الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 175الرجوع إلى "الثقافة"

بين قاسم أمين، ودوق داركور، ٢ - كتاب " مصر والمصريون (*) "

Share

لنبحث كتاب " مصر والمصريون " بحثا هادئا ، ولنجمل لك ما فيه من الآراء حتى نري إلي أي حد كان مؤلفه الدوق داركور  على حق فيما ذهب إليه من نقد الجماعة المصرية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر . والكتاب كما أسلفنا صورة - قد تكون غير عادلة - لنواح من الحياة المصرية في نهاية ذلك القرن ، ولاشك أن قوما مثلنا يفيدون كثيرا من ذكري هذه الدراسات ، بل لابد أننا واجدون نقطا تثير البحث في كتاب مثل هذا كتب عن مصر خاصة .

أول ما لاحظه الدوق الفرنسي أن مصر لا تتمتع بخلق قوي واضح ، وأن في المصريين ضعفا قوميا عاما . أما المجد الفرعوني العابر فقد عفت آثاره ، وأما الأمة المصرية نفسها فقد عانت من الظلم ما نزل بها إلى المستوي الأدنى من الحياة . وقد تدهور الخلق القوي منذ نهاية العصر القديم لما عانت البلاد من الحكم الأجنبي ، فقد كانت في تاريخها الوسيط والحديث مسرحا للغاصب الأجنبي أما أبناؤها

فقد كانوا من ضحايا القوة الغشوم حكمهم المماليك خمسة  قرون فكان لحكومتهم أثر سئ ، لأنها بأعدت بين أهل  البلد وبين مناصب الحكم ، ولأنها عزلت الحكام عن المحكومين فأصبحت الفرقة بين الحاكم والمحكوم تقليدا سري في نظم الحكم حتى أيام إسماعيل . أما الظلم الذي

يعانيه الفلاحون فهو بليغ لأنهم يسخرون من غير أجر ويعيشون في ظروف أتعس من ظروف العبودية الأولى . فليس الظلم هنا شيئا خياليا ، وإنما هو مظهر مادي يدل علي  ما وصل إليه الفلاح المصري من الضنك والفقر والفاقة ، ويدل كذلك على ما ورثه من القرون الأولى من الذل والهوان . كل ذلك فت في حياة مصر فجعلها جسما ضعيفا  لا تتردد فيه روح القومية .

وعنده أن أشد ما أوهن الروح القومية عند المصريين إنما هو تهاونهم في التربية العسكرية ، فالمصريون ينفعهم النشاط العسكري العنيف ، وليس لهم عهد طويل بنظام الجندية ، وحين أهملوا تربيتهم العسكرية فقدوا روح المغامرة  واكتفوا بالخلق الزراعي الذي وثق بينهم وبين الأرض  التي يزرعون . فأصبحوا وهم لا يفكرون في شئ ما خلا  الأرض ، وضاقت آمالهم لأنها اقتصرت على ذلك الوادي  الضيق الذي يمتد علي ضفتي النيل . أما الروح الحربي الذي  بدأه محمد على في تكوين الجيش فقد كان موقوتا بالانتصارات  التي حازها ، فقد وهن الجيش بعد محمد على فأصبح هزيلا ، وكان انتصار الانجليز عليه محققا ميسورا .

وانتقل الدوق بعد التحدث عن القومية في مصر إلى نقد الطبقات الاجتماعية فيها ، وهو أرستقراطي لا تستقيم  الجماعة عنده إلا إذا كان فيها طبقات اجتماعية تختلف كل  واحدة عن الأخرى . وهو يري أن النظام الأوربي في  مصر يكاد يكون كاملا لأن كل طبقة من طبقات المجتمع  تؤدي واجبات خاصة ، وأن الذي يحدث الفروق بين كل  طبقة وطبقة إنما هو اثنتان : الوراثة والتربية فكل فرد  من أفراد الطبقة العليا يورث أولاده وحفدته ما بلغ من  مجد وما أصاب من مال . أما في مصر فإن الدوق داركور  لم يجد مثيلا للطبقات في المجتمع الأوربي ، لأن صلات  الأسرة المصرية ضعيفة واهنة ، أضعفها الطلاق وتعدد

