الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 268الرجوع إلى "الرسالة"

تاريخ الأدب المقارن في دار العلوم

Share

رأى معالي وزير المعارف عند بحث مناهج القسم العالي  لدار العلوم على أساس تنظيمها الجديد أن ضروريات الثقافة العربية  لا تقتصر على دراسة الأدب العربي في كل عصوره، بل تشتمل  دراسة الآداب الأجنبية الحديثة والإلمام بكيفية تدرجها في الممالك  المختلفة ووجوه الاختلاف بينها وبين الأدب العربي من حيث  الخيال وطرائق التصوير وروح الأسلوب وإرجاع ذلك إلى أسبابه  من آثار البيئة واختلاف المواطن وقوة العقلية. وتحقيقاً لاستكمال  هذه الغاية أشار معاليه على المختصين بإضافة دراسات أدبية من  هذا النوع إلى مناهج الأدب بهذا المعهد، على أن تشمل فضلا  عن الجانب التاريخي والدراسة المقارنة دراسة أخرى لتاريخ بعض  البارزين من أدباء إنجلترا وفرنسا وألمانيا وروسيا في العصر الحديث  وبعض البارزين في الممالك الأخرى التي اشتهرت بازدهار الأدب فيها

هذا وقد روعي في العمل بهذا الرأي ما لوحظ من أن القراءة  الغربية لها أثر كبير في إنهاض اللغة العربية إذا ما كان القارئ  ذا ثقافة عربية أصيلة وذا سيادة شخصية وطابع خاص في تقبله  لمختلف الآراء والمذاهب

على أن فائدة هذا التوجيه الأدبي الجديد تكون في صورة  أجلى وأوضح إذا ما راعينا أن أستاذ اللغة العربية الذي تعده  وزارة المعارف للمستقبل يجب أن يكون من كافة النواحي كامل  الثقافة حتى يحتفظ بهيبة الشخصية أمام تلميذه الذي يلم ولو بنزر  يسير من الآداب الغربية

اشترك في نشرتنا البريدية