الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 963الرجوع إلى "الرسالة"

جلال الدماء في القنال:

Share

إن لهذه الدماء المصرية التي أريقت بغيا وظلما في ساحة  القنال جلالا، يجب أن تقدره مصر حق قدره، ويجب أن

لا يغيب عن مصري واحد، إن هذه الدماء عزيزة على نفسه  عزة دمائه عليه، وأنه لن يستريح له بال ولن يهدأ له خاطر حتى  يثأر لها من أعداى اعداء الإنسانية والمروءة والرحمة من قراصنة  العالم، ومجرى الحروب، وقطاع الطرق. . . أحفاد بريطانيا. وكأني بالقاهرة المدللة النشوى لم تستيقظ بعد، ولم يطن في  أسماعها التي أصمها اللهو والصخب دوى الرصاص على قنال السويس،  فهي لا تزل ساردة في عبثها ولهوها، ومجونها وصخبها، وكأن  شيئا لم يحدث في بقعة من أعز بقاع مصر. . هي هي كما كانت  من قبل ملاهيها وحاناتها وسهراتها، حتى الإذاعة المصرية    (النابهة) لا تزال تفرض على الشعب المنكوب الأغاني الساقطة  والموضوعات التافهة، والتمثيليات الهزيلة، والفكاهات المنكرة. ألم تكن هذه الفترة الخطيرة المتأججة كفيلة بأن تحمل  القاهرة على الحد من شرورها؟ والملاهي والمسارح والحانات  والسهرات على الحد من غلوائها؟ والإذاعة البلهاء على الحد من  سفسافها ومهازلها، إجلالا لهذه الدماء المصرية التي أهرقت  في سبيل مصر؟

اشترك في نشرتنا البريدية