الزوجات والرق ، ولأن توغل الأجانب فى الحكم لم يسمح للمصريين أن يكونوا منهم طبقة أرستقراطية حاكمة ، ولأن المرأة قد أهملت التمتع بسلطتها على ما تملك فأصبحت  متاعا يملكه الرجل ، ولأن الأرض جميعا كانت ملكا  للوالي حتى سنة ١٨٧١ ، ولم توزع حين وزعت بقسطاس  عادل لأنها أعطيت لمن استطاع أن يدفع مقدما ضرائب  ست سنوات . كل ذلك لم يسمح للطبقات في مصر أن  تتكون ، ولا أن تدرك كل منها ما هي مطالبة به من  الواجبات والخدمات في الحياة العامة . فإذا كانت أوربا قد عانت من وجود اختلاف بين طبقاتها فقد عانت مصر من أنها لم تعرف نظام الطبقات على الإطلاق .

على أنه يري أن فئات من الناس في مصر هي التي تتمتع بأكثر الخير . وأن هذه هي التي تحل فيها محل الطبقة العليا في المجتمع الأوربي من غير أن تؤدي الخدمات التي تقوم بها تلك الطبقة . وليست هذه الفئات من صميم المصريين بل هم دخلاء : فئة منهم ينتمون إلي الأصل التركى ، وشراذم أخري جاءت من ألبانيا والقوقاز وأرمينيا وبلاد اليونان ومالطة كلهم يريد استغلال البلاد بأقرب سبيل وبأدنأ وسيلة ، وكلهم يتفقون في اثنتين : في أنهم مسلمون أولا ، وفي أنهم غير مصريين ثانيا . أما الماليك فقد ظلوا قرونا وهم الطبقة الحاكمة في هذا البلد ، وقد استأثروا بالسلطة خلال تلك القرون ،

وتكثرا بالبيع والشراء ، دون أن يتكثروا بالولادة والزواج . وظلوا يكونون الأرستقراطية الحاكمة ، حتى قضى على سلطتهم محمد على في سنة ١٨١١ . و بذلك سقط  نظامهم الحكومي ، لكنهم خلفوا في مصر تقاليد تنم عن ضعف المحكوم وطغيان الحاكم . فأما الاتراك ومن لف لفهم من الأرمن والشراكسة فقد ظلوا يستأثرون  بمناصب الجيش العليا حتى آخر عهد إسماعيل ، فكأنما حلوا محل المماليك فى التمتع بسلطان الحكم . أما الدخلاء

الأجانب فهم أيضا يستغلون مصر استغلالا ماكرا لا رحمة فيه ، ومعنى ذلك أن المصري مضيع بين فئات من الناس يأخذون ولا يعطون ، ويغنمون ولا يغرمون .

ويصل الدوق داركور بعد ذلك إلى الفصل السادس من كتابه فيعالج موضوعا هاما ، لعله هو الذي أثار قاسم أمين ، بل لعله هو الذي دفع قاسم أمين إلي الكتابة عن المرأة .

لقد لاحظ في جولاته أن تحجب النساء في مصر ، شائع مطلق عند الأغنياء . وأن المنازل المصرية نفسها قد بنيت لتحجيبهن ؛ ففن العمارة في مصر قد مضي في أطوار متعاقبة ، لكنه في كل طور منها كان متأثرا بفكرة الحريم . هذه المداخل الملتوية ، وتلك المشربيات التي تطل على حوش داخلى ، وذلك التخطيط الذي يفصل قسم الحريم عن قسم الرجال ، كل ذلك يدل على أن الحجاب في مصر كان بالغ التأثير ، وكل ذلك يدعو إلي التفكير في أسباب الحجاب .

