بدأ الأستاذ محرر ( شموع تحترق ) كلمته في جريدة المصرى بتاريخ ٢٣ / ١ / ١٩٥٢ بقوله :
(قرأت في كتب الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في طريقه بمعلم يقسو على تلاميذه فقال له: رفقا أنجشة بالقوارير) أو شيئاً حول هذا
والقوارير هم فلذات أكبادنا من صغار النشء رقاق النفس دقاق العظم صغار الأحلام لا يحسنون التقدير ولا يجيدون التدبير. . .).
وحرصاً على قداسة الحديث النبوي الشريف يطيب لي أن أذكر أصل الحديث ليظهر المعنى واضحاً كما أراده الرسول الكريم
روى البخاري عن أنس قال: كانت أم سليم في الثقل وأنجشة غلام النبي عليه السلام يسوق بهن، فقال النبي عليه السلام: يا أنجش رويدك سوقك بالقوارير)
وكنى الرسول الطاهر عن النساء بالقوارير من الزجاج لضعف بنيتهن ورقتهن. والمراد أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت فأزعجت الراكب ولم يؤمن على النساء من السقوط، فأفادت الكناية من الحض على الرفق بهن ما لم تفده
..الحقيقة لو قال أرفق بالنساء يا أنجشة. فأنظر يا أخي إلى بلاغة الرسول الأديب الأعظم عليه أفضل الصلاة !
ومن ذلك يتضح أن أنجشة ليس بمعلم يقسو على تلاميذه كما قال الأستاذ المحرر، وإنما كان حاديا وراء الإبل وهي من عادات العرب تؤدي بأصوات طيبة وألحان رائعة !
ولعل الأستاذ رأي في رحلاته أو في قريته حادياً من الجمالين يحدو وراء إبله بغنوة جميلة متى كان في صوته رخامة ليقطع الطريق في راحة ويسر !
شطانوف

