الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 610الرجوع إلى "الرسالة"

تساؤل واستفهام؟

Share

قرأت معجم الأدباء لياقوت الحموي وهو المعجم الذي قامت  بطبعه دار المأمون. وبعد البحث والاستقصاء لفت نظري خلوة  من كثير من الشخصيات، إذ قد وجدت أن نخبة صالحة من  الرجال البارزين لم تذكر في هذا المعجم. فإما أن تكون قد ضاعت  من الأصل - وهو احتمال ضعيف - وإما أن يكون ياقوت قد  أغفلها، وهذا هو موضوع التساؤل.

لقد كان في جملة من أغفل ذكرهم من الشعراء والأدباء شخصيات  مختارة أمثال حسان بن ثابت والأخطل والكميت وجرير

وبشار والبحتري وأبى تمام والمتنبي وابن زيدون وعمر بن أبى ربيعة  وابن الرومي وابن المعتز وأبى فراس ومسلم بن الوليد (وقد ذكر  ترجمة ولدُه سليمان)،ومن الأدباء والرواة والفلاسفة أمثال الحسن  البصري والرئيس ابن سينا وابن سيرين والإمام أحمد والإمام  أبي حنيفة والإمام مالك والبخاري ومسلم وعبد الحميد الكاتب  والغزالي والفارابي والرازي والأصمعي وأبى بكر الخوارزمي وابن  الزيات وعلي بن الفرات وعمرو بن مسعدة وابن خفاجة والفضل بن  يحيى والفضل بن الربيع والحسن بن سهل وإسماعيل بن صبيح  والحسن بن وهيب وبني موسى بن شاكر وأبى الحسن الأشعري  والوزير محمد بن علي بن مقلة (أشار ياقوت في ترجمته لأخي الوزير  الحسن بأنه سيذكره في بابه ولكني لم أعثر على ترجمة له) وعبد الله  ابن قتيبة (ذكر ياقوت ترجمة لولده أحمد) وابن المقفع ويعقوب بن  إسحاق الصباح الكندي ومالك بن دينار والقاضي الفاضل وغيرهم ممن  يصعب حصرهم في هذه العجالة. في حين أنه ترجم لشعراء كثيرين  منهم الفرزدق وصريع الغواني وأبو دلامة وغيرهم ممن لا يتسع  المجال لذكرهم ممن هم دون من أغفلهم شهرة ومنزلة، وهنا موضع  التساؤل؟

إذا فرض أن ياقوت قد أغفل ذكر هؤلاء أو قسماً منهم فما هو  يا ترى السبب الذي حمله على إغفال أمثال هذه الصفوة المختارة؟  وما هو السر في ذلك؟ وهل من الجائز أن يقال إنه تعمد عدم الترجمة  لهم أو لقسم منهم لأسباب ودواع تمت إلى سياسة حكام عصره ومسايرة ميولهم؟ تلك الميول التي ربما كانت لا تحبذ الترجمة لأحد  من أولئك؟ وإذا كان كذلك فما هي تلك الميول، وهل كانت ظاهرة  أمستترة؟ وما هي الدوافع لها؟ وإذا قال قائل إنه اقتصر في  معجمه على شخصيات الأدباء فقط، فأقول إنه ذكر كثيرين ممن  اشتهروا بالشعر دون غيره كما مر آنفاً. وقد ترجم للإمام الشافعي  كما ترجم لأناس اشتهروا بالعلوم الفقهية والنحوية، أو في اللغة  والقراءة. فهل لا يرى رجال الأدب اليوم أن إغفال ياقوت - إذا  صح - لمثل تلك الشخصيات يعتبر نقصاً كبيراً في قيمة معجمه  الأدبية، أو على الأقل إهمالا من ياقوت وغمطاً لحقوق أولئك

الرجال؟ وهو يجب أن يتصف به كاتب أخذ على عاتقه تدوين  حياة الناس. وإذا كان ياقوت قد قال إنه جعل معجمه قاصراً  على من اشتهروا بالأدب؛ فما هو المقياس الذي يقيس به ياقوت  الرجل ليكون أديباً في نظره؟ وما هو معنى الأدب عند ياقوت؟  وعلى أي شيء يشتمل؟ وهل إن الوراقين أو بعضهم - وقد حشرهم  ياقوت في زمرة الأدباء - يعتبرون من الأدباء في العصر الحاضر؟

هذا بحث مقتضب جاء على عجل ,الا أنه لايخلو من حقائق كما انه لايخلو من غوامض تريد من يزيح الستار عنها. فالي أدباء العصر ولا سيما من عرفوا ببحوثهم القيمة و اشتهروا بتحقيقاتهم العلميه و الأدبية الثمينة أوجه قولي هذا راجيا أن يتفضلوا بكشف النقاب عما خفي واستغاق ولهم على ذلك شكر التاريخ و ثناء الأدب والله الموفق.

(الزبير - البصرة)

اشترك في نشرتنا البريدية