ختم الأستاذ الكبير أحمد أحمد أمين بك مقالاته القيمة عن السيد عبد الرحمن الكواكبى وبهذه المناسبة لا بد من ملاحظة أن والد السيد عبد الرحمن لم يكن مدرسا فى الجامع الأموى بدمشق ، كما ذكر صاحب العزة أحمد أمين بك ، ولكنه كان أحد مدرسى الجامع الأموى بحلب ؛
وأن جامع حلب الكبير يسمى الأموى ، كما يسمى بذلك مسجد دمشق العظيم . ولعل ذلك هو السبب فيما وقع فيه الأستاذ الجليل من السهو ؛ فإن كثيرا من القراء والكتاب لا يعرف أن جامع حلب الجامع يسمى بالأموى . فإذا قيل إن فلانا كان مدرس الأموى انصرف ذهنه لأول وهلة - ولو كان المتحدث عنه حلبيا لم يغادر حلب فى حياته - إلى الجامع الأموى بدمشق ، هذه واحدة . والأخرى : هي أن الأستاذ أجمل القول فى حياة الكواكبى بمصر ، وهى الفترة التى قضاها بعد عودته من مؤتمر أم القرى ، فلم يد كر لنا شيئا عن حاله فى القاهرة ، ثم أوجز جد الإيجاز فى خبر وفاته المفاجئ فى ٦ من ربيع الأول سنة ١٣٢٠ هـ .
وكنت أحب لو أن الأستاذ الجليل - وقد تصدى للكتابة عن الكواكبى - جلى هذه الفترة الغامضة من حياة الكواكبى ، وناقش الظروف والملابسات التى صاحبت وفاته المفاجىء ، فإن الظن الغالب أنه لم يمت ميتة طبيعية ؛ وإن قليلا من البحث فى تلك الظروف والملابسات ربما كشف لنا عن مأساة من مآسى الاستبداد ، ذلك الاستبداد الذى لاحق الكواكبى وطارده فى كل مكان ، والذى حاول الكواكبى تحطيمه وهدمه بكتابه طبائع الاستبداد .
وما دمنا فى سبيل الحديث عن الكواكبى فلا بأس
من بعض الاستطراد . ففى مثل هذا الشهر من العام الماضى نشر كاتب غابه الاسم مقالا فى مجلة المصور (1) يقول فيه :
وكان السيد عبد الرحمن الكواكبى من أعلام العرب العراقيين النازحين إلى مصر ؛ ثم ذكر أنه كان من دعاة الوحدة العربية . وحاول هذا الكاتب الفاضل أن يصبغ كل أعمال الكواكبى بالصبغ العربى .
ويظهر أن صاحبنا كان معجلا - بحكم عمله فى صحيفة أسبوعية لا بد من صدورها فى موعدها المحدد - فلم يتبين أن الكواكبى سوري حلبى لا عراقى ، كما لم يدرك أن الكواكبى لم يكن من دعاة الوحدة العربية ولا من مجنديها ، لأنه كان يدعو - ما وسمعته الحيلة - إلى فكرة أسمى وغرض أعلى من الوحدة العربية ، فإنه كان من دعاة الوحدة الإسلامية العامة الشاملة .
ولو أن كاتب ذلك المقال قلب صفحات " أم القرى " وقرأها لتبين له مبلغ ما حشا به مقاله من أوهام .
2
فى العدد (300) من الثقافة الغراء نقل الأستاذ أحمد صفوان ٢٨ سطرا فى الرد على العلامة النشاشبى ، قال إنه نقلها من حواشى شروط الأئمة الستة ، ولكنه لم يحدثنا بشىء عن صاحب هذه الحواشى التى نقل منها ٢٨ سطرا كاملة ؛ وأنا أقول للقارىء الكريم إن هذه الحواشى من وضع العلامة محمد زاهد الكوثرى وكيل شيخ الإسلام التركى سابقا ونزيل القاهرة الآن . كما أهمس فى أذن الأستاذ صفوان بأن تلك الحواشى ليست كتاب شروط الأئمة السنة - كما توهم - وإنما هى على كتاب شروط الأئمة الخمسة المنشور مع كتاب شروط الأئمة الستة .

