الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 587الرجوع إلى "الرسالة"

بين الفلسفة والدين

Share

قلت للأخ العزيز الأستاذ درينى خشبة إنى حاضر لمساجلته  حول نظرية وحدة الوجود، على أن يكون أساس المساجلة أن  نترك التفكير فى أن هذه النظرية تجنى على العقيدة الإسلامية،  فكيف كان رأيه فى هذا الأساس؟

تفضل فقال:   (هذا شرط عجيب، ولست أؤثر أن أقول إنه  شرط خبيث!)  ثم كرر هذه العبارة بعد سطور من مقاله الجميل! وأقول إن من حقه أن يصف ذلك الأساس بما يريد،  ما دام مخلصاً فى الوصف، وهو فى نظرى من أهل الصدق  والإخلاص

ولكنى لا أقبل أبدا إخضاع الفلسفة للدين، لأن هذا  يبعدها عن مراميها، ويصدها عن رياضة الفكر على التحليق فى  آفاق المجهول من سريرة الوجود

والخير للإسلام وأهله أن لا نزج به فى جميع التيارات  الفكرية، فهذا المسلك يبلبل الخواطر ولا يعود على العقيدة  الإسلامية بأى نفع وإن ضرره لمحقق

وأقول أيضاً إنى لا أجعل الإسلام فى بالى عند كل فكرة  يجول فيها عقلي، لأن هذا تعسف وتكلف، ولأنه صد للفكر  عن الخوض فى الحدود والفروض وهى المفتاح لمغاليق الثروة العقلية والأستاذ درينى قال وكرر القول بأنه يريد لنفسه وللناس  إيماناً بسيطاً، فأنا أرجوه أن يثبت على إيمانه البسيط، على  شرط أن يسمح لرجل مثلى أن يختار الإيمان المعقد إلى أبعد  حدود التعقد والاشتباك، وهو الإيمان بوحدة الوجود، وهو  إيمان فلسفى لا أريد وصله بالعقيدة الإسلامية، لأنى أكره

الخلط بين الفلسفة والدين، ولأنى أمقت مراءاة الناس أما بعد؛ فهل تريد أن نتساجل على هذا الأساس الذى  طاب لك وصفه بأنه أساس عجيب أو خبيث؟! وفى انتظار جوابك أقدم إليك تحية الشوق وصادق الثناء

اشترك في نشرتنا البريدية