أما السبب الاجتماعي للحجاب فقد رآه في حالة الخوف والذعر التي نشرها النظام الحكومي المستبد في مصر . ذلك بأن الجماعة المصرية كانت تقوم في نظره على فكرة واحدة هي الخوف ؛ خوف المظلوم من الظالم ، وخوف المحكوم من الحاكم ، وخوف الضعيف من القوي . وكان الرجل يخفى كل ما يملك لأنه مستضعف تهدده السلطة المادية الجائرة . وكانت المرأة من أنواع المتاع الذي يخفيه الرجل . وقد قضى على المرأة بالحجاب خوف الحاكم المستبد الظالم . وذلك الذي كان يخفي المال في أغوار الأرض كان يخفي المرأة في أعماق البيت .

فهو في كلا الحالين يخشى على شطر مما يملك ، وهو يعيش في حالة من الفزع تهدده القوة الغشوم ، والقوة الغشوم كانت تغتصب المال كما تغتصب النساء . إنه يجاهد في

حياته ليبقي وهو في جهاده هذا يحرص على زوجه كما يحرض على الفضة والنضار ، ذلك إذا تفسير للحجاب الذي ضربه الرجل على المرأة ، وهو تفسير لا يمت إلي الدين بأي علاقة من العلاقات

أما السبب الديني لحجاب المرأة عند دوق داركور فهو أن الاسلام قد أمر به ، ذلك بأن الاسلام في نظره قد تدخل في كل العادات الشخصية التي يتبعها المسلمون والمسلمات ، فهم مقيدون بأوامر دينهم ونواهيه فيما يقل أو يجل من الامور . والدين يملى عليهم ما يفعلون في حركتهم وسكونهم ، وفي ملبسهم ومأكلهم . وقد أمرهم بالحجاب ، فكان ذلك أساسا من أسسه وحينما تحجبت النساء انحطت المرأة المسلمة وأصبحت في معزل عن الحياة العامة ، وعاشت في جو تغشاه الخرافات وتتجلي فيه الغرائز

الدنيا . بل لقد أصبحت هذه الخرافات وتلك الغرائز من بين الغايات التي يعيش لها المجتمع المصري ، لأن الأطفال قد نشأوا في هذا الجو الفاسد الذي تملأه القصص البذيئة والعادات المخنثة . وفي مثل هذه الحياة الاجتماعية القاصرة لا يستطيع الذين أوتوا شيئا من العلم الحديث أن يفيدوا مما تعلموا . حتى الفتيات اللاتي تعلمن في مدارس أوربية أسأن فهم الحياة في أوربا ، فقرأن أسوأ الروايات وأسأن التصرف فيما أوتينه من حرية ضئيلة محدودة .

ويبدأ دوق داركور كتابه الثاني عن مصر والمصريين بحديث عن تأخر الحركة الفكرية في مصر ، وهو حين يعرض لهذا الأمر يعود إلي الإسلام ثانية ، لكنه يعود في هذه المرة أشد عنفا وأكثر تجنيا .

والدين عنده هو السبب الأساسي في هذا التأخر الذي لاحظه في كل بلد إسلام وقد ادعي أن الاسلام لا يحض على البحث في العلوم غير الدينية ، لذلك احتقر المسلمون علوم الغرب ، واعتقدوا أن القرآن قد حوي بين دفتيه علوم

الأولين والآخرين وأن كل ما عداه باطل . بل هو ينكر على العرب الأولين أن كان لهم مدنية خاصة ، لأن المدنية لا تقوم إلا على أساس علمي ، والعلم عندهم لم يكن يخرج عما أتي به القرآن ، لذلك أمر عمر بإحراق مكتبة الإسكندرية !  ثم إن العرب لم يحاولوا استكشاف علوم الدنيا لأنهم  نصبوا لأصول دينهم وآمنوا بالقضاء والقدر ، لذلك قامت مدنيتهم على قوام المدنيات العتيقة . فالنسطوريون كانوا هم أمة الطب في سوريا ، والاغريق هم الذين أدخلوا

