ولدت في السلوب من قبل أن تب
عث في الأرض فاحتوتها القلوب
فلها في مسارب الروح إشرا
ق وفي ساحة الضلوع وجيب
غذيت في الرضاع من لبن الحق
فلا غرو فهي فيه غضوب
جمع الحب والوفاء بنيها
فإذا هم على الخطوب خطوب
يتفانون في سبيل بلاد
قد تغنوا بها فكل طروب
أبحافون أن يصيبهم المو
ت و كلا إذا دعاه يجيب ؟ !
لبس موت يكون فيه خلود
مثل عيش يكون فيه ذهوب
هكذا يتبع الخمود شبوب
وكذا يتبع الركود هبوب
إن يكن مسها اللغوب طويلا
فكما يعتري الوضيء شحوب
عالجتها الأيام من أثر الدا
ء كما عالج المريض الطبيب
و أصابت من كل الحياة كما كا
نت على عهدها القديم نصيب
خبرت باطن السياسة في الدن
يا فلم يغرها الحديث الخلوب
لم تكن هذه الحضارة إلا
غرسها في العقول وهي جدوب
كم ترقت علي يديها بلاد
وبني المجد في حماها شعوب
أوردتهم مناهل العلم والحك
مة حتى لم يشك منهم طلوب
وإذا عاهدت فدينتها الصد
ق ، وشتان صادق وكذوب
وإن هذي الأقدار تجري علي النا
س فيوم طلق ويوم قطوب
وإذا ما قست فلابد يوما
تتجلى على الزمان الكروب
جمع الله شملها وقديما
فرقتها حوادث وحروب
فإذا أصبحت موحدة الرأ
ى فبين القلوب شوق لقلوب
لم تهن أمة علي الأرض ما اصطف
بنوها والاتحاد مهيب
أرأيت الأسود تقصف كالرع
د وقد حف بالعرينة ذيب
جعلت نصب عينها أن يكون اك
رق حرا وما عليه رقيب
يتولى شئونه حالة الأم
ن و في النائبات حين تنوب
و إذا العيش لم يكن في ظلال
من فخار وعزة لا يطيب
كل ما تبتغيه أن يصفو القل
ب فلا يعتريه ود مشوب
ويعم السلام في الأرض حتي
لم يكن للحروب فيها نصيب
إنما الناس في الحقوق سواء يتلاقي عدوهم والحبيب
إن صدر الحياة لم يسع الظل م وإن قيل إنه لرحيب
فشعار القلوب نصر من الله وفتح ، إذا يشاء ، قريب
