الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 261الرجوع إلى "الرسالة"

بين الرافعي والعقاد

Share

جاء في بحث الأستاذ سيد قطب عن العقاد والرافعي في (الرسالة  رقم ٢٦٠)  ما اعتبره الأستاذ تناقضاً بين تلخيص الرافعي لرأي  الفيلسوف شوبنهور في الجمال وبين رأي الفيلسوف الحقيقي

وبرجوع القارئ إلى ذلك البحث وتدبِّره لا يذهب  مع الكاتب فيما ذهب إليه من وجود ذلك التناقض. ولعل الأستاذ  قطب يقرنا على ذلك

فقد قال شوبنهور ما نصّه: (إن الأشياء (تسرنا)  كلما  قربت من عالم الفكرة وابتعدت عن عالم الإرادة) وقال الرافعي  فيما اعتقده رأياً للفيلسوف (إن الأشياء (تحزننا) كلما ابتعدت  عن عالم الفكرة واقتربت من عالم الإرادة)، ثم قال (وإنها  (تفرحنا) كلما ابتعدت عن عالم الإرادة واقتربت من عالم الفكرة)

فإنه واضح من مراجعة الكلام بأنه لا تناقض بين قولي  الرافعي الأول والثاني فهما رأي واحد لا تناقض في مضمونه.  ولعل الأستاذ قطب قد اعتبر عكس الألفاظ في شقي القول أساساً  للتناقض وقد غاب عن خاطره أن (تحزننا) عكس (تفرحنا)  . ثم نحن لا نجد (مسخا)  لرأي الفيلسوف لأن الرافعي لا يناقض في  أي من قوليه رأي الفيلسوف (وهما ينطبقان عليه تمام الانطباق)

ونحن إن أخذنا على الأستاذ قطب عدم تدبره في الحكم في  هذه الحالة فنحن نأخذ على الأستاذ الرافعي، رحمه الله، عدم  وثوقه بترجمة الأستاذ العقاد مع أنه انتهى في تلخيص رأي الفيلسوف  إلى ما ترجمه العقاد

وليسمح لنا القارئ إن نحن طالبنا الكاتبين عن أدب الرافعي

والعقاد ألا يتخذوا من عبارات وألفاظ مستهجنة (جاءت معبرة  عن حالة عاطفية)  أساساً يدعمون به حكمهم على كل من الأديبين  الكبيرين. ونحن ندعوهم إلى بحث شخصيتهما الأدبية في مخلفاتهم  التي تركاها وهم أكثر ما يكونان سكونا وهدوءاً فيجيء حكمهم  نزيهاً معتبراً في نظر القراء ويسلمون من كثير من المهاترات  التي تصيبهم بين الحين والحين فلسطين

اشترك في نشرتنا البريدية