الرياضة في ممالك العرب ، والفن البيزنطي هو الذي أوحي إليهم أصول الفن العربي . وبالجملة فقد كان المشرق مشبعا بآثار المدنيات القديمة حينما غزاه العرب ، فما استولوا عليه حتى ظهرت مخلفات هذه المدنيات . أما شبه الجزيرة العربية نفسها فلم تكن صاحبة مدنية خاصة تستطيع أن تسميها " المدنية العربية " .

وهو ينثني إلى حالة العلوم والآداب في مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ؛ فيدعي أن مصر ما زالت - على الرغم من أنها ملتقي الشرق والغرب غارقة في بحار الجهالة . فالحياة العلمية فيها قاصرة على بعض الدوائر الأوربية المحدودة ، وقلما ينشر كتاب في العاصمة . أما دار الكتب المصرية فقد امتلأت بمخطوطات قديمة مكدس بعضها فوق بعض . والكتب الأوربية ليست أحسن نظاما من الكتب العربية .

وبالجملة فدار الكتب المصرية عنده كانت تشبه دور الكتب الأوربية في العصور الوسطى . ومكتبة شارل الخامس لم تكن في خياله تختلف كثيرا عن دار الكتب المصرية في آخر القرن التاسع عشر .

أما الذوق الأدبي فقد أحس بأنه غير موجود في مصر . ذلك بأن المصريين قوم يعشقون المادة في كل مظاهرها ، لكنهم لا يهتمون كثيرا بالمعنويات . وهم لا يحبون العلم لذات العلم ، وكذلك لا يحبون الأدب لذات

الأدب . ثم إنهم قوم لا يدركون معنى الاجتماع ، والمجتمع المصري في ذلك العهد لم يكن قد أصل لنفسه أصولا ، ولم يكن قد أقام علائق بين الرجل والرجل ، وبين الرجل والمرأة ، وبين هذه الطبقة وتلك الطبقة . والأدب وفكرة الاجتماع مرتبطان أشد الارتباط . العلاقات بين الناس في مصر لم تكن علاقات اجتماعية ، لأنها لم تخرج عن دائرة الأعمال والأشغال . أما الناس فانهم يقضون أوقات فراغهم على المقاهي ، حيث لا يمكن أن تتربي علائق الاجتماع ، ولا أن تنتقل الآراء وتتمحص ، لذلك لم ينم الأدب المصري الحديث ، لأنه لا يستطيع أن يكون صورة لأي مجتمع راق يحيا فيه الناس حياة اجتماعية نبيلة .

أما عن التعليم فقد شهد الدوق داركور أن مصر قد تقدمت كثيرا في فتح المدارس ، إلا أن التلميذ المصري لا يحسن في حياته المدرسية إلا التلقي . إنه يعتمد كل الاعتماد على الذاكرة ، لكنه لا يربي ملكات الحكم والموازنة والابتكار . لذلك استطاع أن ينجح في الامتحانات بجدارة ، لأنه يستذكر الكتاب من بدئه إلي نهايته . لكنه قلما يجد مجالا لاستثمار ذكائه الفطري . التلميذ المصري من أحسن اللذين يعرفون نظرية الهندسة مثلا ، لكنه من أسوأ الذين يطبقون مثل هذه النظرية ،

ولأن المصريين يعتمدون على الذاكرة فحسب فقد وئدت فيهم روح التفكير الصحيح ، وقلت عندهم موهبة التعميم والتدليل . وقصروا عن أن يدركوا الأحكام العامة على الرغم من ظهور الفروض والقضايا أمامهم .

