وصاعدة في الجو . يطمح برجها
بغارب جبار أشم وأطراف
يشق فؤاد الأفق منها ذؤابة
ويزحم ركب الريح منكبها الصافي
على غاريبها رهبة وجلالة
وفي عضديها ريضة الأسد الغافي
أري جبروت المال فيها فأتتنى
على رجفة في صفحتي وأعطافي
فليس حديداً ما أحتواء أديمها
ولا حجراً . لكنه الذهب الصافي
* * * *
بروعك منها - وهي خرساء - حكمة
مقاطعها الفصحى صياغة آلاف
خطيب وإن لم يرفع الصوت أو بشر
ففي صمته الإقناع والمنطق الشافي
خبير بأسرار البيان مفوه
وإن بك لم ينثر كرائم أصداف
يحدث أن المجد للمال وحده
يسود الورى في ظله كل معتاف
يقول : هنا رفه الحياة وطيبها
لدي مربع تضر الخميل ومصطاف
هنا لغة الأرقام ، ما في حسابها
مجال لشعر ذي خيال وأطياف
هنا عصب الدنيا ، وشريان قلبها
وموكب دهر في جنود وأسياف
هنا الشعر ، إلا أن جرس رنينه
لأصفر محمود الوضاءة رقاق
هو المال . مصباح الحياة لسالك
يبدد من آفاقها كل أهداف
إذا مال ميزان الحظوظ أعاده
إلي خطة مثلي ، وشرعة إنصاف
طبيب ، وإن لم يشتهر عنه مبضع
شقيق ، وإن لم يجتمع صلب أسلاف
أخ لم تلده الأم ، يوفي بوعده
ورب شقيق في الأبوة خلاف
مني تلق عبثا في حمي المال نلقه
على ما جدر ضخم العطية مضياف
يرد الجبان الكسر أروع مدرها
ويغري إلي هيجائها كل خواف
ويحفظ وجة الحر عن أن يريقه
لعباس وجه في مقالته جافي
ويغنيك عن لقيا وجوه بغيضة
تتافق مضطراً علي بغضها الوافي
على المال امضتها يد العدل قسمة
على سوقة في العالمين وأشراف
فما بالهم اضفوا على الفن زخرفا
غلائل مدح في تهاويل أفواف
لعمرك . ما الآداب إلا عملالة
كما عللت بالغزل ! إصبع صواف
وما الفن - حتى الشعر - فيما أظنه
سوى سجع كهان ، وكذبة عراف
