الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 88الرجوع إلى "الرسالة"

جوكي يصبح شاعراً

Share

أزيح الستار في وستمنستر مؤخراً بحضور الدوق أوف يورك  عن النصب التذكاري الذي أقيم تخليداً لذكرى لندساي جوردن  شاعر استراليا القومي

وقد أسهبت الصحف والمجلات بهذه المناسبة في الكلام  عن حياة هذا الشاعر، الذي أسندت إليه أمارة الشعر في  أوستراليا بعد موته وبعد حياة عجيبة حافلة بالمغامرات

ولد لندساي في سنة ١٨٣٣ والتحق في شبابه بالمدرسة  الحربية في   (ودلريتش)  وهناك عرف شارلوس غوردون الذي  عرف فيما بعد باسم غوردون باشا

وأغرم لندساي بالألعاب الرياضية، وامتاز في مباريات  الملاكمة والسباق وركوب الخيل، وعندما بلغ التاسعة عشرة من  عمره ركب أحد جياد السباق واشترك به في إحدى المباريات

على الرغم من أنف صاحب الجواد، وفاز بالجائزة الأولى، ولكن  صاحب الجواد كان قد أبلغ الشرطة فألقى البوليس القبض عليه  وكانت المدرسة الحربية قد ردته، وضاق أبوه به ذراعاً، فرحل  إلى أوستراليا؛ ومع أنه كان مزوداً بخطاب توصية إلى حاكم  أوستراليا الجنوبية إلا أنه لم يستغل هذا الخطاب، وانضم إلى  فرقة البوليس الراكب؛ ولكن حدث في أحد الأيام أن طلب  إليه ضابطه أن ينظف حذاءه، فغضب لندساي واعتقد أنه أهين  فترك خدمة البوليس واشتغل   (جوكياً)  واشترك في كثير من  المباريات، وسقط عن ظهر جواده مراراً وأصيب برضوض  أقعدته عن العمل مدة

وفي سنة ١٨٦٤ توفي أبوه، فورث عنه بضعة آلاف من  الجنيهات. وتزوج بابنة فندقي كانت قد عنيت به في مرضه  وفي هذه الأثناء اشتغل لندساي بقرض الشعر، ونشر ديوانه  في سنة ١٨٦٧، ولكن الديوان لم يلق رواجاً، ولم يبع منه  أكثر من مائة نسخة، فغضب لندساي على الشعر كما غضب  قبلاً على خدمة البوليس

وفي سنة ١٨٧٠ كان لندساي يعاني أزمة شديدة، لأن  المرض أقعده عن ركوب الجياد، وماتت ابنته الوحيدة وضاقت  الدنيا في وجهه. فقصد إلى غاب قريب، وهناك أطلق الرصاص  على نفسه فمات منتحراً وهو لا يزال في السابعة والثلاثين من  عمره. ولم يشترك في تشيع جنازته غير بضعة أفراد

ولم تكد جثته توارى في التراب حتى شرع بعض الأدباء في  استعراض قصائده. وما لبثت أوستراليا أن وجدت فيه شاعرها  القومي. ولا يوجد الآن تلميذ في مدارس أوستراليا لا يحفظ عن  ظهر قلبه قصيدته المشهورة   (الفارس المريض)

اشترك في نشرتنا البريدية