الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 588الرجوع إلى "الرسالة"

بيان إلى صحف الأقطار الشقيقة

Share

بلغنى من أحدهم بطريق المصادفة أن بعض صحف الأقطار  الشقيقة تنسب ألى رأياً خاصا فى الوحدة العربية، كما تشير  إلى تهم قيل إنها صدرت منى ضد بعض الأدباء فى تلك البلاد. ولم  تقع فى يدى حتى الآن صحيفة من تلك الصحف أطالع فيها  تفصيل هذه الأخبار الغريبة. ولكنى أكتفى هنا بأن أرجو  من صحف البلاد الشقيقة أن تضن قليلا بحسن ظنها فى صحة  الأقاويل والإشاعات التى تنسب إلينا، وألا تلقى بالا إلى غير  ما ينشر موقعا عليه بأسمائنا من مقالات أو تصريحات، فإن  بدعة   (أحاديث المجالس)  المتفشية الآن فى الصحافة الحديثة  لم يبق فاصلا بين الجد والهزل، ولم تجعل حدا بين الحقيقة  والخيال. وقد يأتى اليوم الذى أحاسب فيه أيضاً على تلك    (النكات)  والدعابات التى يضعونها على لسانى تحت الصور  الكاريكاتورية فى المجلات الأسبوعية، أو ما يرد من حين إلى  حين فى صيغة   (قال لنا الأستاذ فلان. . .)  كل هذا يجب أن  يؤخذ مأخذا خفيفاً، وأن يقرأ مع الابتسام، لا أن يجعل  أساساً لحقائق يدور حولها الكلام. . . وكنت أود أن يفطن  الناس إلى ذلك منذ زمن، فلا يجعلوا مثلى مسؤولا إلا عما يحرر  بقلمه أو ما ينشر بإذنه، ولقد بحثت فى ذاكرتى فلم أجدنى نشرت  أكثر من مقالين أدبيين منذ عام، ولم أسمح بأكثر من حديثين  جديدين، ولم تكن الوحدة العربية موضوع بحث أو سؤال، ولا  كان الأدباء محل نظر أو جدال. خصوصا وان اطلاعى على  الصحف أو الكتب، ومعلوماتى عن كتابها ومؤلفيها من أبناء  البلاد الشقيقة هى للأسف من الضآلة بحيث لا تبيح لى الكلام  فيها. ولابد لى من وقت أعالج فيه هذا النقص، وأتوفر على  الإحاطة بالإنتاج الحديث وأصحابه قبل إبداء الرأى أو توجيه  الاتهام أو إزجاء الثناء. وأملى أن يوفقنى الله إلى القيام بهذا

الواجب فى القريب. فإن أقل ما ينتظر منا هو أن نكشف  للعيون عن ثمرات القرائح الناضجة فى حدائق جيراننا.  تلك غايتنا. فإذا عجزنا عن إدراكها سكتنا على مضض.  أما أن نتكلم بشر فهذا ما لا يكون منا أبدا. وأخيرا أكون  شاكراً لو تفضلت كل جريدة عربية فى كل قطر عربى بنشر  هذا البيان، إقرارا للحق فى نصابه والسلام. . .

اشترك في نشرتنا البريدية