تدرب الكلاب في جميع أنحاء العالم للخدمة في الحروب . ففي روسيا أنشئت مدرسة في موسكو للكلاب، وفي اليابان أعدت أماكن فسيحة لتدريبها منذ ١٩٣٣، وقد أعدت ميادين خاصة في بولندا وإيطاليا لتدريب الكلاب على الأعمال الحربية على اختلافها، وفي أستنيا تلازم الكلاب طلائع الجيش، أما في فرنسا فهي تدرب مع الجنود في كثير من الميادين.
وتستخدم الكلاب في حمل الرسائل إلى الفرق الطبية، وفي توصيلها إلى الحرس، حيث تجتاز الأماكن الوعرة، وتعبر الأنهار الواسعة لتوصيل رسائلها. وهي تدرك الممرضين في الميدان بما يحتاجون لتضميد الجراح، وهي تستطيع أن تحمل المؤن على ظهورها وتسير بها إلى مسافات بعيدة.
وقد كانت الكلاب تستعمل في الهجوم والدفاع منذ أقدم العصور. ويقول هيرودتس إن (سيرس) كانت لديه كلاب
يستخدمها في الحروب. وفي كتاب بلوتارك أن الكلاب أبحث كتيبة (كورنيثيه) من الهلاك.
وكان فيليب المقدوني يستخدم الكلاب في حروب أرجول واستخدمها الرومان لحراسة الجيوش، وكان (السلت) يدربون الكلاب على مهاجمة الخيل، فتأخذها بخياشيمها وتسقطها في ميادين الحروب.
أما في القرون الوسطى فقد كثر استخدام الكلاب لهذه الأغراض، وقد كانت الفرق الأسكوتلندية تصطحبها على الدوام وكانت مدينة سان مالو تستخدم الكلاب في حراسة أسوارها إلى سنة ١٧٧٠، وقد اتخذ نابليون الكلاب سنة ١٧٩٩ لحراسة الجنود في مدينة الإسكندرية. واستخدم الألمان الكلاب لحماية الكتائب وحراسة الأقاليم والمعسكرات في سنة ١٨٧٠.
وفي سنة ١٨٩٥ قام كلبان بإمداد كتيبتين بالذخائر أثناء الحرب على أكمل وجه.
وفي سنة ١٩٠٤ كان الجيش الألماني يستخدم ٦٠٠ كلب من الكلاب المدربة على الحروب وآلافا من الكلاب الأخرى أما فرنسا فقد بدأت تجنيد الكلاب في سنة ١٩١٦، وقد اجتمع في باريس ٩٠٠٠ كلب نظمت فرقا وأرسلت إلى الميادين للتدريب. وقد قامت تلك الكلاب بخدمات عظيمة مما كان ذكره موضع إعجاب المتحدثين.
اكتشاف عظيم سيحدث ضجة عظيمة في العالم! ذلك هو اختراع آلة لالتقاط الأفكار والخواطر التي تجول بذهن الإنسان! وليست هذه الآلة كالآلات المصورة التي يعرفها كل إنسان، ولا حلماً من أحلام رجال العلم. إنها مصورة تشتغل في كل مكان وليس إلا أن يرقد الإنسان على منضدة والآلة تسجل خواطره دون أي ألم أو ارتباك!
وللحصول على هذه المعجزة يكفي أن يكون عندك سلك موصل بآلة كهربائية وفلم نظيف وتحرك آلة تسجيل الخواطر. أنك لا تستطيع عند ذلك أن تخفي أسرار نفسك بحال من الأحوال.
قد تكون هناك بعض صعوبات في تسجيل خواطر بعض الناس ممن يفكرون في شئون مختلفة في وقت واحد، ولكن تلك الآلة تستطيع أن تركز ذهن الإنسان وتستخلص ما تشاء من أفكاره.
غير أنك عند تسجيل بعض الأفكار الهامة والمعلومات العلمية العظيمة، قد تصادفك خطوط مختلفة لعاطفة من العواطف الخاصة مما يستثير الضحك في بعض الأحيان.
ولا يستعصي على هذه الآلة إخضاع بعض العصبيين ومرضى الصرع والشواذ مما ينتظر أن يأتي بأجل الفوائد، ولا شك أن هذا الاختراع سيفتح أمام العلم باباً لا حد له من التفكير.
أي دنيا عجيبة سيلقى بنا فيها هذا الأكتشاف؟ وكيف نكون؟ وكيف تصبح حياتنا إذا كانت حتى خواطرنا لم تعد ملكاً لنا في هذه الحياة؟!
لقد مات جيتي وهو يقول: نور. . . نور! أين كانت هذه الآلة لترينا أي نوع من النور كان يريده الشاعر العظيم؟ أهو نور العبقرية ونور الروح، أم نور الشموع؟!
