الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 463الرجوع إلى "الرسالة"

بين ديكارت وابن يعيش

Share

نعلم كيف أثبت ديكارت وجود نفسه، فقد قال: أنا أشك  فأنا أفكر، فأنا إذن موجود. وبالأمس كنت أقرأ في شرح ابن يعيش على مفصّل  الزمخشري فوقفت فيه على قوله:   (. . . ألا ترى أنك إذا قلت:  عدمتُني، فمعناه علمتُني غيَر موجود. ومحال أن تعلم شيئاً وأنت  غير موجود، لأنك إذا علمت كنت موجوداً، وصحته على الاستعارة)   ص٨٨ ج ٧ ط المنيرية   (ولا طبعة مصرية غيرها فيما أعلم) . فأنت ترى أن ابن يعيش المتوفى سنة ٦٤٣ هـ سبق ديكارت  الذي عاش في النصف الأول من القرن السابع عشر   (١٥٩٦ -  ١٦٥٠)  إلى الشعور بالفكرة التي قام عليها عمود من أعمدة  فلسفة أبي الفلسفة الحديثة.

سبق أبنُ يعيش ديكارت إلى الشعور بهذه الفكرة، ولكن  ديكارت جاء بعد ذلك فصاغها في منهج فلسفي متين، فكان  هذا الفرق بينهما. أفلا يوحي هذا بالا نتهم الشرق بقصور عقله وألا نغالي  في تمجيد عقل الغرب؟ المنهج وحده هو الذي ينقص الشرق.

اشترك في نشرتنا البريدية