نعت أنباء البرق فى يوم ١٦ مارس الماض الكاتبة الأسوجية الذائعة الصيت " سلمي لاجيرلوف " Selma Lagerlof بعد أن أربت على الثمانين من عمرها وكانت قد ولدت سنة ١٨٥٩ وابتدأت حياتها العملية بالتعليم ثم زاولت الكتابة والتأليف فلم تلبث أن ذاعت شهرتها وعلا كعيها فى عالم الأدب . وكان أول كتبها الذي لفت إليها الأنظار قصة " ساجادي جوسته ببرلنج " أو كما يسمونها بالفرنسية gosta La gende de Berling التى ظهرت سنة ١٨٩١ . وقد ساهمت فى حركة التجديد التى ظهرت فى أدب بلادها وهي حركة كانت ترمي إلى انهاج الطريقة الرومانية الابتداعية فى الأدب الأسوجى وكانت تعالج فى قصصها أساطير قديمة بخيال واسع قوى ونزعة إنسانية محضة . وقد امتارت يعطفها على الماكين وفهمها العميق للنفس البشرية ، فمزجت فى مؤلفاتها بين هذه العواطف الانسانية ، وذلك الخيال الواسع فجاءت كتبها فى متناول كل واحد على اختلاف العمر والفهم . وهذا ما حمل الكثيرين من النقاد على تشبيهها بالقصص الدانمركي الكبير " أندرسن ، Andersen وجعلها ذات شهرة عالمية ، بل دفعها فى مصاف الكتاب القلائل الذين عرفوا بميزتهم الانسانية العالمية الشاملة . وقد فازت بجائزة " نوبل " الادبية سنة ١٩٠٩
وقد شاءت الصدف أن تنعي هذه الكاتبة الكبيرة بينما كنت أطالع آخر ما ترجم إلى الفرنسية من مؤلفاتها وهي مجموعة من الأقاسيس بعنوان " خاتم الصياد ؛ فرأيت أن أنقل منها أقصصوص L' anneau du pecheur بعنوان الكتابة على الأرض " ٥1 على Linscription sur تناولت فيها الكاتبة الكبيرة حكاية الزانية التى جيء بها إلى المسيح وقد حكم عليها بالموت رحما فأجابهم بكلمته المشهورة : " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر " . ثم انحنى إلى الأرض يكب بأصبعه عليها . إلى آخر ما روى فى الاصحاح الثامن من انجيل يوحنا .