ثم ينقص التلميذ المصري بعد ذلك خلق الرجولة والشجاعة : ذلك الخلق الذي يتحمل كل مسئولية تلقي عليه . وقد استقى الدوق داركور رأيه من ناظر مدرسة الفنون والصنائع وكان فرنسيا إذ يقول : " إن الأطفال المصريين تظهر عليهم دائما علائم الفطرة الاولى . أما الجهود التي تبذل لتحويلهم فانها تذهب سدى . وأما الذي ينقصهم

فهو ليس المهارة ولا القوة حتى ولا الذكاء ، وإنما تنقصهم صفات الرجولة . صفات الإرادة والنشاط ، أي أنه ينقصهم الخلق . فلا يمكنك أن تعتمد عليهم ولا يمكنهم هم أنفسهم أن يتحملوا أتفه المسئوليات . " لذلك يظهر انحطاط المستوي العقلي متي قاربوا سن البلوغ ، ولذلك تدلت الحياة الفكرية عند المصريين عامة . ولا أمل في أن تنجاب هذه الجهالة عن البلاد ، لأن المصريين يستطيعون أن يؤدوا أشق الامتحانات فيظهروا كأحسن ما يكون المتعلمون ، لكنهم عاجزون عن تطبيق ما يتعلمون في حياتهم العامة .

تلك جملة الآراء التي ضمنها دوق داركور كتابه عن " مصر والمصريين " وقد أسلفنا أن الدوافع التي دفعته إلى كتابة كل ذلك لم تكن مخلصة ولا شريفة . بل لقد كان يكتب وبصره يشرئب إلي تلك الأسلاب التي اقبلت عليها إنجلترة دون فرنسا . ولكن بعد كل الذي نقلت إليك ، وبعد أن أحسست بالضغن الذي يثيره مثل هذا النقد القاسي ،

. وبعد أن رأيت أن الدوق داركور جاهل بما في الاسلام من  قوة ، الا تري أنه على حق في كثير مما وصف من آثار الجهل والفاقة ؟ ألا تري معي أنه علي حق فيما وصف من حرمان المصري واستغلال الدخيل ؟ و ألم تقم الثورة العرابية نفسها لأنها ضاقت بذلك التمييز بين الشراكسة والأتراك وبين أبناء البلد ؟ ثم ألا تري معي أنه على حق فيما وصف من ظلم يمتد إلى أغوار الحياة المصرية نفسها وفيما صور من  آثار العبودية ، وفيما نقد من اتجاهات التربية والتعليم والأدب ، وفيا بين من هضم حقوق النساء ؟ إنه على حق في كل ذلك ، لكنه مخطئ حيث يبدى اسباب هذا الظلم والتأخر ، وحيث يتفلسف فيتحدث عن الدين حديث الواثق المدقق . وفي الحق أنه لم يبحث أصول الدين كما كان

ينبغي ، بل لقد قفز إلى أحكام طائشة كان أجدي عليه لو تريث في إرسالها قليلا .

نعم كان دوق داركور جاهلا بأسس الدين الإسلامي وبتاريخ العرب وبفضل الثقافة العربية في تاريخ المدنيات العامة ، لكن قيمة كتابه ليست في ذلك ، وإنما هي في تصوير  الحياة التي رآها والتعبير عن الآثار النفسية التي تلقاها . ولعله كان جاهلا كذلك بأن المصريين أنفسهم كانوا قد  أحسوا بالنقائص التي يتحدث منها وأنهم كانوا على أبواب  نهضة في السياسة والقانون والعلم والتربية والخلق ، وأنهم  ثاروا بحكومة الشراكسة وطالبوا بالحرية والمساواة في سنة ١٨٨٢ ، وأنهم نالوا حقهم الدستوري قبل ذلك بقليل ، وأن طبقة مثقفة من أمثال قاسم أمين كانت تنظر إلي الأمام بينما كان الدوق الفرنسي ينظر إلي الوراء .

( بنى سويف )

اشترك في نشرتنا البريدية