قضيت ما قضيت من زماني وأنا نهبة للنمائم، ولم يبق من البلية إلا أن ينم عليَّ أسلوبي. وكنت أظنه يحفظ أسراري، عفا الله عنك يا أسلوب المبارك!
أقول هذا وقد حاول ناس أن يقلدوا أسلوبي ليؤذوني، كالذي يصنع الكاتب المجهول، والكاتب المعروف، والدكتور بديع الزمان، والسيد فلان، والفتى الأزهري، والأستاذ الجامعي، وهي أسماء رجال من تلاميذي، فلله الحمد وعليه الثناء وأنا لن أخذل تلاميذي، ولن أنهاهم عن تقليد أسلوبي، لأني دعوتهم إلى أن يكونوا صورة من روحي وعقلي وبياني ولكن من هذا الكاتب الذي يتبهنس في العدد السالف من مجلة الرسالة فيحمل الدكتور زكي مبارك جرائر الكاتب المجهول؟
من هذا الكاتب وهو لا يمضغ إلا كلاماً حاورني به منذ عشرين سنة في بيت القاياتي؟ إنه يتمسح بالدين لينتصر عليَّ، وليس هناك، فالإسلام لا يعرف أمثاله، لأنه دين حقائق لا دين أباطيل ولو كان مسلماً صحيح الإيمان لستر أخطائي إن كنت من المخطئين، ولكنه مسلم بالصورة لا بالحقيقة، ولن يقام لتحديه ميزان، لأنه أضعف من أن يقام لتحديه ميزان.
