الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 200الرجوع إلى "الرسالة"

ثلاثة كتب عن الحرب الحبشية

Share

ظهرت أخيراً عن الحرب الحبشية ثلاثة كتب هامة، أولها وأهمها كتاب المارشال دي بونو وعنوانه: (السنة الرابعة عشرة. فتح إمبراطورية) anno xiv أعني السنة الرابعة عشرة لقيام النظام الفاشستي في إيطاليا وهي سنة ١٩٣٦ التي تمم فيها استيلاء إيطاليا على الحبشة، والثاني بقلم الماجور بولسون نيومان المعروف بمؤلفاته عن مصر والشرق الأدنى وعنوانه:   (فتح إيطاليا للحبشة italys                              conques of abyssinia  والثالث بقلم الصحافي الأمريكي هربرت ماتيوس وعنوانه (شاهد عيان في الحبشة) eyeurlness  in abyss وكتاب المارشال دي بونو هو بلا ريب أهم هذه الكتب وقد نوهت عنه الرسالة في عددها الماضي؛ فقد كان المارشال كما نعلم أول قائد للحملة الإيطالية على الحبشة، وقد

قاد هذه الغزوة في أشهر الحرب الأولى؛ وأهمية الكتاب في أنه يميط اللثام عن حقائق سياسية وعسكرية خطيرة؛ مثال ذلك أن المارشال يعترف لنا في كتابه أن مشروع غزوة الحبشة يرجع إلى سنة ١٩٣٣ أعني قبل حادث وال وال الذي اتخذته إيطاليا حجة لغزو الحبشة بعامين، وإن موسوليني وضع هذا المشروع خفية مع المارشال، وفكر في تحقيقه أولاً بالعمل على إضرام نار الثورة في الحبشة، ثم التدخل بحجة المحافظة على السلام؛ وقد أنفقت إيطاليا في سبيل هذه المحاولة مبالغ طائلة، ولكن القبائل لم تثر في وجه النجاشي كما أريد وحبط المشروع، فلبث موسوليني وقائده يتربصان بالحوادث حتى وقع حادث وال وال، وزعمت إيطاليا عندئذ أن الحبشة تنوي الإغارة على المستعمرات الإيطالية، ووقع الاعتداء الشنيع على الحبشة وقد عجب الرأي العام حين صدر كتاب المارشال ولم يعترض موسوليني على ظهوره متضمناً لهذه الأسرار التي تفضح مشاريع إيطاليا الاستعمارية ونياتها المبيتة على الاعتداء ولكن الظاهر أن السياسة الفاشستية لم تعد تقييم للرأي الدولي وزناً ولا ترى في لومه أو مؤاخذته عاملاً يحسب حسابه. ومن جهة أخرى فقد اعتبر التصريح للمارشال بإصدار كتابه حراً طليقاً تعويضاً أدبياً عما أصابه من آلام العزل خلال نشوب الحرب وانتداب المارشال بادوليو لإتمامها وفوزه بشرف الظفر دونه.

وأما كتاب الماجور نيومان فهو كباقي كتبه عرض للحوادث من الوجهة الاستعمارية، وفيه يحبذ افتتاح الحبشة ويعرب عن ثقته بأنها سوف تستقبل في ظل الحكم الأوربي عهداً جديداً، وأن الزمن كفيل بتسوية الأخطاء التي ارتكبت وأما الكتاب الثالث، فهو كتاب (شاهد عيان في الحبشة) فهو مشاهدات صحفي، صحب الحملة الإيطالية منذ بدء الحوادث وتنقل معها في جميع الميادين. فهو ليس تاريخاً بالمعنى المقصود ولكنه جريدة يومية للوقائع مشبعة بروح العطف على الغزاة.

اشترك في نشرتنا البريدية