المستديرة جولو - ماذا تصنع هنا ؟ إلياس - ماذا أصنع هنا ...؟ إنى ... جولو _أنتما طفلان ... مليزاند ، لاتنحنى هكذا على النافذة... سقطين .. انستما ان شطرا كبيرا من الليل قد تردى فى هوة الماضى ...؟ كاد الليل أن ينتصف ... لا يجوز أن تلعبا فى الظلام كما تفعلان الآن ... أنتما طفلان .,( ثم يقول فى إنفعال شديد ) أى طفلين ، أى طفلين ! ( يخرج مع بلياس)

المنظر الثانى:

(كهوف تحت القصر . يدخل جولو وبلياس)  جولو - أحترس ٠٠٠ من هنا من هنا 000 ألم تلج قط  هذا المكان ؟ بلياس - إلى ، مرة واحدة ... وقد مضى على ذلك زمن طويل جولو - إذن انظر ... ها هو ذا الماء الراكد الذى حدثتك عنه .. اتشم رائحة الموت التى تنبعث منه ؟ هلم نتقدم حتى نبلغ آخر الصخرة المطلة على الماء ، ثم إنحنى عليها قليلا ... ستهب عليك الرائحة وتصدم وجهك .. إنحنى ولاتخف ، سأشد أزرك .. أعطنى .. لا . لا .. لا أريد يدك .. أخشى أن تفلت من يدى .. أعطنى ذراعك ... أترى الهاوية ؟ بلياس ؟ بلياس ؟ بلياس - نعم . أعتقد أنى أرى قاع الهاوية .. أهو النور الذى يهتز هكذا .؟ ..أنت ... جولو _نعم . إنه المصباح فى يدى يهتز .. انظر ، إنى أحركه لأنير الجدر .. بلياس - إنى أختنق فى هذا المكان . هلم نخرج جولو - لك حكمك ( يخرجان فى صمت)

المنظر الثالث :

( شرف terrace عند مخرج الكهوف ) بلياس - آه ! الآن أتنفس بعد ضيق ... اعتقدت ،لحظة، أن الدوار سيصرعنى فى هذه الكهوف الهائلة .. كنت على وشك السقوط .. فى ذلك المكان المخوف هواء رطب ثقيل كأنداء من الرصاص ، ظلمات كثيفة كعجين مزج بالسموم .. وهأنذا أملاً

رئتى بهواء البحر كله ..! إنى لأجد نسيما منعشا نضيرا ، كزهرة تفتحت فى هذه اللحظة وسط أوراق صغيرة خضراء .. آه ! لقد سقيت منذ قليل الأزهار المغروسة امام الشرف، والنسيم تحمل إلينا رائحة العشب المبلل ويفوح بشذى الأزهار وعطرها.. حان وقت الظهر أو كاد , وآية ذلك أن ظل البرج قد أدرك الأزهار. انتصف النهار، لأننى أسمع دق النواقيس وأرى الأطفال يجرون نحو شاطئ البحر للاستحمام .آه! أنظر . أمنا ومليزا ندفى إحدى نوافذ البرج جولو - نعم إنهما لجأتا الى ناحية الظل بعصمهما من حرارة الشمس .. و بمناسبة مليزاند أقول لك إني سمعت ما جرى وما قبل أمس مساء . إنه حديث أطفال يلعبون ، وأعرف ذلك جد المعرفة ولكن يجب ألا تعودا إلى ما كنتما فيه من حديث ولعب . إنها رقيقة الحس ورقيقة الأعصاب، وحالها تتطلب معاملة فيم حسن السياسة ولطف الكياسة ، لأنها فوق ما ذكرت تحمل فى أحشائها جنينا وستصبح أما فى القريب العاجل . وأقل إنفعال قد يصيبها بمكروه . وليست هذه بأول مرة أخرى فيها ما يجعلني أظن أن بينك وبينها أشياء .. إنك أكبر منها سنا ، ويكفى أن أقول لك ذلك .. تجنبها ما أستطعت ، ولكن فى غير تصنع.. أسمعت ؟ وفى غير تصنع ( يخرجان )

المنظر الرابع :

( أمام القصر0 يدخل جولو وولده إينيولد الصغير ) جولو - تعال نجلس هنا يا إينيولد 0 تعال 0 على ركبتى 0سنرى من هذا المكان ما يجرى فى الغابة . لم أعد أراك يا بنى منذ أيام كثيرة . أنت أيضا تهجر فى وتزور عنى معرضا ! إنك فى كل حين عند أمك الصغيرة ( يعني ملنزاند )00 آه ! ها نحن أولاء نجلس تحت نوافذها مصادفة 00 لعلها فى هذه اللحظة تؤدى صلاة المساء 00 ولكن دعنا من هذا وقل ، يا بنى : إنها تقضى أكثر وقتها مع عمك بلياس ، أليس كذلك ؟ ( يتبع )

اشترك في نشرتنا البريدية