ثم ماذا يا دهر؟ هل من جديد أجتنى منه لوعتى وعنائى؟ هات ما قدر القضاء علينا ولتفض كأس عيشنا بالشقاء لست أخشى القضاء إن قصد العد ل ولكن أخاف ظلم القضاء ورضينا بالظلم.. لو أن دهرى ينتهى ظلمه بهذا الرضاء
سخريات هذى الحياة وسر لم يزل غامضا على الأذكياء أى معنى للزهر يولد فى الرو ض صباحا وينتهى فى المساء؟ أى معنى للحسن أصبح فيه كل صب نضوا من البرحاء ثم يخبو ضياه حتى كأن لم يك بالأمس بالوضئ الرواء وترى دمعة الحنين اليه حول الدهر سيرها للرثاء!
غدرات الأيام تأتى سراعا وسراعا تمضى ليالى الهناء رب ليل ظللت أرشف فيه كل ما شئت من معانى الصفاء ورأيت الغرام أيقظ منى شعر نفس أشفت على الإغفاء فخلقت البديع من كل معنى وجلوت الجمال للشعراء هكذا بت، لا فؤادى شاك من هواه، ولا حبيبى ناء فأتى الصبح بالخطوب التوالى من عذاب وفرقة وجفاء فتساءلت: كيف جرع قلبى غصة البين بعد حلو اللقاء؟ أين قلبى؟ فقدته فى غرامى أين عينى؟ أذبتها فى بكائى .. ورجائى أضاعه لى دهرى فى شبابى، يا رحمتا للرجاء!
لسواء على عشت سعيدا أم قضيت الحياة فى بأساء فالزهور التى ذوت ظامئات كالزهور التى ذوت فى الماء والطيور التى تغرد فى الأيـ ك سرورا مصيرها للبكاء .. عشت فى عالم تهيج شجونى كلما قيل: عالم الأحياء علمونى كيف الغباء لأحيا هانئا بينهم حياة الرخاء وامنحونى بعض الرياء لعلى أرتوى غيلة ببعض الرياء!
